القراءة هي الطريق الوحيد للمعرفة، والمعرفة هي الوسيلة الوحيدة لتحسين أحوالنا، وتغير حياتنا للأفضل، وقديما قال احد حكماء قدماء المصريين لابنه يوم صحبه إلي المدرسة لأول مرة: يا بني ضع قلبك وراء كتبك وأحببها كما تحب أمك، فليس هناك شيء تعلو منزلته علي الكتب، وأعلم يا بني انه ما من طبقة من الناس إلا وفوقها طبقة من الناس إلا وفوقها طبقة أخري تحكمها إلا الحكيم فهو الوحيد الذي يحكم نفسه بنفسه. وإذا كانت هذه النصيحة التي قدمها أب لابنه منذ مئات السنين ماذا عن اباء القرن الواحد والعشرين الذين تاهوا في زحمة الحياة فنسوا أنفسهم ونسوا توجيه أبنائهم الذين يقضون نهار يومهم في النوم وليله إما مع الأصحاب علي مقاهي الشواطيء الصيفية أو أمام صفحات »الشات« الالكترونية، ولا أحد يهتم ولا أحد يوجه وكأن حكمة »نوم الظالم عبادة« تنطبق فعلا وقولا علي أولادنا الذين يقضون معظم النهار نائمين. بدأت الاجازة الصيفية وعاد معها السؤال الأزلي: كيف نقضي الأجازة؟ وأين؟ ويحتار الأب والأم وغالبا ما تكون الحلول لديهما هي الحلول السهلة التي لا تحتاج إلي وجع الرأس فيكفي ما عانيناه من عام دراسي مضي!! لماذا وجع العيون في القراءة في الصيف أيضا؟!! وينسون بالفعل فائدة القراءة لأولادهم وزرع عادة القراءة لديهم من الصغر، وعندما يصبحون في سن الشباب يستحيل ان يمسك الشاب أو الفتاة منهم الجريدة اليومية وإذا سألت أحدهم: ماذا تقرأ يجيب: لا شيء وربما يقول إذا أردت ان أعرف أي معلومة فأمامي الصديق الوفي »جوجل« حيث كل المعلومات متاحة بمجرد ضغطة اصبع!! وأتعجب من أمر شباب اليوم الذي اشتري رأسه بالمعلومات التي تشبه الوجبات السريعة التي يفضلها في طعامه عن الطعام الصحي المصنوع في البيت، أنا لست ضد أولادنا ولكنني أرفض الطريقة التي يعيش معظمهم بها، واسأل بحزن حقيقي من المسئول عن هذه العادات السيئة التي لحقت بأولادنا، هل هي الأسرة أم المدرسة أم المجتمع اللاهث الذي لم يعد يأخذ باله من أحد أم انها مشكلة مشتركة ساهم فيها المجتمع دون ان يدري إلي أين يمضي!؟