ناخبون جزائريون فى الخارج يدلون بأصواتهم فى إنتخابات الرئاسة يحتل المال مكانة مهمة في حملة انتخابات الرئاسة الجزائرية التي تجري بعد غد، فبينما يفترض ألا تتعدي نفقات كل مرشح ستين مليون دينار جزائري (600 الف يورو أي 5.7 مليون جنيه مصري)، يصرف المرشحون أضعاف ذلك بفضل اموال رجال الاعمال الذين ينتظرون مقابلها امتيازات ومصالح. ويحدد قانون الانتخابات الجزائري النفقات المسموحة في الحملة الانتخابية بستين مليون دينار علي ان ترتفع الي 80 مليونا (800 ألف يورو) في حال وصول المرشح الي الدور الثاني. وفي رأي بعض الخبراء الجزائريين في الاقتصاد، فإن هذا المبلغ »غير منطقي وغير واقعي، فهو لا يكفي حتي لاستئجار مقرات الحملة الانتخابية، فما بالك بتمويل النقل بالطائرة ودفع رواتب الموظفين في الحملة وطبع البرامج والصور والملصقات«. وبما أنه لا يمكن تمويل الحملة بهذا المبلغ، يتلقي المترشحون اموالا غير معروفة المصدر ب »اشكارة«اي نقدا باللهجة الجزائرية) من دون اي رقابة. تسخير اجهزة الدولة ويتنقل عبد المالك سلال مدير حملة الرئيس المنتهية ولايته عبد العزيز بوتفليقة بطائرة خاصة تابعة للخطوط الجوية »طاسيلي ايرلاينز« ملك شركة النفط العمومية «سوناطراك». ويصحب سلال معه فريق حملته الانتخابية بالاضافة الي خمسين صحفيا علي الاقل في كل مرة. ولا يحضر بوتفليقة (77 سنة) المتعب بسبب جلطة دماغية اصيب بها قبل سنة، اي مهرجان انتخابي وكلف عددا من قيادات الدولة بتنشيط المهرجانات. وينشط الحملة رئيس ديوان رئيس الجمهورية احمد اويحيي والمستشار الخاص له عبد العزيز بلخادم ورئيس مجلس الامة عبد القادر بن صالح ورئيس المجلس الشعبي الوطني العربي ولد خليفة بالاضافة الي وزيرين في الحكومة الحالية والامين العام لاتحاد العمال. كل هؤلاء يفترض ان يتنقلوا بأموال الحملة، الا ان المرشحين المعارضين الاخرين يتهمونهم باستخدام وسائل الدولة التابعة لقطاعاتهم. وكذلك يتنقل علي بن فليس المنافس الاكبر لبوتفليقة علي متن طائرة خاصة تابعة للخطوط الجوية الجزائرية مع فريقه و50 أو 75 صحفيا. 3 فرق ينقسم الممولون الي ثلاثة فرق بأهداف ومصالح مختلفة، بحسب الخبراء المتابعين لحملات المرشحين المتنافسين: الفريق الاول هم مقاولو البناء والاشغال العمومية الذين يريدون الحصول علي صفقات من المشاريع العمومية للحكومة ويساندون بقاء النظام ليضمن لهم صفقات جديدة. ويعد رجل الاعمال علي حداد صاحب اكبر شركة خاصة للاشغال العمومية أهم الممولين، وهو ايضا من اكبر المستفيدين من مشاريع الحكومة بصفقات قاربت 2.5 مليار دولار، بحسب الصحف الجزائرية. وبحسب مصادر وثيقة الصلة بإدارة الحملة الانتخابية فان حداد هو الذي وفر التمويل اللازم لإنشاء القناة التليفزيونية »وئام« للترويج للرئيس المترشح. الفريق الثاني هم اصحاب شركات الخدمات ويتقدمهم محيي الدين طحكوت صاحب شركة النقل الذي لديه عقد مع وزارة التعليم العالي لنقل طلاب الجامعات باستخدام آلاف الحافلات. وبالإضافة الي »الاحتكار شبه التام« لنقل الطلاب ينشط طحكوت في بيع السيارات من مختلف العلامات الأوروبية والآسيوية. الفريق الثالث اصحاب شركات الانتاج الذين يسعون الي الحصول علي علاقات في محيط الرئيس توفر لهم امتيازات مثل تسهيل الحصول علي القروض والاراضي، ومن ابرز هؤلاء العيد بن عمر صاحب » مطاحن بن عمر« الذي حقق رقم اعمال يفوق 180 مليون يورو. وتحدثت الصحف عن حصول مطاحن بن عمر علي »صفقة بعيدا عن الانظار« من خلال خصخصة مطاحن الدولة التابعة لشركة »الرياض«. وكذلك يبرز من بين اصحاب المصانع الانتاجية عبد الرحمن بن حمادي شقيق الوزير والعضو البارز في حزب جبهة التحرير الوطني موسي بن حمادي. وتملك عائلة بن حمادي عدة مصانع لأجهزة التليفزيون والكمبيوتر والتليفونات المحمولة، وقدر رقم اعمالها لسنة 2012 بحوالي 290 مليون يورو. ومن بين أهم النفقات في الحملة الانتخابية دفع أجور مراقبي الانتخابات لكي يضمن المرشح حضوره في 50 ألف مكتب تصويت، فالمرشح الذي يعتمد علي المتطوعين فقط لن يذهب بعيدا. ويعرف علي بن فليس ذلك جيدا بما انه قرر تعيين مراقبين في كل مكاتب التصويت «لكشف التزوير« في حال حدوثه. 001 مليون يورو وتحدثت الصحف عن حشد رجال الاعمال الجزائريين لجمع 7,5 مليار دينار (75 مليون يورو) لتمويل حملة بوتفليقة. بينما أكدت الجزائرية ان المبلغ وصل الي 10 مليارات دينار اي حوالي 100 مليون يورو. واعتبر أحد هؤلاء الخبراء ان 75 مليون يورو الذي قالت الصحافة الجزائرية ان حملة بوتفليقة حصلت عليه من رجال الاعمال، »مبلغ معقول جدا بل ان النفقات ستكون اكبر من هذا«. وعلي سبيل المقارنة صرف المرشحان البارزان في انتخابات الرئاسة الفرنسية لسنة 2012 فرنسوا هولاند (الفائز) ونيكولا ساركوزي 21,8 و21,3 مليون يورو علي التوالي. وتفوق مساحة الجزائر بحوالي خمس مرات مساحة فرنسا، ولكن عدد الفرنسيين 66 مليونا بينما الجزائريون 38 مليونا. وبخلاف بوتفليقة وبن فليس يجد المرشحون الاخرون صعوبة في تمويل الحملة الانتخابية. واشتكي المرشح فوزي رباعين من تأخر وصول اموال الدولة حتي انه استخدم صورا قديمة من الحملة الانتخابية السابقة لعام 2009 في الايام الاولي للحملة. كما كتب المرشح موسي تواتي علي ملصقاته عبارة «من فضلك لا تمزق هذه الملصقة فهي من اموال الفقراء». ورصدت الحكومة 24 مليار دينار (240 مليون يورو) لتنظيم الإنتخابات الرئاسية تم إدراجها ضمن ميزانية وزارة الداخلية، بحسب مرسوم رئاسي صدر في مارس الماضي. ويمثل هذا المبلغ اربعة اضعاف الاموال التي رصدتها الدولة في انتخابات 2009 التي فاز بها بوتفليقة امام خمسة مرشحين بأكثر من 90٪ من الاصوات.