لو أستمر الحال علي ما هو عليه، فإنه من المؤكد أن المحور سيدخل موسوعة جينس بأكبر رقم لحوادث السيارات خلال زمن قريب جدا! علي مدار ساعات اليوم حوادث لا تتوقف ما بين تصادمات وانقلاب،فمن يستخدم المحور يبدأ يومه بتصادم ويختتمه بتصادم آخر,وأصبح أمرا طبيعيا رؤية مشاهد تصادم سيارتين وثلاثة ومصابين ممدين علي الطريق! الغريب ان قادة السيارات لا يردعهم المشاهد الأليمة التي يرونها يوميا ويصرون علي القيادة بسرعات لا تتناسب مع اتساع الحارات ولا مع حجم الحركة وكثافتها علي مدار ساعات اليوم،خاصة فئات الشباب الذين يقودون السيارات برعونة شديدة ولا يلتزمون بأي قواعد،فتجدهم أشبه بمن يقومون بعمل شقلباظات بالسيارات ويقفزون بها من حارة الي اخري دون اي اعتبار لما يمكن ان ينتج عن افعالهم والتي دائما ما تكون احداث مأساوية. إن مشاهدة سير السيارات علي المحور تجعل من يراها يعتقد ان من يقودونها مجموعة من المجانين فاقدي العقل،أو أنهم ممن يبحثون عن الموت من فداحة ما يرتكبون من أفعال توصف بالجرائم لما يترتب عليها من حوادث تتسبب في سقوط ضحايا ومصابين يوميا! المثير أن المرور يؤكد مراقبة المحور بالرادار وهناك سرعات مقررة لا يسمح بتجاوزها ،ورغم ذلك فأن أحدا لا يلتزم بهذه السرعات سواء السيارات الخاصة أو الميكروباص خاصة تلك التي تعمل لنقل الركاب بين القاهرة والاسكندرية فهي تسير كما لو أنها علي طرق سريعة خارج مصر ولا تلتفت لاي قواعد او نظم؟ فهل مراقبة المحور بالرادار مجرد ترهيب لقائدي السيارات غير محقق علي ارض الواقع ،ام أن المرور يجمع المخالفات لاظهارها بشكل مفاجئ ويحاسب المخالفين ؟ الامر يحتاج الي سرعة حسم للمآسي اليومية علي المحور ووقف نزيف الدماء عليه بعد أن أصبح مثارا للفزع من كل مرتاديه،وبات كل رب أسرة يسير عليه وقلبه مفزوعا مما يمكن ان يحدث له أو يتعرض له أفراد اسرته. أعلم أن وزارة الداخلية عليها اعباء جسام كثيرة وان حجم هذه الاعباء يفوق قدرة التحمل، ولكن بشاعة ما يحدث علي المحور هو ما يجعلني اناشد وزير الداخلية اللواء محمد ابراهيم سرعة التدخل بوضع الضوابط الكفيلة بوقف نزيف الدماء علي المحور خاصة وان كثافة السير عليه كبيرة وتتزايد يوما بعد يوم نتيجة التوسع العمراني الكبير في مدينة اكتوبر والاحياء المجاورة لها. يجب الالتزام بالسرعة المقررة، كما يجب الالتزام بالسير في الحارات المرورية ومنع الوقوف علي المحور في اي مكان عليه مثلما يحدث الان من وقوف المواطنين في مواقع عليه انتظارا لسيارات الميكروباص،وتقف السيارات لنقلهم وقريبا يمكن ان نراها تقف صفين وثلاثة لو استمر الحال علي ما هو عليه دون تدخل المسئولين لوقف المهزلة . كفانا نزيف دماء علي الطرق .