جاءت زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم للمملكة العربية السعودية، محملة بعدة رسائل هامة للرد علي العديد من التساؤلات حول علاقة مصر بدول الخليج والتسريبات التي تنسب اليه، واعتذاره لقطر، وتكهنات التقائه بأردوغان، إلي جانب توطيد العلاقات الاستراتيجية بين مصر والمملكة، وتشكيل قوة لمواجهة الإرهاب وتجفيف منابعه في المنطقة. السيسي والتسريبات: رد الرئيس عبدالفتاح السيسى على التسريبات التى خرجت مؤخرًا عن علاقته بالخليج والأموال التى تلقاها من السعودية والإمارات فى إطار مساندة دول الخليج للأزمة المصرية، قائلًا:" إن المنطقة تتعرض لحرب الجيل الرابع، مشيرًا إلى أنها من أخطر الحروب التى يشهدها العالم، حيث يتم فيها استخدام الإرهاب والوسائل الحديثة والحرب النفسية من خلال منظومة متكاملة لشق صف الدول، مؤكدًا أنه يمكن أن يتم تركيب كلمات واللعب بالاصوات من خلال علم وتكنولوجيا تستخدم فى تطويع الكلام كما يريدون، مشيرًا إلى أنه التقي بكل القوى السياسية والكلام مسجل فى أكثر من 1000 ساعة وكنا نتكلم فى كل شيء ولم أتجاوز ضد أى فصيل أو كيانات أو أحزاب. رسالة السيسي للخليج: حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي علي علاقة مصر بدول الخليج كان واضحًا و بشكل دائم في حواراته مع الفضائيات ووسائل الإعلام العربية، ليؤكد أنه لولا وقوف الأشقاء العرب، بجوار مصر في محنتها خاصة بعد ثورة 30 يونيو، لأصحبت أوضاع مصرسيئة للغاية، مشيدًا بدور كل من المملكة العربية السعودية الإمارات والكويت، ووقوفها المستمر بجانب الشعب المصري، وحرصه علي تمتع الدول العربية باستقرارها والحفاظ علي أمن دولهم، لعدم التعرض لما لقيته مصر خلال الفترة المقبلة. ووجه رسالة للخليج قائلًا:"لازم أشقاءنا فى الخليج يكونوا عارفين كويس إننا بننظر لهم بكل تقدير وحب ..ونؤكد أن كل المحاولات لإثارة الشقاق بيينا وبين أشقائنا لن تنجح" التعاون الخليجي يدعم مصر ورئيسها: ندد مجلس التعاون الخليجي العربي، بالاتهامات المصرية لقطر بدعم الإرهاب أثناء جلسة على مستوى المندوبين في الجامعة العربية على خلفية الغارات المصرية على ليبيا، في حين استدعت قطر سفيرها لدى مصر للتشاور على خلفية تلك التصريحات. بينما عبر الأمين العام لمجلس التعاون عبد اللطيف الزياني في بيان عن رفضه "للاتهامات التي وجهها مندوب مصر الدائم لدى جامعة الدول العربية إلى دولة قطر بدعم الارهاب" ووصفها بأنها "اتهامات باطلة تجافي الحقيقة وتتجاهل الجهود المخلصة التي تبذلها دولة قطر مع شقيقاتها دول مجلس التعاون والدول العربية لمكافحة الإرهاب والتطرف على جميع المستويات". وعلى صعيد آخر خرج أمين عام مجلس التعاون الخليجي، عبد اللطيف الزياني يوم الخميس 19 من فبراير، لينفي ما تم تداوله من تصريحات نسبت إليه حول العلاقات الخليجية المصرية، قائلًا:" إن دول مجلس التعاون تسعى دائما إلى دعم ومؤازرة مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي في كافة المجالات، مشيرا بهذا الخصوص إلى اتفاق الرياض واتفاق الرياض التكميلي. وأشار الزياني إلى وقوف دول المجلس التام مع مصر في محاربة الإرهاب، مفيدا بأنها تدعم كل ما تتخذه مصر من إجراءات عسكرية ضد الجماعات الإرهابية في ليبيا، مؤكدًا أنه ما قامت به مصر حق أصيل من حقوق الدول في الحفاظ على أمنها واستقلالها وسلامة مواطنيها. استقبال سلمان للسيسي صفعة علي وجهة أردوغان: استقبال الملك سلمان بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين، الرئيس السيسي استقبالًا أسطوريًا فور وصوله