هل يلعب بشار الأسد.. بورقته الأخيرة في الحرب الأهلية السورية؟ والورقة هذه المرة هي »داعش«.. أي تنظيم دولة العراق والشام المتطرفة الجهادية الإرهابية.. حسب تصنيف النظام السوري ذاته منذ أسابيع قليلة.. ولكن يبدو أن المصالح تتصالح وأن مصلحة النظام الآن هي في الاستغاثة بالتنظيم لمواجهة خطر أكبر وهو الجيش السوري الحر ومن وراءه من أجهزة مخابرات عربية وإقليمية ودولية.. ومن حلفاء يمدونه بالسلاح والمال لمحاربة النظام الذي يأبي السقوط حتي الآن. و»داعش«.. تنظيم إرهابي متطرف جهادي.. خرج من عباءة دولة العراق الإسلامية.. والكلمة اختصار لتنظيم دولة العراق والشام الإسلامية.. ويتزعم دولة العراق الإسلامية القيادي أبو بكر البغدادي الذي أرسل عناصره إلي سوريا للحرب هناك ضد نظام بشار الأسد.. وكان ذلك في منتصف عام 2011، وكانت هذه القوات نواة لجبهة النصرة الإسلامية، وفي إبريل من العام الماضي.. أعلن البغدادي توحيد »دولة العراق« و»جبهة النصرة« معا ليكونا الدولة الإسلامية في العراق والشام »داعش«.. لكن جبهة النصرة رفضت الانضمام لهذا الكيان الجديد.. وفضلت العمل منفردة.. والقيام بالعمليات العسكرية فوق الأراضي السورية ضد كل من الجيش السوري النظامي.. والجيش السوري الحر المعارض. و»داعش«.. يضم عناصر من عدة جنسيات ينحدر بعضها من دول عربية وأبرزها بالطبع سوريا ولبنان والعراق، بالإضافة لمن ينحدرون من بلدان إسلامية وبعض المسلمين الجهاديين المقيمين في أوروبا. ومؤخرا اقتحم التنظيم مدينة الفلوجة غرب العراق بقواته.. وفي طريقه للسيطرة علي مدينة الرقة السورية وبمعاونة قوات النظام السوري. ويقدر عدد مقاتلي داعش في سوريا حسب بعض التقديرات مابين 6 و 7 آلاف مقاتل محترف علي الحروب الأهلية وحروب المدن والميليشيات.. وفي العراق يقدر عددهم بنحو 6 آلاف مقاتل. ومعظم مقاتلي داعش.. من السوريين.. ولكن قادتهم غالبا ما يأتون من بلدان خارج سوريا.. وأبرزهم جاءوا من: الشيشان وأفغانستان ومن العراق.. وبعضهم جاء من ليبيا ومن تونس. ورغم أن التنظيم يدين بالولاء فكريا لتنظيم القاعدة وقائده ومؤسسه الشيخ أسامة بن لادن.. إلا أنه أعلن أكثر من مرة عدم ولائه ولو علنيا حتي الآن للقائد الحالي للقاعدة د. أيمن الظواهري. ورغم ذلك يتبني التنظيم نفس العقيدة القتالية والجهادية للقاعدة. ويعتقد بأن إنشاء الدولة الإسلامية علي كافة الأراضي السورية.. مرحلة أولي لتأسيس دولة الخلافة الإسلامية. ويعتقد البعض أن التنظيم قد يحظي بدعم بعض البلدان العربية المحافظة.. ولو بصورة غير مباشرة ولكنها تمده بالسلاح والأموال اللازمين لمواصلة جهاده ضد النظام السوري. وبعض فصائل المعارضة معا. وحسب بعض المصادر فإن داعش.. مع كل من : جبهة النصرة، ومجموعات إسلامية خاصة جبهة »أحرار الشام« تكون فيما بينها جبهة إسلامية ضد النظام، وتشكل صداعا مزمنا للجيش السوري الحر، وخاصة في المناطق التي تسيطر عليها في أقصي الشمال السوري. وتفرض عليها قوانين الشريعة في القصاص، وهو مايفسر حالات القتل والإعدام لبعض خصومها هناك. كما أنها تطبق مفاهيم الدولة الإسلامية بصورة مصغرة علي تلك المناطق.. تمهيدا للاستيلاء عليها كما تدعي علي باقي التراب السوري. وهو ما يفسر أيضا.. حالات الخطف لبعض الناشطين الدوليين العاملين في المناطق التي تسيطر عليها.. ولبعض الصحفيين الغربيين. وحالات القتل المتكرر لبعض مقاتلي جبهات كانت متحالفة معها في الماضي. وحتي وقت قريب. ومؤخرا.. يبدو أن النظام السوري بقيادة بشار الأسد.. رأي أن مصلحته حتي ولو مرحليا هي التحالف غير المعلن والدعم المادي بالأموال والسلاح لتنظيم داعش.. حيت أصبحت العلاقة بينهما شبه علنية.. بل ورصد بعض المعارضين للنظام تواجدا لرجال المخابرات السورية النظامية - وسط مقاتلي داعش لدعمهم في قتالهم ضد الجيش السوري الحر. وهو ما دعا بلدانا مجاورة لسوريا - وعلي رأسها تركيا أن تدعو مقاتلي داعش لمغادرة الأراضي السورية فورا، ودعوة المجتمع الدولي لإدراجها ضمن قائمة الإرهاب الدولية وتحت بند المنظمات الأصولية الجهادية.. وقبل أن تقع الفأس في الرأس.. ويفاجأ الأتراك وجيرانهم العرب خاصة في الخليج العربي.. بإقامة دولة الخلافة الإسلامية المتطرفة.. وتكون قاعدتها الأولي التي تنطلق منها لباقي بلدان المنطقة.. من العراقوسوريا.