تخلص منطقة وسط القاهرة من سيطرة وهيمنة الباعة الجائلين يجعلنا نقول ان الدولة المصرية الآن بدأت تستعيد هيبتها التي فقدتها بعد ثورة 25 يناير. لاجدال أن نقل هؤلاء الباعة إلي ساحة موقف الترجمان يمثل خطوة طال انتظارها لإعادة النظام إلي شوارع هذه المنطقة التي كانت مرتعا للفوضي والانفلات الأمني. لقد ساهم احتلال هذه الفئة للشوارع والأرصفة إلي مزيد من التعقيد لأزمة المرور بالاضافة إلي تصاعد مظاهر البلطجة. لقد كتبنا وحذرنا ومنذ الأسابيع الأولي لثورة 25 يناير من هذا الوباء الذي داهم شوارع القاهرة ومدن المحافظات ليحولها إلي قبح ويقضي علي أرزاق المحلات التجارية بالبلطجة والإرهاب. ثم الضرب عرض الحائط بكل القوانين واللوائح التي تحكم أعمال التنظيم في كل هذه المناطق بعد احتلال الباعة الجائلين لها. لقد طالبنا واقترحنا تخصيص أماكن لتجمعهم ولكن لا أحد استمع سواء من المسئولين بالأجهزة الحكومية المسئولة ولا من جانب الباعة الجائلين أنفسهم. كان استيلاؤهم علي الشوارع بهذه الصورة المخزية القبيحة إعلانا سافرا بأن لا دولة في مصر. كان هذا المظهر غير الحضاري محصلة للتوافق بين إقامة دولة الباعة الجائلين ومؤامرة جماعة الإرهاب الإخواني وحواشيهم من المؤيدين والمتحالفين مستهدفين إلغاء وجود الدولة المصرية أي دولة إللا قانون. القضاء علي هذه الصورة المزرية كان هدفا لدولة ما بعد ثورة 30 يونيو أدي ضعف حكومة الببلاوي وسلبيتها الي افشال مواجهة هذه الفوضي التي لطخت وجه مصر. وللحقيقة والعدالة وبناء لما جري علي أرض الواقع خلال اليومين الماضيين فقد كان الفضل للاقدام علي التصدي لهذا العبث لحكومة المهندس ابراهيم محلب وتحركها لانهاء هذه المسرحية الهزلية التي لوثت سمعة وتاريخ مصر والذي ما كان يمكن أن يحدث دون مساندة وتشجيع من الرئاسة المصرية التي أفرزتها ثورة 30 يونيو. إننا وبعد هذا الإنجاز الحضاري سيتحتم علينا مواصلة حملات الضبط والربط في الشوارع ورفع راية دولة القانون.. حتي لا يعاود داء الباعة الجائلين نشر الفوضي والإرهاب بشوارعنا وتشويه صورة الوطن.