رأفت عبدالرشيد المنجم هو الشخص الذي يدعي معرفة الغيب والوقائع والاحداث التي سوف تقع في المستقبل القريب والبعيد وذلك من خلال قراءة الفنجان ورصد حركة النجوم والكواكب والابراج 0 وقد حرصت الشرائع السماوية علي تحريم التنجيم القائم علي ادعاء علم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله ، واكدت علي ضرورة عدم الانصياع لتجار الاوهام والخرافات الذين يقطنون في سوق التضليل ويعرضون بضاعتهم الفاسدة للغافلين من اصحاب العاهات العقلية في المجتمع تأسيسا علي ان الله وحده عالم الغيب ، وقد قال تعالي آمرا رسوله صلي الله عليه وسلم : »قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ« »الأنعام: 50« وقال تعالي: »قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرّاً إلا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْر«ِ »الأعراف 188«. وللاسف الشديد استعانت بعض الفضائيات المصرية التي يعتقد البعض انها فوق القانون - في هذا التوقيت - بمجموعة متميزة من الاعلاميين وفلاسفة علم التنجيم وقراءة الفنجان في كل المجالات السياسية والاقتصادية والقانونية الذين يملكون القدرة الابداعية والخيال اللامحدود والنظر للسراب بنظارة التنبؤات وقراءة واقع ومستقبل مصر من خلال الادعاء بعلمهم بما يدور في الاجتماعات السرية خلف الابواب المغلقة ، والزعم بوجود صفقات حقيقية لتحقيق مصالح متبادلة بين السلطة الحاكمة والجماعات والتنظيمات والاحزاب يعاقب عليها القانون بدون ادلة دامغة تثبت صحة اقوالهم ، والتأكيد علي دعم بعض المرشحين لانتخابات الرئاسة من قبل الادارة المصرية والادارة الامريكية والكيان الصهيوني، وسرد القصص اللامعقولة عن حقائب الاموال والدراهم والدنانير التي تدخل مصر اناء الليل واطراف النهار بهدف اعلان فوز المرشح الفلاني وهدم شعبية المرشح العلاني، ولم تكتف بعض الفضائيات بروايات الف ليلة وليلة وانما قدمت للاعلام العربي والاجنبي صورة جديدة لعلم التنجيم قبل وقوع الحوادث أو الازمات بلحظات معدودة حتي قبل علم وزارة الداخلية نفسها ، والاسئلة التي لانجهد انفسنا بالاجابة عنها ومحاولة تحليل طلاسمها : من يقف وراء هذه القنوات ، ومن الذي يدعمها ، ومن الذي يحميها ، وماهو الهدف من فلسفة نشر الاخبار الكاذبة والقصص الوهمية التي تثير الفتن ، ومن يقف وراء محاولات الوقيعة بطريقة منظمة بين الشعب ومجلس الشعب والادارة التي تدير شئون البلاد في المرحلة الانتقالية ؟ فلاسفة علم التنجيم وقراءة الفنجان لايعلمون ان الاعلام المحترم في هذه الاوقات العصيبة يجب ان يحترم الشعب ويقدر عقل المشاهد ويقدم له الحقائق الموضوعية والادلة والبراهين علي مايعرضه عليه ، وان يعلم ان هدفه الاساسي الذي خلق من اجله هو الحفاظ علي تماسك المجتمع ورعاية مصالح الأمة وترسيخ معاني المحبة والوحدة الوطنية ، وغرس روح التعاون بين جميع القوي الوطنية ، وعرض الحلول الخاصة بمعالجة قضية الانفلات الامني التي تعصف بكيان هذا الوطن، ورفع الروح المعنوية في صفوف قوات الشرطة ومعاونتهم علي اداء رسالتهم، ومساعدة المواطنين البسطاء الذين لايجيدون القراءة والكتابة ويثقون في الاعلام المرئي من خلال عرض السيرة الذاتية للمرشحين في الانتخابات الرئاسية وتوعيتهم ببرامجهم وافكارهم وسياستهم حتي لايقعوا تحت تأثير الوعود والشعارات الوردية والبرامج الخيالية التي تدعي قدرة بعض المرشحين علي تحويل مصر الي الريادة العالمية في خلال فترة زمنية لاتجاوز فترة الولادة الطبيعية.