تراجع الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربى الدكتور عبداللطيف بن راشد الزيانى، عن البيان الذى أصدره صباح الخميس نافيًا ما تداولته وسائل الإعلام من تصريحات نسبت إليه حول العلاقات الخليجية- المصرية. وقال إن دول مجلس التعاون دائمًا ما تسعى إلى دعم ومؤازرة جمهورية مصر العربية بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى المجالات كافة، وهذا ما تترجم فى اتفاق الرياض التكميلى الذى وقعه قادة دول المجلس، لإدراك القادة لأهمية التلاحم والتكامل مع مصر الشقيقة، باعتبار أن أمن واستقرار مصر من أمن واستقرار دول الخليج، خاصة فى ظل الظروف الدقيقة والحساسة التى تمر بها المنطقة والعالم بأسره، التى تستدعى الترابط الوثيق بين الأشقاء جميعًا. وأوضح أن دول المجلس قد أكدت وقوفها التام مع مصر وشعبها الشقيق فى محاربة الإرهاب وحماية مواطنيها فى الداخل والخارج، وتؤيد كل ما تتخذه من إجراءات عسكرية ضد الجماعات الإرهابية فى ليبيا، بعد العمل البربرى الذى قام به تنظيم داعش الإرهابى بذبح 12 مصريًا فى الأراضى الليبية، مؤكدًا أن ذلك حق أصيل من حقوق الدول فى الحفاظ على أمنها واستقلالها وسلامة مواطنيها. ويأتى التحرك السعودى «الذى وصف بالمكثف» عقب مشاورات أجراها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مع عدد من قادة دول الخليج، كان آخرها استدعاء أمير دولة قطر تميم بن حمد آل ثانى يوم الثلاثاء الماضى إلى الرياض، وقبلها استقبل خادم الحرمين أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وولى عهد أبو ظبى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مطلع الأسبوع الماضى. وتأتى التحركات المتسارعة التى يقودها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بعد إعادته ترتيب البيت السعودى من الداخل، والتفرغ بعدها للحيلولة دون انهيار المصالحة الخليجية التى رعاها الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز والتى أعلن فى ختام اجتماع استثنائى عقد بالرياض فى 61 نوفمبر 4102، انتهاء الخلاف الخليجى مع قطر، وعودة سفراء السعودية والبحرين والإمارات إلى الدوحة، بعد قطيعة استمرت لنحو تسعة أشهر بسبب دعم قطر للإرهاب الذى تمارسه جماعة الإخوان فى مصر، وسعى الدوحة المستمر لشق الصف العربى والخليجى، وضلوعها مع الولاياتالمتحدةالأمريكية وتركيا وإيران وإسرائيل فى تنفيذ المؤامرات ضد الدول العربية. وكشفت المصادر، أن الملك سلمان وجد نفسه مضطرًا لاتخاذ مواقف حاسمة ضد قطر التى نكصت بالتزاماتها تجاه المصالحة الخليجية التى رعتها المملكة نوفمبر الماضى، وقالت إن خادم الحرمين وجه حديثه إلى تميم باتهام قطر باللعب بالنار، وأنها تمارس أدوارًا من شأنها الإضرار بأمن دول الخليج ودول المنطقة التى تمر بأصعب فترة فى تاريخها وهى تواجه داعش التى أصدر خليفتها أبو بكر البغدادى قرارًا الأسبوع الماضى بتعيين أميرين لكل من مكةالمكرمة، والمدينة المنورة فى نفس الوقت الذى تحاول فيه تثبيت أركانها فى العراقوسوريا وهى تهدد دول الخليج من الشمال، فى نفس الوقت الذى تواجه فيه المملكة ودول الخليج سيطرة الحوثيين الشيعة على مقاليد الحكم فى اليمن ما يعنى تنامى النفوذ الإيرانى داخل اليمن المتاخمة لجنوب السعودية. وكان العاهل السعودى قد بحث مع كل من أمير الكويت وولى عهد أبوظبى تشكيل تحالف خليجى مصرى، وإعادة تفعيل اتفاقية الدفاع العربى المشترك لمواجهة التطرف الدينى الذى يعد أداة لإعادة تنفيذ سايكس- بيكو جديدة على أساس طائفى وقبلى لتفتيت وبلقنة الدول العربية وتقسيم المقسم منها بعد أن نجحت الولاياتالمتحدةالأمريكية فى تفتيت الجيوش فى سورياوالعراق وليبيا أو إلهائها بتفجيرات داخلية، أو إقحامها فى حروب إقليمية. يرفع الناس فى الخليج شعار «إذا صَلُحَ حال مصر صَلُحَ حال العرب» ولدى دول الخليج ثقة كاملة فى أن تعود مصر كقاطرة للأمة العربية بعد أن استعصت على المخطط الأمريكى الهادف إلى تدميرها من الداخل، وفى نفس الوقت يخشى البعض من محاولة استنزاف الجيش المصرى وجره إلى معارك خارجية يتم حبكها فى واشنطن وأنقرة وتمولها الدوحة، خصوصًا أن الجميع يدرك أن أمريكا تدير داعش ولا تحاربها كما تدعى، ويدللون على ذلك بأن استخدام أمريكا للجماعات الإسلامية ليس بالجديد، فلقد سبق لها أن استخدمتهم فى حربها ضد الاتحاد السوفيتى وخاضت بهم حربها ضده فى أفغانستان.∎