من الضروري والمهم ان ننتبه جيدا لجميع التطورات الجارية حولنا، وكل المستجدات الطارئة في نطاقنا الإقليمي والعربي، وعلي رأسها وفي المقدمة منها ذلك اللهيب المشتعل في دول الجوار، علي مقربة خطوات من حدودنا أو ملاصقة لها بما تحمله في طياتها من تهديدات واخطار. ذلك أمر بالغ الأهمية اذا ما اردنا توقي هذه التهديدات، والتحسب لهذه الاخطار، وتجنيب البلاد والعباد تلك المخاطر المحدقة بنا من كل جانب، والمتربصة بالوطن تتحين أي فرصة للانقضاض عليه، وإلحاق الشر والأذي به. وإذا ما أردنا معرفة وادراك حجم المؤامرة الخطيرة والهجمة الشرسة التي تتعرض لها مصر، وما كان يدبر لها من قوي الشر والارهاب والدمار، والصورة البشعة التي كانوا ولا يزالون يسعون بكل الخسة والحقد، ان تصبح عليها مصر، فمن اللازم والمحتم ان نلتفت حولنا وننظر بدقة إلي ما يجري وما يحدث في ليبيا والعراق ومن قبلهما سوريا وغيرها ودون تهويل أو مبالغة، كان من المفترض طبقا لما كان مدبرا، ولايزال، ان تصبح مصر دولة ساقطة ومنهارة، اي مجرد ارض خربة واشلاء ممزقة وشعب منقسم إلي ميليشيات وطوائف متنازعة ومتقاتلة، في ظل انهيار سلطة الدولة وغياب القانون وتحطم وانكسار جهاز الامن والشرطة، وتفكك الجيش، واعلان مصر دولة فاشلة،...، هذا إذا بقي منها ما يمكن ان يطلق عليه اصلا اسم دولة. كان ذلك هو المقدر وفقا لمخطط قوي الشر المتحكمة والمسيطرة علي عالم اليوم، واعوانهم من القوي الاقليمية وعملائهم في الداخل من قوي وجماعات الارهاب المحلية المتاجرين بالدين، الذين تسلطوا علي مصر وقفزوا علي الثورة واستولوا علي السلطة، وقبضوا علي رقاب البلاد والعباد وسيطروا علي مقاعد الحكم ومراكز صنع القرار، لولا عناية الله وثورة الشعب وتضحيات رجال الشرطة ووطنية قواتنا المسلحة التي احتضنت الثورة ونفذت إرادة الشعب. «حمي الله مصر ووقاها من كل شر».