استشهد أحدهم بالحل البرازيلي بإبادة أطفال الشوارع. وقامت الدنيا ولم تقعد .. لكن حكومتنا الرشيدة كانت أكثر ذكاءً وانتهازية وحددت طريق النهاية لفئات عديدة. شعب من فئران التجارب .. هكذا سيتحول المصريون خلال سنوات أو ربما شهور.. تجارة تدرسها الحكومة بالطبع مربحة وستدر دخلا وفيرا علي الغلابة والضعفاء والمرضي.. ولن تترك الحكومة تلك الأرباح دون أن تلهف منها ما يشبع نهمها للمال حتي ولو كان بدم بل وبحياة مرضي المصريين. «تنظيم الدراسات الطبية السريرية علي المرضي» .. هذا هو اسم مشروع القانون الذي كشفته جريدة الوطن أمس .. القانون في مادته الخامسة من الفصل الرابع يتيح تجربة الأدوية علي الأطفال والنساء الحوامل.. كما اختص فئات للسماح بالتجريب فيها منها الأميون والمعاقون ذهنيا ومن يعانون بقصور في القوة والذكاء والثقافة أو الموارد مثل المشردين والمعدمين فقرا والمساجين المدمنين وفاقدي الوعي المؤقت.. القانون الذي شارك في وضعه عدة وزارات ومعهم للأسف دار الإفتاء تجهزه الحكومة تمهيدا لإصداره الان او بعد تشكيل مجلس الشعب.. ومهما حاول البعض تزيينه فإن القانون بلا شك سيحول المصريين لفئران تجارب لشركات الأدوية المحلية والعالمية «وكله بتمنه».. فحكومتنا الموقرة وبدلا من أن توفر الدواء للمرضي البسطاء وفرص عمل للفقراء أو رعاية متكاملة للمعاقين ذهنيا والمرضي النفسيين وعلاج المدمنين إختارت الحل الأسهل بوضع كل تلك الفئات علي أقصر الطرق للآخرة حتي تريحهم وترتاح منهم! وحتي هذا الطريق للاخرة لم تتركه الحكومة مجانا إنما بفلوس وسيكون لها نصيب منها.. فلم تنسي الحكومة «الطيبة الحنينة» أن تشترط في القانون إستفادة هؤلاء المرضي بل وتلزم الباحث بعلاج من يتعرض لأذي او مضاعفات «شوفتوا الحنية والحزم» .. بل وطالبت ان تتم تلك التجارب طبقا للمواثيق والقوانين المصرية وقانون حماية الطفل وعدم المساس بالجنين للحامل التي تخضع للتجارب «والأم معاها ربنا» .. وشرح القانون المزايا التي سيتمتع بها المبحوث. بالطبع لسنا ضد البحث العلمي.. لكن لننظر للأمر بصراحة ووضوح مع النفس ومع الله والوطن .. وأقول للمؤيدين للقانون بشرط إلتزام التجارب بالقواعد الطبية وتحت رقابة الدولة .. اقول لهؤلاء اية قواعد ورقابة تتحدثون عنها في دولة تعاني فيها تلك الفئات من فقر شديد وجهل أشد .. وتنشغل الحكومة بهموم لا طاقة لها بها ..ألا تعلمون أن القانون رغم أنه تحت الإعداد والدراسة والعرض نظريا.. «يطبق فعليا منذ أكثر من عام».. هل تنكرون جشع شركات الأدوية العالمية ورغبتها في تحويل الشعوب الفقيرة لفئران تجارب لأدويتهم.. وما هو ردكم علي أن الكثير من تلك الشركات ترسل لدول العالم الثالث ومنها مصر أدوية تحمل شعار «مصرح بها» وفي حقيقة الأمر يتم ارسالها للتجربة قبل طرحها بالدول المحترمة الحريصة علي صحة وسلامة شعوبها . نريد وقفة جادة في مواجهة هذا المشروع العنصري الذي يقسم المرضي لأقلية مميزة من الأغنياء يحصلون علي الدواء «علي الجاهز» .. وأغلبية فقيرة لا ثمن لهم من فئران تجارب من اجل عيون الأغنياء .. بالتأكيد الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي يضع الأغلبية الصامتة المطحونة في المكانة المتميزة بقلبه وعقله لن يرضيه ما ينتظر أحباءه في هذا القانون. لخمة قلم علي أوباما وأمريكا تدور الدوائر .. صيف الغضب الأمريكي بدأ صغيرا لكنه ينتشر يوما بعد يوم.. تري هل سيأتي اليوم الذي يطلب أوباما أن تحل طائرته بجوار طائرة زين العابدين بن علي في جدة .. أم أن لهيب حرها سيدفعه للبحث عن مكان «رطب» .. أم سيعود لأحضان أقاربه في كينيا .. فرق السي اي ايه تبحث الان عن البدائل لطائرة أوباما عندما تطردها صيحات «ارحل» .