أكد عدد من رجال الدين ان دعوة البعض لمقاطعة الانتخابات يعتبر حثا للمواطنين علي كتمان الشهادة وهو ما يرفضه الدين مؤكدين ان التصويت في الانتخابات أمانة يجب ان تؤدي في المواعيد القانونية.. وحذروا من الانسياق وراء هذه الدعوات المغرضة لانها تمثل تهديدا لمسيرة الوطن حيث تحمل في طياتها دعوات العنف والتخريب للوطن والاستحقاقات الدستورية. في البداية يقول الدكتور مجدي عاشور امين لجنة الفتوي في الازهر الشريف، أن التصويت بمثابة الشهادة فالدولة تسألنا هل شهدتم بنعم ام لا، ولك مطلق الحرية في رأيك الذي تري فيه الصلاح , ويقول الله عز وجل" وأقيموا الشهادة لله" موضحا ان الامتناع عن التصويت هو كتمان للشهادة وهو الأمر الذي تحرمه الشريعة الإسلامية فيقول الله تعالي" ومن يكتمها فإنه آثم قلبه"، مشيرا إلي أن المشاركة في الانتخابات أمر مهم وضروري في هذه الفترة الحرجة التي تمر بها مصر، فلابد من المشاركة والذهاب إلي لجان الانتخابات، وكل إنسان حر في رأيه، ويجب علي كل مواطن أن يقوم بهذه المسئولية التي تؤثر في مسيرة الوطن. واضاف ان من يحرض علي مقاطعة انتخابات الرئاسة يسعي لتدمير الوطن، وتشجيع اعمال العنف التي تنتهجها جماعة الإخوان الإرهابية، لإشاعة الرعب والخوف في الشارع المصري. اعرب الشيخ عبد الحميد الاطرش رئيس لجنة الفتوي السابق بالأزهر الشريف عن استيائه من الفتوي الصادرة عن القرضاوي وعدد من الشيوخ الموالين للرئيس المعزول محمد مرسي ب"تحريم الانتخابات الرئاسية"، مؤكداً أن هذه الفتوي باطلة وهدفها زعزعة الاستقرار في مصر. واضاف ان المقاطعة اسلوب سلبي منعه الاسلام حيث قال الرسول "ص": لا يكن أحدكم إمعة إن أحسن الناس أحسنت وإن أساؤوا أسأت ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا وإن أساؤوا أن تجتنبوا إساءتهم"، ويضيف ان المقاطعة في الانتخابات عمل يرفضه الاسلام، حيث قال الله تعالي "وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا" مؤكدا ان الابلاغ بالاصوات شهادة أمرنا الله عز وجل بأن لا نكتم الشهادة .. ويضيف: يجب علي جميع المواطنين قبل النزول للجان الانتخابات للادلاء بأصواتهم ان يصلوا استخارة لاختيار من هو الاصلح ان يحكم الوطن ويرعي الشعب الذي عاني من كثرة الفقر والحرمان من حقهم في الوطن. ويؤكد الشيخ ابراهيم رضا من علماء الازهر ان الادلاء بالشهادة في أي أمر من الأمور التي يعلمها الإنسان تعد أمانة، ولابد أن يدلي بهذا الرأي لما يترتب عليه من أمور تخص الأفراد أو الجماعات أو الأمة لأن ذلك يعد من الواجبات التي يطالب بها المسلم في هذه الحياة في أي مجال من المجالات بشرط أن يكون الإدلاء بالرأي بعيدا عن العواطف الذاتية التي قد تنحرف بصورة هذا الرأي يمينا أو يسارا .. ويشير رضا، إلي أن الآيات القرآنية التي تضع المنهج الإيماني لهذا الواجب تعددت ومنها قوله تعالي «وَلاَ تَكْتُمُواْ الشّهَادَةَ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيم». ويضيف: من خلال هذه الشواهد والنصوص القرآنية نعلم أننا مطالبون بالإدلاء بالرأي في هذا الأمر الذي يخص الأمة كلها في كل مجالات حياتها الدينية والسياسية والإجتماعية والثقافية، وعلينا جميعا أن نعمل بكل التوجيهات النبوية حتي نسير علي هديها في ضرورة المشاركة في انتخابات الرئاسة وعدم كتمان الشهادة، ويعبر الشيخ رضا عن استيائه الشديد لتصريحات القرضاوي قائلا: انه رجل كبير السن وله اتجاه سياسي وينتمي ايضا لفكر وجامعة الاخوان الذين يمارسون اعمال العنف.