إذا ما اردنا معرفة وإدراك حجم المؤامرة الخطيرة والهجمة الشرسة التي تتعرض لها مصر، وما كان يدبر لها من قوي الشر والإرهاب والدمار، والحالة أو الصورة البشعة التي كان يجب ان تصبح عليها أو تكون عليها مصر الآن، فمن الضروري ان نلتفت حولنا وننظر بدقة الي ما يجري وما يحدث في سوريا وليبيا، ومن قبلهما العراق. ودون مبالغة، كان من المفترض طبقا لما كان مدبرا ان تصبح مصر لا دولة، أي مجرد أرض خربة وأشلاء ممزقة وشعب منقسم وميليشيات يقاتل بعضها بعضا بعد انهيار سلطة الدولة، وغياب دولة القانون وتحطم وانكسار جهاز الأمن والشرطة، وتفكك الجيش، وإعلان مصر دولة فاشلة، هذا اذ بقي منها ما يمكن ان يطلق عليه دولة أصلا. وكان من المقرر وفقا لمخطط قوي الشر المتحكمة والمسيطرة علي عالم اليوم، وأعوانهم من القوي الاقليمية وعملائهم في الداخل وقوي وجماعات الارهاب المحلية، ان يتم اقتطاع ما يقارب نصف سيناء وضمه الي قطاع غزة كي تستطيع حماس وأذنابها التمدد فيه تحت رعاية أمريكية ولمصلحة اسرائيل، ولوضع نهاية للقضية الفلسطينية علي حساب الأراضي المصرية. أما بقية سيناء فكان مقررا ان تصبح وكرا للإرهابيين وموطنا لجماعات التطرف، التي تم جلبها من كل بقاع الدنيا للاستيطان بها والاقامة علي أرضها، تمهيدا لإعلانها إمارة مستقلة عن مصر، ويتم دمجها بعد ذلك مع امارة حماس. كل ذلك كان من المقرر ان يتم ويجري في اطار المخطط الاقليمي للشرق الاوسط الكبير، الذي كان ولا يزال مفترضا ان يتم بمقتضاه إعادة ترتيب الاوضاع في المنطقة العربية والشرق اوسطية، وفق الارادة والتصور الامريكي الاسرائيلي وبتنسيق مع تركيا وتورط وتمويل قطر وعمالة حماس. وقد بدأ تنفيذ هذا المخطط الشيطاني بتدمير العراق منذ سنوات وصولا الي ماهي عليه الآن، ثم جري ما جري في ليبيا، ومن بعدها سوريا،...، وكان الدور علي مصر باعتبارها جوهرة التاج في ذلك المخطط الاسود، لولا عناية الله ويقظة جيش مصر وهبة الشعب في الثلاثين من يونيو،..، التي كشفت المؤامرة وتصدت لها.