الرئيس الأمريكى والعاهل الأردنى فى واشنطن بعد الإعلان عن إعدام الطيار اجتاحت أنحاء العالم موجات من الغضب والاستياء البالغين استنكارا للجريمة البشعة التي ارتكبها تنظيم «داعش» الإرهابي بحق «معاذ الكساسبة» الطيار الأردني الأسير لديهم منذ ديسمبر الماضي حيث أعلنوا عن «إحراقه حيا». وفي الأردن، شددت السلطات علي ان «داعش» قد «فتح علي نفسه أبواب جهنم»وأن «دم معاذ سيكون لعنة عليهم لن يبرأوا منها.. وان الرد علي هذه المجموعات الإرهابية سيكون مزلزلا». وقال وزير الخارجية الأردني «ناصر جودة» ان «الإرهابيين سيرون غضب الأردنيين»، في حين أكد الجيش الأردني أن «دم شهيده لن يذهب هدرا». وكان العاهل الأردني الملك «عبد الله الثاني» قد قطع زيارته إلي الولاياتالمتحدة اثر الإعلان عن إعدام الكساسبة، قائلا في كلمه بثها التليفزيون ان «الطيار الشجاع مات دفاعا عن عقيدته ووطنه وأمته»، كما نعت الملكة «رانيا» مقتل الكساسبة واصفة إياه بأنه «شهيد الحق». وقال المتحدث بإسم الوزارة «زياد الزعبي» ان السلطات نفذت أحكام الإعدام بحق «ساجدة الريشاوي» السجينة العراقية التي كان «داعش» يسعي للإفراج عنها في «رسالة وليس ردا» علي إعدام الكساسبة. وكان الأردن قد أعدم فجر أمس السجينة العراقية وعضوا بارزا في تنظيم القاعدة وهو «زياد الكربولي» وأظهرت صور بثتها وكالات الأنباء قافلة أردنية وهي تحمل جثماني المتطرفين بعد إعدامهما في سجن «سواقة» جنوبي عمان. من جانبه، قال مصدر من اللجنة التي اشرفت علي عملية الاعدام، انه «تم اولا اعدام الكربولي الذي ترك مبلغا وقدره 1500 دينار (حوالي الفين دولار) لعائلته» ثم تم إعدام الريشاوي التي كانت تسأل حينها «أنتوا كيف بدكم تعدموني؟». والريشاوي هي انتحارية شاركت في تفجير ثلاثة فنادق في عمان عام 2005، طالب داعش بإطلاق سراحها مقابل افراجه عن الصحفي الياباني «كينجي جوتو» الذي عاد وأعدمه. وكان التنظيم المتطرف قد نشر مشاهد مروعة تظهر الطيار الأردني لدي إحراقه حيا داخل قفص وقد بدا الكساسبة ثابتا شجاعا، في حين كانت تنتقل النار بسرعة نحو القفص. وأظهرت اللقطات الرجل يشتعل في ثوان، ثم يتخبط أولا، قبل ان يسقط ارضا علي ركبتيه، ويهوي متفحما وسط كتلة من اللهيب. وقالت السلطات إن الطيار قتل قبل شهر. وقالت عائلته انها «تحسبه شهيدا عند الله»، في حين دعا والده الحكومة علي فعل المزيد وشن ضربات موجعة ضد داعش للثأر لنجله. وتجمع عشرات الأردنيين الذين أغضبهم مقتل الكساسبة عند منتصف الليل في ميدان رئيسي بالعاصمة وطالبوا بالثأر. واحتشدت جموع غفيرة من الأردنيين أمس في استقبال العاهل الأردني لدي عودته من واشنطن مؤكدين «التفافهم حول القيادة الهاشمية»، بحسب تقارير إعلامية. وعلي صعيد الإدانات المتواصلة، أدانت كل من الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا واليابان بإعدام الطيار منددين بطريقة قتله التي وصفوها بالعمل «الهمجي والدنيء» ويدل علي «وحشية» التنظيم، مطالبين الاردن بتكثيف ضرباتها ضد «داعش». وقال البيت الأبيض ان الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» الذي استقبل العاهل الأردني قبل عودته إلي عمان، أعرب له خلال الاجتماع عن «دعم واشنطن القوي للأردن»، في حين أعلنت الإدارة الأمريكية عزمها زيادة المساعدة السنوية للأردن إلي مليار دولار ارتفاعا من 660 مليون دولار. كما أدانت كل من السعودية والكويت والإمارات والبحرين وقطر وفلسطين وسوريا وايران إعدام الكساسبة. وندد السكرتير العام للأمم المتحدة «بان كي مون» ب»الجريمة المروعة» كما أدانت منظمتا «التعاون الإسلامي» و»مجلس التعاون الخليجي» بإعدام الكساسبة.