يبدو أن هناك رجال أعمال بخلاء وراء ترويج المثل الشعبي القائل «في مصر محدش بينام من غير عشا» فالحقائق العلمية تقول أن 4.4% من المصريين لايجدون الغذاء من الأساس لا فطار ولا غدا ولا عشا وهي حقيقة أعلنت عنها آخرخريطة رسمية للفقر في مصر، فقد أعلن الجهاز المركزي للتعبئة والاحصاء أن108 قري تصل نسبة الفقراء فيها إلي 75% أو أكثر يمثلون 1.02 مليون فرد،من بينها 50 قرية في أسيوط و23 في الجيزة والمفاجأة ان 99.75 % من سكان قرية المالكي في اسوان وهي من المحافظات السياحية فقراء تليها قرية سوهاج الجديدة بنسبة 99.69% أما الجيزةوالقاهرة فقد احتلت مركزا متقدما علي مستوي الجمهورية، وأسيوط أفقر المحافظات ،بها 221 قرية فقيرة تمثل 94% من إجمالي قري المحافظة، وقد علق اللواء ابو بكرالجندي رئيس الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء- إن أعلي خط الفقر يتمثل في حصول الفرد علي تكاليف التعليم والمواصلات والصحة،لافتا أن 41% من المصريين يعيشون دون هذا الخط فتكلفة معيشة الفرد الواحد 340 جنيها شهريا ،فالأسرة من 5 أفراد تصرف 1700 جنيه علي الاحتياجات الأساسية، والحد الأدني للأجور1200 جنيه فقط. وخريطة أفقر 1000 قرية لاتتضمن أي قري من دمياطوالشرقية وكفرالشيخ والغربية والإسماعيلية. . وقد ارتفع ترتيب 11 محافظة في الخريطة منها «شمال سيناء»و«القاهرة» ،بعد ازدياد معدلات الفقر في الفترة من 2011 إلي 2013،وتراجع ترتيب 14 محافظة منها «الشرقية» «والإسكندرية» و«البحرالأحمر» و«المنوفية»،وانخفض في جنوبسيناء إلي 0%،بنهاية 2013،مقارنة بنحو 8% في 2011. والفقراء حسب الخريطة تتراوح نسبتهم بين 32% و61% من تعداد سكان المحافظات ال10 المتصدرة القائمة ،ورغم أن الأرقام بحاجة الي البحث والتحليل من واضعي خطط التنمية والمشروعات الجديدة إلا أن قراءتي الأولية تبين ان المحافظات التي بها نشاط مهني أو استثماري مثل دمياط التي تشتهربصناعة الأثاث وصيد البحر لايوجد بها فقراء، وايضا جنوبسيناء حيث تنشط السياحة انخفضت النسبة من 8% الي 0% بينما محافظة شمال سيناء تعاني الفقر وهي بحاجة إلي تعاون الأهالي مع الامن للقضاء علي العنف والجماعات الارهابية لتنعم بالاستقرار وتزيد الانشطة الاستثمارية بها. ظهور هذه الخريطة للنور والاعتراف بها في رأيي هو بداية الحل لمشكلة الفقر في مصر ولكن هل تدرسها الحكومة جيدا؟..نتمني ان تتغير حياة الناس بعد سنة من الآن بناء علي الحقائق والارقام التي تم الكشف عنها.