عبدالقادر شهيب لأسباب عديدة ومتنوعة تصوغها حالة الضرورة تحتاج مصر الان لرئيس قوي يقودها في تلك الحرب التي تخوضها ضد ارهاب ترعاه جماعة الاخوان.. ولا تكفي الشخصية القوية والقدرات الخاصة وحدها لتوفر لنا رئيسا قويا، وانما بالاضافة الي ذلك يتعين ان يستند هذا الرئيس الي ظهير شعبي كبير من خلال مشاركة نسبة مناسبة ومعتبرة - وليست قليلة - من الناخبين في الانتخابات التي ستأتي لنا به.. فان قوة الرئيس - اي رئيس - تعتمد ايضا علي ما حظي به من مساندة جماهيرية.. ولذلك فاننا سوف نظفر بالرئيس القوي الذي نريده اذا ما اقبلنا غدا بكثافة علي صناديق الانتخابات الرئاسية لندلي بأصواتنا فيها. ولعل هذا ما يترقبه من لا يريدون الخير لنا ويراهنون علي استمرار سفينة الوطن تواجه الانواء والاعاصير العاتية ولا تتقدم مترا واحدا الي الامام لتخرج من تلك الدوامة التي تحيط بها من كل جانب وهنا يمكن ان نفهم سعي الاخوان لمقاطعة الانتخابات الرئاسية، وهو ذات الموقف الذي اتخذته احزاب وحركات ومجموعات ما زالت حريصة علي علاقتها بالاخوان وايضا الامريكان. فهم يدركون انهم لم يعد في مقدورهم الان في ظل المطاردة الامنية والملاحقة الشعبية لهم، منع انتخاب رئيس جديد لمصر مما سيفقدهم امكانية اللعب دوليا بورقة الرئيس المنتخب المنتمي لهم والذي ما زالوا يتحدثون عن عودته.. ولذلك يعمل الاخوان الان علي اضعاف الرئيس الجديد المنتخب بالمضي قدما في طريق العنف والارهاب الذي اختاروا ان يسلكوه منذ 30 يونيو، وسوف يساعدهم في تحقيق ما يسعون اليه ان يشارك في عملية انتخاب هذا الرئيس عدد قليل من الناخبين، وان يحظي بنسبة قليلة ايضا من اصوات هؤلاء المشاركين. وحتي نحبط هذا المخطط الاخواني يتعين غدا ان نذهب افواجا الي صناديق الانتخاب لتكون مشاركتنا كناخبين وناخبات في عملية التصويت ضخمة وتفوق في كثافتها مشاركتنا في الانتخابات الرئاسية السابقة التي جاءت لنا بالقيادي الاخواني محمد مرسي رئيسا للبلاد وان تتجاوز اعداد من يشاركون في انتخاب الرئيس الجديد اعداد من حصل مرسي علي اصواتهم في الانتخابات الرئاسية السابقة، حتي ولو كانت نسبة من الاصوات التي حصل عليها مرسي جاءت بالغش والتدليس والتغرير بالشباب مع الزيت والسكر والبطاطس استغلالا لحالة الفقر المنتشرة في البلاد. هذا هو سبيلنا الاساسي لان نظفر برئيس قوي نحتاجه بشدة ليقود بلادنا لتحقيق النصر في تلك الحرب التي نخوضها ضد الارهاب وضد جماعة تريد اعادتنا الي عصور الظلام وفرض استبداد وفاشية باسم الدين علينا وايضا ضد قوي دولية تريد الهيمنة علينا وسلبنا استقلالنا. ان انتخابات رئاسية يشارك فيها عدد مناسب ومعتبر من الناخبين والناخبات سيغلق الباب امام الذين جهزوا انفسهم سلفا للطعن في نزاهة وسلامة هذه الانتخابات والتشكيك في انها لا تعبر عن جموع المصريين وحصول رئيس جديد منتخب بنسبة معتبرة ايضا من اصوات هؤلاء الناخبين سوف يمنحه ذلك قوة وهو يقود البلاد.. قوة نحتاجها فيما نواجهه من تحديات كثيرة وضخمة علي كل الاصعدة. باختصار.. الامر في ايدينا نحن الناخبين.. نحن الذين نملك بما سنفعله غدا ان يصبح رئيسنا القادم قويا.. واثق اننا سوف نكرر ما فعلناه في 30 يونيو و26 يوليو بالاحتشاد هذه المرة امام صناديق الانتخابات.