اكد رجال الدين ان امتناع البعض عن الإدلاء بصوته في الإنتخابات هو بمثابة كتمان للشهادة، كما ان الإدلاء بالصوت امانة يجب ان تؤدي، وطالبوا كافة المواطنين ممن لهم حق التصويت بعدم التكاسل في اداء الواجب الديني والوطني ليكون لهم دور في تحديد مستقبل بلدهم، حيث ان مصر الأن في امس الحاجة إلي مساعدة ابنائها، وابسط مايمكن ان يقدموه لها هو المشاركة الفعالة في التصويت علي الدستور الجديد يقول الدكتور عبد الحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوي بالأزهر" ان البعض يظن خطأ ان الإدلاء بالصوت مجرد واجب وطني فقط، وانما هو واجب ديني ايضا حيث ان الحفاظ علي الوطن من الحفاظ علي الدين . ومن جانبه يضيف مجدي عاشور المستشار الأكاديمي لمفتي الديار المصرية ان كل مايحدث في مصر الأن من اعمال عنف وتخريب امر تجرمه الشريعة الإسلامية وتقف ضده تماما فيقول الله عز وجل في كتابه العزيز " إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويعيثون في الأرض فسادا ان يقتلوا او يصلبوا او تقطع ايديهم وارجلهم من خلاف او ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الأخرة عذاب عظيم "مؤكدا ان الإمتناع عن التصويت قد يمكن هؤلاء المخربين من ممارسة اعمالهم الإجرامية، كما ان الفتاوي التي صدرت بتحريم التصويت جاءت لمصلحة شخصية تخص فصيلا معينا اي انها لا تمت لمصلحة الوطن بصلة الناخب حر أضاف عاشور أن التصويت بمثابة الشهادة فالدولة تسألنا هل شهدتم بنعم ام لا ولك مطلق الحرية في إختيار رأيك الذي تري فيه الصلاح,ويقول الله عز وجل" وأقيمو الشهادة لله" موضحا ان الإمتناع عن التصويت هو كتمان للشهادة وهو الأمر الذي تحرمه الشريعة الإسلاميه فيقول الله تعالي" ومن يكتمها فإنه أثم قلبه" ويري الدكتور سالم عبد الجليل وكيل وزارة الأوقاف السابق" أن التصويت علي الدستور هي حرية شخصية ترجع إلي قناعة الشخص ولا يحق لأحد التدخل فيها، وبذلك فإن الإفتاء بالإمتناع عن التصويت ليس من حق احد. من جانبه اكد الدكتور ناجح إبراهيم انه مستاء جدا من ارتكاب العديد من الجرائم في الفترة الأخيرة تحت طائلة الدين منها محاولة البعض سوق الأمة نحو فعل معين، وإلغاء إرادة الإخرين، موضحا أنه علي كل فرد قراءة الدستور جيدا ومن ثم الحكم عليه دون الإنسياق وراء أحد، فهو امر سياسي بحت من شأنه التأثير علي مستقبلك ومستقبل اولادك,والدين لم يحرم اويحلل او يوجب او يمنع او يجبر علي التصويت بشئ معين، ولذلك فعلي كل مواطن قراءة الدستور جيدا لاتخاذ القرار الصائب الذي يطمئن له قلبه، ليكون مسلما قويا كما اره دينه غير منساق وراء جماعات غير عاقلة تتخذ من العنف سبيلا في تحقيق مصالحها الشخصية، فيقول الرسول(ص) " المؤمن القوي خير واحب الي الله من المؤمن الضعيف" كما أن استخدام العنف يضر اصحابه قبل ان يضر الدولة ولذلك فكل مستخدمي العنف اصبحوا مكروهين من الجميع مضيفا ان اكبر السلبيات التي حدثت منذ ثورة الخامس والعشرين هي الحرق,والدماء فمصر لم تشهد هذا الكم الهائل من الحرق في تاريخها مثلما شهدته هذه الأيام مصير امة وأوضح الدكتور محمد الشحات استاذ الشريعة بجامعة حلوان وعضو مجمع البحوث الإسلامية " ان المشاركة في الإستفتاء هي مشاركة في تقرير مصير الأمة ولذلك فهو أمر يتواجب المشاركة فيه بإعتبار ان العمل علي إستقرار الوطن يعد قياما بواجب الأمانة ويقول الله تعالي في كتابه العزيز" إن الله يأمركم ان تؤدوا الأمانات إلي اهلها "، ولذلك فعلي المسلم بصفة خاصة إحترام هذه الأمانة والذهاب إلي المشاركة في الإستفتاء علي الدستور موضحا ان رسول الله(ص) يقول " اد الأمانات إلي من أئتمنك ولا تخن من خانك"، مشيرا الي ان ا لمرء إذا إتخذ موقفا سلبيا فإنه بذلك يكون قد تخلي عن واجب وطني فيه المصلحة العامة وهذه المصلحة جعل الإسلام منها فريضة، فعلي المسلم الا يستمع لتلك الأراء التي تزايد علي المقاطعة فمن شأن هذه الأراء ان تحقق اهداف اعداء الوطن من عنف وفوضي وإخلال بالأمن والأمان من جانبه اشار القمص بولس عويضه استاذ القانون الكنسي ان مقاطعة الدستور ضد الدين فقديما كان الدستور ملكا للدولة تنفرد به ولكنه الأن ملك للشعب يقرر به مصيره، كما ان الدين دائما مايعطي المشورة الصحيحة بمعني ان صوتك امانة، والأمانة تقتضي اداءها فيقول الرب في كتابه المقدس "كن امينا حتي الموت واعطيك إكليل الحياة" فالإمتناع عن التصويت تقاعس مرفوض لا مبرر له ابدا، مضيفا " يجب علي كل مواطن ان يتذكر دائما ان اتخاذ موقف سلبي بعدم المشاركة في الإستفتاء هو خيانة لوطنه الذي يمر بفترة ضعف اي انه في امس الحاجة إلي مساعدة ابنائه.