مرت مائة يوم من القتال ومازالت الكتيبة 603 مشاة الاسطول متمسكة بموقعها وتمنع اقتراب العدو من النقطة الحصينة.. لقد انتصر ابطالنا البواسل علي العطش بجهاز التقطير الذي ابتكره الملازم «صبري هيكل» من بعض أجزاء المعدات التالفة والتي توضع بداخلها مياه «قناة السويس» المالحة.. وتوقد اسفلها النيران حتي تتبخر.. ثم يمر البخار في مواسير يتم تبريدها ايضا بمياه القناة حتي تتكثف وتتحول إلي «عذبة» داخل احد الجراكن.. كما انتصروا علي الجوع ب «رحلات الموت « التي كان يقودها النقيب «عصام هلال» والملازم «سيد حرب» ليلا إلي قيادة الفرقة السابعة غرب القناة حتي اكتشفها العدو ومنعها. القتال والاشتباك اليومي مع العدو مازال مستمرا.. فهو يعتبر «كبريت» شوكة في جانبه وابطالنا البواسل بقيادة المقدم ابراهيم عبد التواب مستمرون في التصدي له وحرمانه من استخدام الطريق الاسفلتي لكي يصل إلي قواته المحاصرة في ثغرة «الدفرسوار».. حاول بالامس التقدم بقواته لتأمين الطريق الاسفلتي ففتح عليه ابطالنا النار فأصابوا عرباته المدرعة وشاهدوه وهو ينقل قتلاه وجرحاه.. اما اليوم الاثنين 14 يناير 1974 فقد بدأ هجومه بكثافة عالية مستخدما المدفعية والرشاشات.. وانطلقت نيران ابطالنا في «كبريت» ترد عليه فأصابت مركبة قيادة العدو واشعلت بها النيران.. يكثف العدو من قصف المدفعية..ويقف البطل ابراهيم عبد التواب قائد كتيبة الابطال يقود المعركة ويوجه نيران قواته للعدو.. وتسقط قذيفة غادرة بجوار موقعه ويستشهد القائد ومعه ضابط المدفعية و4 من الابطال ويصاب 3 بجروح قاتلة.. وتصبح معركة استشهاد المقدم ابراهيم عبد التواب « آخر المعارك» في كبريت. يتوقف القتال..و يتم اخلاء الجرحي بعد ذلك بيومين.. وفي 20 يناير يصل اول إمداد إلي «كبريت» بواسطة الصليب الاحمر.. وفي 27 يناير يتم التصديق علي قيام العدو بسحب مدرعاته المدمرة من حول النقطة الحصينة والتي بلغت 27 دبابة ومركبة مدرعة فقد رفض العدو فك الحصار قبل سحب خسائره بعيدا عن أعين الصحافة والاعلام.. وفي 12 فبراير 1974 ينسحب العدو من حول النقطة الحصينة.. وفي اليوم التالي يقوم ابطالنا بتسليم الموقع شامخا إلي قوات الجيش الثالث بعد أن سطر الجنود والضباط اسطورة علي مدي 134 يوما سنظل نذكرها إلي الابد. كان السبب وراء اصرار العدو لاقتحام «كبريت» هو انشاء معبر لقواته بعيدا عن نيران المدفعية المصرية وتكوين قطاع اختراق طوله 22 كيلو مترا من الدفرسوار إلي كبريت.. ومحاصرة قوات الجيشين الثاني والثالث غرب القناة.. لكن بطولة قواتنا منعته من ذلك.. ولي طلب لدي الرئيس عبد الفتاح السيسي والفريق أول صدقي صبحي وهو تكريم من تبقي من هؤلاء الابطال علي قيد الحياة..وأسر من استشهدوا وعلي رأسهم أسرة المقدم ابراهيم عبد التواب.