ميزانية الشمبانيا الفاخرة تثير فقراء بريطانيا لا شئ يمكن أن يوضح الفجوة بين الطبقة الحاكمة في بريطانيا والمواطنين إلا قصة "شمبانيا اللوردات" ففي الوقت الذي يعاني فيه معظم البريطانيين من سياسات التقشف التي فرضتها الحكومة، ينفق أعضاء مجلس اللوردات ما يقرب من 65 ألف جنيه استرليني ( 715 ألف جنيه مصري) سنويا علي الشمبانيا ويرفضون تناول أي مشروب أرخص. ومؤخرا تم الكشف عن مشروع لتوفير أموال دافعي الضرائب من خلال اشتراك مجلسي اللوردات والعموم في خدمات الطعام والشراب وهو المشروع الذي رفضه اللوردات خوفا من أن يأتوا لهم بشمبانيا أقل جودة إذا وافقوا علي هذه الخدمة المشتركة للمجلسين. ويتوقع لي ويليامز الكاتب بصحيفة "الإندبندنت" البريطانية أن يشاركه القراء في الصدمة وفي ردود الفعل التي تراوحت بين الضحك الهيستيري والغضب الجنوني ويدعوهم لمشاركته في تحليل هذه القضية وتوضيح الهوة الواسعة بين الطبقة الحاكمة وبين المواطنين الذين يتأثرون بقراراتهم. ويري الكاتب أن المعاناة من طبقة الصفوة التي تزدري الأقل حظا يمكن أن تكتشف هنا بوضوح، ففي الوقت الذي تنتشر فيه بنوك الطعام والبطالة وفي الوقت الذي يطلب فيه من المواطنين أن يقبلوا سياسات التقشف هناك ميزانية خاصة للشمبانيا في كل من مجلسي العموم واللوردات. ويقول الكاتب إذا كنا نشتبه في أن أعضاء مجلس العموم يتمتعون بمعاملة فاخرة بطريقة مبالغ فيها فإن المفاجأة عندما نكتشف مستوي الغطرسة لدي أعضاء مجلس اللوردات الذين يعتبرون أنفسهم مجموعة شديدة التميز ينبغي أن تحظي بطعم جدير بالثقة من الشمبانيا". ويضيف "لم أسمع من قبل عن شركة تخصص جزءا من ميزانيتها للنبيذ مثلا" ويتساءل "هل هناك شئ مختلف في إدارة هذه البلاد يتطلب كل هذه الشمبانيا؟". ويختتم الكاتب مقاله قائلا : "أمر سيئ أن تنفق ضرائبنا علي الشمبانيا التي تحتسيها مجموعة من الرجال البيض الأغنياء وللأسف غير المنتخبين لكنهم مع ذلك بإمكانهم تأخير القوانين الحكومية وتعطيل مصالح العباد".