صدمة نتائج الانتخابات تبدو على وجه أوباما خلال المؤتمر الصحفى فى البيت الأبيض الرئيس الأمريكي يطلب تفويضا من الكونجرس للحرب علي «داعش» بعد يوم من الصدمة التي أحدثتها نتائج انتخابات التجديد النصفي لأعضاء الكونجرس والتي مكنت الجمهوريين في واشنطن وأعطتهم اليد العليا في السياسة الأمريكية، تبني الرئيس «باراك أوباما» أمس لهجة متواضعة للشعب الأمريكي، قائلا انه «سمع رسالته». وكان الحزب الجمهوري قد كبد الديمقراطيين انتكاسة تاريخية يمتد تهديدها لانتخابات الرئاسة المقبلة عام 2016. وأضاف في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض قبل يوم من لقاء مع زعيم الأغلبية الجديد في مجلس النواب «ميتش مكونيل» أن «الأمريكيين يتوقعون من الأشخاص الذين انتخبوهم العمل بجد.. وينتظرون منا العمل لتحقيق طموحاتهم وليس طموحاتنا». لكن الرئيس الذي يتوقع مراقبون انه مقبل علي مرحلة من التنازلات السياسية للكونجرس - بدا متماسكا حيث دافع عن سياساته وأعضاء حكومته وقال ان نتائج الانتخابات «مشجعة بالنسبة اليه لأنها دليل علي ان الديمقراطية سارية بشكل جيد في عهده». وأكد اوباما عزمه التعاون خلال العامين المقبلين مع خصومه الجمهوريين، مقرا بأن أولوياته لن تحظي بفرصة ليقرها الكونجرس الجديد. واعتبر ان بامكان الحزبين الجمهوري والديمقراطي التوصل الي تفاهم علي امرين هما البني التحتية ودعم الصادرات في اشارة الي مفاوضات اتفاقيتي التبادل التجاري الحر مع الاتحاد الاوربي و11 بلدا أسيويا. ودعا الرئيس الامريكي الكونجرس مجددا الي اقرار اصلاح نظام الهجرة طبقا للنموذج الذي اقره مجلس الشيوخ العام الماضي لكن الجمهوريين في مجلس النواب رفضوه. وتهكم عدد من كبار أعضاء الحزب الجمهوري وبينهم «رينس بريبوس» رئيس اللجنة الوطنية للحزب علي أوباما قائلا انه يبدو «منفصلا عن الواقع». لكن وكالة أسوشيتد برس نقلت عن مستشارين بالبيت الأبيض رفضوا كشف هويتهم ان الرئيس استعد طيلة الأسابيع الماضية لتقبل هذه النتائج التي كانت أسوأ قليلا من المتوقع. وفي السياسة الخارجية، حيث يواجه أوباما انتقادات لاذعة في ملفات من بينها داعش وأوكرانيا وإيران، قال أوباما في خطابه انه سيطلب من الكونجرس تفويضا بإستخدام القوة في مواجهة تنظيم داعش، متخذا نهجا جديدا للحصول علي دعم الكونجرس للقتال. وقال أوباما «العالم يحتاج أن يعرف اننا متحدون وراء هذا الجهد وان افراد جيشنا من الرجال والنساء يستحقون دعما واضحا وموحدا»، مقرا في الوقت نفسه بأنه من المبكر القول ما اذا كان التحالف الدولي بقيادة بلاده بصدد الانتصار في معركته ضد التنظيم في سورياوالعراق. وشدد أوباما علي ان العنصر الأساسي للقضاء علي داعش في العراق يكمن في تعزيز الحكومة وقوات الأمن العراقية، كما حذر من أن التصدي للتنظيم في سوريا سيكون أصعب لعدم وجود قوة ثالثة واضحة يمكن ان تواجهه علي الأرض مستبعدا إرسال قوات برية الي هذا البلد. وفيما يتعلق بإيران أعلن اوباما ان بلاده اقترحت علي طهران «اطارا» لاتفاق دولي محتمل حول برنامجها النووي دون ان يشكل ذلك ضمانة بالتوصل الي تسوية تاريخية اواخر نوفمبر الحالي. و تعتبر هذه هي المرة الاولي التي تشير فيها واشنطن الي تقديم اقتراح للايرانيين للتوصل الي تسوية نهائية. وقال اوباما انه يفضل الانتظار عدة اسابيع قبل معرفة ما اذا كان اتفاق حول البرنامج النووي الايراني ممكن توقيعه في اطار المفاوضات بين القوي الكبري وطهران.