يلتقي منتخب اليد مع المنتخب الألماني بصالة لوسيل الساعة السادسة والنصف مساء اليوم بتوقيت الدوحة الخامسة والنصف بتوقيت القاهرة في دور ال 16 لبطولة كأس العالم لكرة اليد المقامة بقطر...وقد فرضت الهزيمة من أيسلندا 25-28 مساء أول أمس علي الفراعنة الاصطدام بالماكينات الألمانية التي «تدور» الآن بكامل طاقتها متصدرة المجموعة الرابعة عكس كل التوقعات باعتبار ألمانيا «مدعوة» من الاتحاد الدولي بعد خروجها من التصفيات علي يد منتخب بولندا الذي احتل المركز الثالث..أدت الهزيمة المستحقة إلي احتلال منتخبنا المركز الرابع بخمس نقاط متساوية مع أيسلندا المتفوقة بنتيجة المواجهة المباشرة.. ولو تحقق الفوز لكان متاحا للمنتخب احتلال مركز الوصافة وبالتالي تخفيف عبء مباراة دور ال 16 بعد فوز فرنسا علي السويد 28-25 وبلوغها الصدارة..بينما فازت ألمانيا علي السعودية في المجموعة الرابعة 36-19.. يدخل المنتخب المصري المباراة بمعنويات أقل من المباريات السابقة خاصة أن الجمهور الغفير الذي حضر لقاء أيسلندا خرج من الصالة حزينا علي غير العادة وغير راض بالأداء والنتيجة وحالة الاسترخاء غير المفهومة لدرجة أن مروان رجب للمرة الأولي في البطولة ظهر هادئا وبدون انفعال كما تعودنا وكأنه غير مكترث..ربما لأنه يري عدم وجود فوارق بين مواجهة ألمانيا أو الدنمارك..بل ترشيحات الفوز باللقب تذهب أكثر إلي الدنمارك..إلا أن العروض الفنية لألمانيا تمنحها استحقاق الترشح وهي التي تجدد فريقها «علي الزيرو».. المهارة ضد القوة ومن الناحية الفنية تتراكم لدي لاعبي منتخبنا والجهاز الفني دروسا كثيرة مستفادة من مباريات الدور الأول ولعله يستفيد منها في اللقاءات الأكثر أهمية.. خاصة أن البطولة عكست انفتاحا في المنافسة بحيث يصعب توقع النتائج التي تتحكم فيها حسابات وتقديرات المدربين لكل مباراة بدليل وجود نتائج غير منطقية لو كان القياس بالتاريخ وحجم الألقاب التي أحرزها كل فريق..ووضح نجاح الفريق في التقليل من حالات الطرد لدقيقتين إلا أن مباراة أيسلندا أظهرت عيوبا جديدة سوف أتطرق إليها عند الحديث عن أسوأ عرض لنا في البطولة.. يظل غياب محمد إبراهيم مؤثرا وهو الذي ظهر متفرجا في الملعب يسير علي عكازين ويري بديله المستدعي من القاهرة وسام نوار وهو يشارك لكنه لا يضيف جديدا سوي أنه «أتخن» لاعب في الفريق وقد جاء من الاسترخاء في القاهرة ليدخل في معمعة من المؤكد أنه غير مستعد لها.. وباستثناء الفوارق «الجسدية» والبدنية مع الألمان يتفوق المصريون في خفة الحركة والمهارة الفردية وقبل كل ذلك المساندة الجماهيرية التي لا تتوافر لأي فريق آخر..ومن المميزات أيضا أن القائمة تضم عناصر متقاربة المستوي تمنح المدرب مرونة في إدارة المباريات.. ولكل عنصر ميزة معينة وإن وضحت عيوب عدم القدرة علي اللعب بالجناحين.. عودة «الحالة» الطبيعية وإذا عاد التركيز للاعبين بعد غياب أول أمس فلن نكون «لقمة» سائغة وسهلة الفرم علي الماكينات الألمانية بل لا مانع أبدا أن يحقق الفراعنة الفوز إذا صدقوا القول بأنهم سوف يلتحمون بشجاعة مع «المفرمة»..لأن مباريات اليد ما هي إلا «حالة» يعيشها الفريق لمدة ساعة عن طريق تشكيلة جهزت نفسها جيدا قبل البطولة وتضم : حمادة النقيب وكريم هنداوي وأحمد الأحمر وعلي زين وإبراهيم المصري وممدوح عبيد ومحمود فايز ومحمد البسيوني ويحيي الدرعا ومحمد عامر وإسلام عيسي وأحمد عبد الرحمن..ومن شروط الفوز تعدد الحلول في الهجوم بحيث لا يتم التركيز فقط علي الاختراق من العمق وغياب الأجنحة وأن يحتفظ الفريق بتركيزه طوال المباراة حتي يتجنب تكرار الهبوط المفاجئ الذي جعله يحرز هدفا واحدا في 6 دقائق كاملة في منتصف الشوط الاول أمام أيسلندا..وقبل ذلك يفرط في فارق 5 أهداف أمام السويد ليتعادل في النهاية..وأيضا تتطلب المباراة الصعبة اليوم من الجهاز الفني علاج أخطاء الدفاع التي كثرت زيادة عن اللزوم في اللقاء الأخير.. أما الألمان..فهم في كل الألعاب أصحاب الامتياز في الصلابة الدفاعية ثم القدرة علي تغيير التكتيك..ومعنويات لاعبيه ارتفعت بعد أن دخلوا دائرة الترشيحات وكانوا بعيدين عنها كثيرا.. ويضم الفريق «5» عمالقة أطول من المترين هم :باتريك وينسيك وهاندريك بيكلر وكارستين ليختين وإيريك شيمدت وجينس شونجارث علاوة علي آخرين قرب المترين بسنتيمترات قليلة..ويقود هذه المجموعة المدرب المخضرم الدائم داجور سيجردسون.. «الصعوبة» لغة مشتركة ومن ظواهر هذه البطولة أن كل المدربين يعتبرون كل المباريات صعبة..أصبحت «الصعوبة» لغة مشتركة في تصريحات المدربين حتي لو كانت هناك مباريات لاتخطئ العين سهولتها.. ومدرب ألمانيا يري المواجهة معنا صعبة جدا وهو في حالتنا قد يكون صادقا بما رآه في مبارياتنا باستثناء مباراة أيسلندا..وقال بالفعل إنه سيواجه فريقا قويا موهوبا وحماسيا ومدعما بجمهور كبير.. ومروان رجب مدرب منتخبنا لا يختلف عن مدرب ألمانيا في نظرته للمباراة.. وستظهر الحقيقة في ساعة الجميع في انتظارها.