كل رجل كبير في الدول المتقدمة،الواعية المتحضرة، يعتبرونه ثروة قومية، أو احتياطي من الذهب أو الماس أو الاحجار الكريمة. في سويسرا يتعاملون مع جوزيف بلاتير علي أنه أمير أو قيصر، وفي الدول الاوروبية يستقبلون أعضاء الفيفا بحفاوة الرؤساء والزعماء، وفي الكاميرون شاهدت بعيني كيف يقدرون الرمز عيسي حياتو ، وفي الجزائر يضعون صور محمد راوراوه في الشوارع والميادين ويعتبرونه رجل دولة . كل واحد من هؤلاء يعتبرونه في بلاده ثروة قومية يجب حراسته والمحافظة عليه وحمايته ودعمه ومساندته والتفاخر به أمام الدنيا. وفي مصر يحدث العكس، نترك الرموز لاعداء النجاح تنهشها وتسبها وتلعنها وتهاجمها، ونتفاخر باﻷقزام وهم يهاجمون العمالقة، والمرتزقة وهم يهاجمون الأشراف. أنا شخصيا لا أجد ذنبا اقترفه الدولي هاني أبوريده، لكي تنهال عليه سهام الأعداء الذين يرتدون ثياب الاصدقاء، يقولون أنه رشح شوقي غريب، وفرضه علي اتحاد الكرة، وينساقون وراء حروب شخصية، وتصفية حسابات قديمة، نسوا أو تناسوا أن غريب هو نفسه الذي قدمه أبوريده قبل نحو 10 سنوات، ونجح في قيادة منتخب بلاده لبرونزية العالم للشباب، وهو انجاز لم يسبقه إليه مدرب عربي ، نسوا أن شوقي هو مدرب وطني يستحق ان نصبر عليه في مرحلة البناء، فقد صبرنا علي الامريكي برادلي، الذي كلف مصر ملايين الدولارات، وحكم باﻹعدام علي جيل أوليمبي صنعه هاني رمزي، ووصل به لدور الثمانية في اولمبياد لندن 2012 . وبالمناسبة فإن هاني رمزي هو ايضا الذي رشحه أبوريده ونجح في قيادة منتخب بلاده الي الصعود للاولمبياد بعد سنوات غربة وغياب تجاوزت العشرين عاما. صبرنا علي برادلي الذي خسر امام إفريقيا الوسطي وليس السنغال أو تونس، وصبرنا علي المعلم شحاته الذي خسر أمام معيز النيجر و هواة جزيرة سيراليون، ومنحناهم فرصة خوض التصفيات المؤهلة للمونديال بعد خروجهم من التصفيات الافريقية، فلماذا لا نصبر علي الكابتن شوقي غريب ورفاقه ونسارع في نصب المشانق وسن السكاكين؟ فصبرا آل مصر فإن الثروات لا تلقي في التراب!