الرد الوحيد عليهم هو: عفوا.. فقد خبرناكم.. وفقدنا الثقة فيكم.. وكما يقول المثل عندما: «نهيتك ما انتهيت والطبع فيك غالب.. ديل الكلب ما يتعدلش ولو علقوا فيه قالب»!! المحاولات التي تستهدف المصالحة مع الجماعة إياها (ويا دار ما دخلك شر، وربنا غفور رحيم) وهاهم بعض المنتمين إليها داخل أو خارج السجون بأغلظ الأيمان يقسمون أنهم الي الصف الوطني عائدون، ولفكر «الجماعة» رافضون، لكن الحقائق سرعان ما تلقي الضوء علي هشاشة وزيف ما صرحوا به وما تعهدوا به، ثم تظهر أمريكا كالعادة وتدعو الدولة الي ما تسميه «عدم الإقصاء» والقبول بعودة الإخوان الي الساحة السياسية التي سبق أن كشفت فشلهم ومخططهم الاقصائي الحقيقي لكل من لا ينتمي الي عشيرتهم. وحتي لا أطيل عليكم أكتفي بما قاله الرئيس عبدالفتاح السيسي في حواره الصحفي والتليفزيوني الأخير حيث قال بالفم المليان «إن قرار المصالحة في يد تسعين مليون مصري وليس في يدي أنا وحدي» ذلك لانهم جربوهم.. واكتووا بنارهم وتفجيراتهم، ومع ذلك مازال «الأخ» أوباما متمسكا بلغة المصالحة التي يريد أن نقبلها أو يريد أن يفرضها علينا متجاهلا الواقع الذي يقول لكل ذي عينين إننا امتلكنا إرادتنا المستقلة مهما كانت التهديدات والمؤامرات. والغريب ان الفكر التآمري للرئيس الامريكي يظهر ايضا في تعامله مع الأزمة الليبية الخطيرة، فيطالب الشعب الليبي بالتصالح مع الإخوان وتنظيماتهم الإرهابية كداعش وأخواتها، بنفس الحجة الهزيلة المريبة وهي عدم إقصاء احد!! ولان الرجل فقد ذكاءه.. وفشل في استيعاب نصائح الكونجرس ومؤسساته الامنية والمخابراتية.. كشف نفسه عندما أعلن انه سوف يدرب ويدعم المعارضة التي تقودها «الجماعة» إياها لإسقاط نظام بشار الاسد، وهو بذلك يرفض ويتحدي جهود المصالحة والحل السلمي التي تتبناها مصر وروسيا ودول عربية! والآن.. ما رأيكم دام فضلكم لو انتقلت معكم الي حلقة أخري من هذا المسلسل البغيض، كما ظهرت عندما تم الاعلان عن زيارة الرئيس السيسي للسعودية الشقيقة بعد يوم واحد من زيارة «أردوغان» لها ولقائه مع خادم الحرمين، وايضا بعد ثلاثة ايام من زيارة «تميم» للرياض ولقائه مع الملك سلمان حيث انتشرت الشائعات كالنار في الهشيم، وتباري الخبراء إياهم في تحليل النتائج المتوقعة لزيارة الرئيس السيسي للسعودية، وحددوها بأنها المصالحة مع قطر وتركيا برعاية خادم الحرمين الملك سلمان الذي قد يسعي الي بعث وتجديد مبادرة سلفه الراحل العظيم الملك عبدالله، وقيل فيما قيل ان المصالحة المقبلة ستشمل تنقية الأجواء نهائيا بين مصر وكل من قطر وتركيا خاصة ان «الأخ تميم» قام بأداء فريضة الحج الي واشنطن وقال والبراءة في عينيه انه حريص جدا علي أمن واستقرار مصر ويتمني لها كل الخير!!.. كما ان «الاخ اردوغان» توقف منذ ايام عن اطلاق تصريحاته النارية الهوجاء ضد مصر ورئيسها وكأنه نسي حقده الاسود علي ثورة يونيو التي احتضنها السيسي والجيش، وطارت من بين يديه الخلافة المزعومة وخسر بالتالي ثقة أمريكا وأوربا! وكم كان الرئيس السيسي هادئا.. وحكيما.. ومهذبا عندما رفض التعليق علي تلك الشائعة.. ونفي كل ما يتصل بها، ثم عاد فعلا من السعودية بعد لقاءاته المثمرة الرائعة مع الملك سلمان وولي العهد الامير مقرن وولي ولي العهد الامير محمد بن نايف دون أي اشارة من قريب أو بعيد الي حكاية تميم وأردوغان! اخيرا وليس آخرا دعوني اقول لكم ياحضرات إنه حتي لو أقسم أوباما والتنظيم الدولي وتميم وأردوغان بأنهم يريدون فعلا المصالحة وعودة المياه الي مجاريها مع مصر التي يحبونها ويذوبون عشقا في ثورتها ورئيسها، فإن الرد الوحيد عليهم هو: عفوا.. فقد خبرناكم.. وفقدنا الثقة فيكم.. وكما يقول المثل عندما: «نهيتك ما انتهيت والطبع فيك غالب.. ديل الكلب ما يتعدلش ولو علقوا فيه قالب»!!