الرياض، وكان على رأس مستقبلى السيسى، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، والأمير مقرن بن عبد العزيز، ولي العهد، والأمير فيصل بن بندر، أمير منطقة الرياض، بالإضافة إلى سفير مصر لدى الممكلة العربية السعودية وأعضاء السفارة. بينما تجاهل الملك سلمان زيارة رئيس تركيا أردوغان، وبعث الأمير مشعل بن ماجد عبدالعزيز، محافظ جدة، والسفير التركي لدى الرياض ومسئولون آخرون، لستقباله في مستهل زيارة رسمية للبلاد. السيسي وتكهنات لقائه بأردوغان: أراد السيسي أن يرد علي المشككين والمتكهنين بأن السعودية تلعب دور الوسيط لايقاع الصلح بين مصر وتركيا خاصة بتواجد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالمملكة تزامنًا مع زيارته للسعودية، قائلا:" المملكة دولة تمارس علاقاتها مع العالم كله، وتواجد مع أردوغان مجرد صدفة" العلاقات الاستراتيجية بين مصر والسعودية: أكد الرئيس أن العلاقات بين مصر والسعودية علاقة إستراتيجية بامتياز، وهي ركيزة للأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، والمسؤولون في البلدين مدركون لهذا الأمر المستقر والمتفق عليه منذ عهد الملك عبد العزيز آل سعود رحمه الله، الذي أدرك بحسه الإستراتيجي أهمية وضرورة دعم هذا التوجه، وقد سار على الدرب كل أبناء الملك وتابع قائلًا:"وأما الملك سلمان فإننا ننظر دون شك للعلاقة مع العاهل السعودي نظرة تحمل كل تقدير واحترام، ولن تنسى له مصر مواقفه المشرفة منذ أن تطوع في الجيش المصري في حرب العدوان الثلاثي، وكذا مواقفه العروبية المساندة والداعمة لمصر في حرب أكتوبر، وسنكون حريصين كل الحرص على استكمال مسيرة العلاقات المميزة مع الملك سلمان". وأشار إلى أن زيارته للسعودية جاءات من أجل عدة محاور منها، توثيق العاقات الثنائية بين البلدين، واستقرار أمن مصر القومي ودول الخليج، إلى جانب السعي لتشكيل عربية مشتركة لمواجهة الإرهاب. استقرار مصر وبقاء المنطقة: دائمًا ما كان يظهر الرئيس السيسي بحديثه عن الشعب المصري وقوته على التصدي للعمليات المخربة والإرهابية التي تقيم بها الجماعات الإرهابية للنيل من إرادة المصريين وإسقاط الدول المصرية، قائلًا:"عدم استقرار مصر وسقوطها يعني سقوط المنطقة العربية، وتهديدًا للدول الأوروية، ولن نسمح لاحد أن ينال من أرادة الشعب". السيسي يفوض المصريين: ترددت شائعات كثيرة حول محاولة الرئيس لإجراء مصالحة مع جماعة الإخوان الذي تلوثت ايديهم بدماء الابرياء، قائلًا:" إن قرار المصالحة ليس بيدى ولكن من يمتلك تلك القرار هو الشعب المصري، والرأي العام، وما يرتضيه ويوافقون عليه سوف أقوم بتنفيذه على الفور، مشيرا إلى أنه من الصعب أن يحدث الضغط على دولة مستقلة مثل مصر، مع التأكيد بأن مصر تدفع ثمنا غاليا نتيجة رفضها للتدخلات الخارجية. الرئيس يعتذر: أكد الرئيس أنه لم يصدر تصريحا رسميا واحد من الحكومة فيه إساءة ضد أي من الدولتين، قطروتركيا، مشيرًا إلى أنه وجه الاعتذار إلى أم أمير قطر تميمم أبن حمد آل ثاني، عما ورد من بعض الاعلامين المصرين، قائلًا:"لا يمكن الإساءة إلى المرأة العربية بأي شكل من الأشكال، أو أي سيدة من أي مكان في العالم". وردًا على سؤال الدوحة تلوم مصر بأن إعلامها يهاجمها بضراوة؟، قال: "الإعلام في مصر لديه هامش من الحرية، وبعد الثورة ارتفع هامش الحرية كثيرا، إلى حد أن البعض يظن أن الإعلام موجه لتأييد النظام، مما يتسبب في حرج للدولة المصرية لأن هناك من يحسب الآراء علينا كجهات رسمية، ولكنه في الحقيقة هذه الآراء تعكس غضب وتوجهات الشعب المصري والرأي العام"