أمام التليفزيون فرصة ذهبية لاسترداد عرشه واستعادة مشاهديه من جديد.. فهو يملك مقومات التواجد كما يمتلك عناصر الخبرة التي تؤهله لإعادة البريق لقنواته.. والفرصة متاحة له الآن وبقوة لكي يعيد البساط الذي كان يتربع عليه في المنطقة العربية بأسرها.. وأقول الآن تحديداً بعد أن تحولت معظم الفضائيات الجاذبة بموادها الدرامية كالأفلام والمسرحيات إلي قنوات إعلانية طاردة تحمل الصفة التجارية أفقدت المشاهدين متعة المتابعة وجعلتهم ينفضون من حولها ضيقاً ومللاً بحثاً عن قنوات أخري تحترم المشاهد ولا تعكنن عليه بكثرة الفواصل والتنويهات.. حقيقة أن الإعلانات من المصادر المهمة للتمويل لأي قناة ولكنها في نفس الوقت اصبحت بمثابة عامل طرد للمشاهد بعد ان زادت عن الحد وهو ما يحدث الآن علي معظم الفضائيات الباحثة عن الربح والمكسب حتي ولو انعكس ذلك بالسلب علي نسب المشاهدة.. ولهذا فإن الفرصة متاحة أمام التليفزيون لجذب المشاهدين من خلال برامجه وسهراته بعد إعادة تطويرها لأنهم علي الأقل سوف ينعمون بمشاهدة هادئة ومتابعة خالية من الفواصل والإعلانات التي ضاقوا بها ذرعاً من كثرة تكرارها وإعادتها بين كل مشهد وآخر وهي في حقيقة الأمر إعلانات تبيع الوهم وتروج للدجل والشعوذة في غيبة من القانون والرقابة.. المهم أن يحسن التليفزيون وضع خريطة برامجه بحيث يراعي فيها التنوع بين المواد المذاعة وأيضاً جودة الاختيار بين القديم والجديد لإرضاء جميع الأذواق.