الخرافة خرافة سواء نسبت لمسلمين أو لغيرهم، فحينما زعم أحد المسلمين في أيامنا هذه أنه رأي أو جاءه النبي -صلي الله عليه وسلم - وهو حال اليقظة أنكرنا عليه ذلك بالأدلة والبراهين ولم يشفع له أنه مسلم كبير أو صغير وحينما زعم بعض المسلمين أن السيدة زينب رضي الله عنها أو آل البيت سينتقمون ممن منعوا موالدهم هذا العام قلنا هذه خرافة ودجل، فآل البيت جميعاً صغيرهم وكبيرهم رجالاً ونساءً لا يملكون لأنفسهم أو لغيرهم نفعا ولا ضراً، بل جدهم - صلي الله عليه وسلم - لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً فضلاً عن أن يملكهما لغيره وصدق الله إذ يقول: «قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضراً إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون» «الأعراف آية: 188». وكل الأنبياء والرسل فقراء إلي الله والغيب لا يثبت إلا بدليل وحينما زعم البعض أن العذراء قد ظهرت في دير كذا وكذا قلنا هذا دجل عندنا لا يجوز نشره علي ملأ وإن اعتقد به البعض فليكن فيما بينهم أما نشره بين الناس فأوجب عيناً علي ورثة الأنبياء وهم العلماء أن يبينوا للناس وإلا أثموا جميعاً إذا سكتوا، قال تعالي: «وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه» «آل عمران من الآية: 187» وروي أحمد وابن ماجه عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم - من كتم علماً مما ينفع الله به في أمر الناس أمر الدين ألجمه الله يوم القيامة بلجام من النار» ولمحمود سعد في برنامج «مصر النهادرة» أن يختار في حواراته ما يختار لكن أن يلقي علي الناس كلاما هو من قبيل الدجل والخرافة فهذا لا نرضاه لأنفسنا ولا لغيرنا من بني ملتنا فزعم من زعم في إحدي حلقات البرنامج أن فلانا رأي ملكاً أو نزل عليه ملك يرتدي كذا بلون كذا وكذلك فلان مات ولا زال جسده لم يبل ثم تحسس محمود سعد لفافة قماش لا ندري ماذا تحتوي داخلها وزعم الضيف أنها لجسد لم يبل منذ قرون كل هذا لا يجوز السكوت عليه لأنه يتعارض مع أصول ديننا الحنيف فالمعلوم ضرورة أن الملائكة تتنزل علي الرسل والأنبياء دون غيرهم وهناك ملائكة حفظة للإنسان وملائكة كتبة وملائكة لسؤال القبر وملائكة تري عند الاحتضار لا يراها إلا المحتضر ولم يثبت أن هناك ملائكة تتنزل علي شخص دون الأنبياء ليراها بعينه بصفة معينة فالملائكة من الغيب الذي نؤمن به فكيف يدعي أحد أن فلانا رأي ملكاً صفته كذا وما أدراه أنه ملك؟ والحقيقة إن صحت الرواية أنه رأي شيطانا يلبس عليه أما أجساد الموتي فإنها تبلي إلا الأنبياء فقد حرم الله علي الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء كما صح ذلك عن رسول الله - صلي الله عليه وسلم - فيما رواه الإمام أحمد وأبوداود وابن ماجه عن أوس بن أوس قال: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم - إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه النفخة وفيه الصعقة فأكثروا علي من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة علي فقال رجل يا رسول الله كيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت يعني بليت فقال إن الله حرم علي الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء وصفة عرض صلاتنا «أي دعاءنا له» - صلي الله عليه وسلم - غيب نؤمن به بدون تحديد كيفية لأنه غيب. إنني أحذر من ترخصات إعلامية تتبني نشر أو إذاعة معتقدات وأمور غيبية تخالف معتقد الإسلام لأن في ذلك إثارة قد تبدو دفينة لكنها قد تنفجر في أي لحظة إن إعلام مصر الرسمي مفروض أنه معبر عن دين الأغلبية والإسلام أقر مبدأ «لا إكراه في الدين» لكن لم يقر مبدأ نشر معتقدات غيره علي حساب أهله، أيها الإعلاميون انتبهوا واتقوا الله فيما تنشرون اتقوا الله في أنفسكم واتقوا الله في الناس واتقوا الله في مصر ولا تزرعوا شوكاً وفتنا في مصر.