اذا كانت الاعلانات عبر الشاشة شر لابد منه لتنمية موارد القناة التي تبثها.. فالرحمه حلوه ومطلوبه للمشاهدين الذين يجلسون أمام شاشتها لمتابعة برنامج أو سهرة درامية سواء كانت فيلما أو مسرحية.. فهل يعقل- مثلا- ان الفيلم الذي لا يستغرق عرضه اكثر من ساعتين تستمر اذاعته أربع ساعات كاملة نتيجه القطع علي احداثه لاذاعة الفواصل والاعلانات، لمدة قد تزيد عن نصف ساعة في المرة الواحدة.. رغم ما يمثله ذلك من اخلال بمتعه المشاهدة والمتابعة ويفقد المشاهد القدرة علي التواصل مع المادة المذاعة خاصة اذا كانت درامية. المؤسف ان تمتد هذه الظاهرة لتشمل معظم أو كل الفضائيات الدرامية التي تحولت بالفعل الي قنوات تجارية تهدف في المقام الاول الي بث الاعلانات وليس الدراما التي تأتي كخلفية أو فواصل للمادة الاعلانية. وهذا الاخلال بحق المشاهد في المتابعة قد يضطره الي الانصراف عن القناة والذهاب الي غيرها.. حتي وان كانت قناة كارتون أو رسوم متحركة المهم يضمن متابعة بدون سموم اعلانية! وكما قلت وطالبت في اكثر من مقال بضرورة ترشيد الاعلانات ومواعيد اذاعتها علي الفضائيات حماية لحق المشاهد والمعلن معا.. فهذا السيل الجارف من المواد الاعلانية يضر بالاثنين، المشاهد الذي ينصرف الي قناة اخري، والمعلن الذي لا يجد من يشاهد إعلانه!! والحل يكمن في التوازن بحيث لا يجور المعلن علي حق المشاهد والعكس صحيح وان يدرك القائمون علي امر هذه الفضائيات أن نسب مشاهدتها ستتعرض لانخفاض شديد وبالتالي ستتأثر حصيلة اعلاناتها لان المشاهد بدأ يضيق ذرعا بهذا الحصار الاعلاني وقد يجد ضالته في النت الذي يحقق له متعته التي يفتقدها!!