كل يوم يمر أتأكد ان قرار حزب المصريين الأحرار بعدم التحالف مع اي احزاب أخري كان قرارا بعيد النظر, فأي متابع لما يجري علي ساحة التحالفات يري مزيجا من الفوضي والتضارب في الأخبار والنوايا ومزيجا من التعالي والتنافر الممزوج بشخصنة والإحساس بالذات غير المبرر من واقع شعبية الشخص او حزبه او حتي علي أحسن تقدير قدراته الشخصية او العملية. ومما زاد الطين بلة أن معظم محرري الصحف الخاصة والعامة دأبوا علي نشر الأخبار المختلقة عن هذه التحالفات لعدم قدرتهم علي الحصول علي الحقائق الخاصة بهذا الموضوع نظرا لسرية كل هذه الاتصالات مما ساعد وساهم في تضليل القاريء والرأي العام المهتم بهذا الموضوع... وأنا نفسي شاهد علي حجم الكذب والتضليل الممنهج يوميا في صحف كثيرة محترمة حتي عن اخبار تخصنا.. فمثلا رغم ان حزب المصريين الأحرار لم يجتمع حتي تاريخ كتابة هذا المقال لتقرير عدد الدوائر النهائي الذي سنتقدم فيه في الانتخابات وبالتالي تقدير ميزانية الانتخابات القادمة الا أني فوجئت بعشرة ارقام مختلفة نشرت تباعا عن حجم التمويل المرصود منا لتمويلها !!!! وذلك دون (خشي) او كسوف لنشر اخبار مختلقة كاذبة! بل ان احدي البوابات المستحدثة وغير المعلوم مصادر تمويلها ويشرف عليها مقدم برامج سابق يفتخر بصلاته الأمنية نشرت أني قمت بدعم قائمة الرجل الوطني المحترم كمال الجنزوري بملايين لاستبعاد مرشح معين ! ولم يكن أمامي الا أن قمت بتكليف الادارة القانونية بتقديم بلاغ إلي النائب العام ضد هذه البوابة والقائم عليها..كل يوم تخرج علينا الصحف باخبار أن الحزب الفلاني خرج من القائمة الفلانية ودخل في القائمة الفلانية وان احزاب سين وجيم قررت عمل قائمة خاصة بها والخ الخ الخ واصبح الموضوع سمك لبن تمر هندي وساهم الجميع في تكوين صورة غير حقيقية عن تخبط الأحزاب وعدم قدرتها علي التعاون باحترافية ومنظور وطني. و انا من الناس التي لا يعجبها الأسطوانة المشروخة التي دأب البعض علي ترديدها وهي ان كل الأحزاب هزيلة وانه لا قواعد شعبية لها.. وتناسي الجميع ان كل هذه الأحزاب لا يزيد عمرها عن ثلاث سنوات وان خبراتها في العمل الحزبي والسياسي ايضا حديثة.. وبالتالي فانه ليس من العدل الحكم عليها بعيدا عن هذه الاعتبارات. و ساعد علي هذا تزايد الإحساس بانه ليست هناك رغبة حقيقية في قيام حراك حزبي ديموقراطي حقيقي وكتابات ومطالبات البعض غير المفهومة والمشبوهة بتأجيل الانتخابات! ان نجاح التجربة التونسية اثبت بما لا يدع مجالا للشك ان المسار الديموقراطي الحقيقي الذي تحقق في مصر من ثورة 25 يناير وصحح بثورة 30 يونية هو الطريق الوحيد للوصول إلي نظام حر ديموقراطي تفخر به الأجيال القادمة بعد ان تنضج الأحزاب الحالية وتتعلم من الممارسة الحقيقية في معزل عن تضارب وتداخل السلطات بمعني التاكيد علي مبدأ فصل السلطات.. من كل ما سبق يتضح بعد نظرنا في المصريين الأحرار عندما قررنا ان نخوض الانتخابات القادمة منفردين لكي نثبت حقيقة وثقل الحزب لدي ناخبيه دون الدخول في مهاترات ومزايدات من التي ذكرتها. نحن بالتأكيد لسنا ضد التحالفات بين الاحزاب ولكننا نري انه من الافضل ان يتم ذلك بعد الانتخابات عندما يثبت كل حزب ثقله الحقيقي وتواجده ويكون التحالف وقتها بين الاحزاب التي لها نفس التوجهات السياسية والاقتصادية.