كارثة مروعة تضرب مجتمعات العالم العربي التي تسودها أعمال عنف وحشية ومذابح جماعية وجرائم ضد الإنسانية.. وها هو العراق، بعد أكثر من عشر سنوات علي الغزو الأمريكي،.. تجتاحه عصابات همجية تعربد في كل الأنحاء، وتعيد أسوأ ذكريات غزوة المغولي «هولاكو»، وتحاصره السيارات المفخخة، وتتشظي أجساد الضحايا في كل مكان، وينقسم طائفيا ومذهبيا وعرقيا إلي عدة كيانات. وها هي سوريا - بعد أكثر من ثلاث سنوات - من القتال الدامي.. تزداد صعوبة استعادتها لكيانها.. كدولة.. وفي ليبيا.. أصبحت كل مدينة في مواجهة ضد مدينة أخري، وكل ميليشيا ضد الميليشيا الأخري، كما أصبحت البلاد مقسمة، جغرافيا، إلي أقاليم عديدة.. وبؤرة مصدرة للإرهاب تهدد الشمال الافريقي كله. ولبنان بعد ربع قرن من انتهاء الحرب الأهلية لا يعرف الاستقرار وهو الآن بلا رئيس للجمهورية منذ أكثر من تسعين يوما.. ويحتشد آلاف الحوثيين المسلحين عند مداخل العاصمة اليمنية صنعاء لإسقاط الحكومة، بينما ينشر الجيش المغربي منصات إطلاق الصواريخ ودبابات في ساحل الدار البيضاء خوفا من هجوم جوي يشنه تنظيم «داعش»! بعد أن ترددت أنباء عن اختفاء 11 طائرة من ليبيا(!!) وهناك قوي اقليمية ودولية ترعي الإرهاب وتموله وتسلحه لتحويل العرب إلي قبائل متناحرة وكيانات طائفية ومذهبية فاشلة. فقد أعلن وزير معونات التنمية الألماني «جيرد مويلر» ان قطر تمول تنظيم «داعش». ووفقا لشهادة مسئول في «داعش» - يدعي «أبو يوسف» - في صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية - وهو يقيم في منطقة الإسكندرية «التركية» - فإن معظم الأسلحة تصل إلي «داعش» وجبهة النصرة الإرهابية في سوريا.. من تركيا. وتؤكد مصادر موثوق بها ان خمسة آلاف عنصر من «داعش» من أصل تركي تجري معالجة مقاتلي «داعش» في المستشفيات التركية. وهناك أحد عشر ألفا من العناصر الأجنبية يقاتلون الآن علي الأرض السورية لهدم الدولة وإنهاء وجود الجيش السوري. ونسمع الآن أسماء «جهاديين» من أمثال «أبو هريرة» الأمريكي، و«أبو طلحة» الألماني، و«أبو البراء» البلجيكي، و«أبو عيسي» الأندلسي.. إلخ! والنتيجة.. ان تنظيم «داعش» يحتل الآن ثلث مساحة العراق وربع مساحة سوريا! أما أمريكا.. فإن كل ما يهمها الآن هو حماية أكراد العراق وبترولهم تمهيدا لإعلان دولتهم في الشمال العراقي - وهو ما توافق عليه تركيا حاليا - ولذلك لم تتدخل واشنطن في التحويلات المالية لتنظيم داعش، ولم تعترض مسار أمواله في القنوات المصرفية، رغم ان المعاملات المالية الدولية - حتي بين الأفراد - في متناول موظفي الخزانة والمخابرات المركزية الأمريكية. كذلك لم تبذل واشنطن أي محاولة لتعطيل نظام الاتصالات والقيادة والسيطرة لدي «داعش»، التي تملك امكانيات متقدمة في قطاع الاتصالات. والواضح ان الولاياتالمتحدة تشعر بارتياح كلما بلغت المجتمعات العربية مرحلة الاحتضار.. ولم تبق في المنطقة سوي دولة واحدة اسمها.. إسرائيل! كلمة السر : جبهة عربية ضد الإرهاب