منع الرئيس الراحل أنور السادات عملاق الصحافة العربية مصطفي أمين من كتابة عموده اليومي «فكرة» بعد ان كتب مقالا يطالبه فيه بالتخلي عن رئاسة الحزب «الوطني»، وكان استاذنا العظيم معه حق لانه عكس نبض الشارع في هذا المقال، وقبل ان تقوم ثورة 25 يناير تعالت اصوات الجماهير تنادي مبارك بان يترك رئاسة الحزب «الوطني»، ولم يستجب وكان ذلك احد الاسباب الرئيسية لاسقاط مبارك ونظامه، ولا يخفي علي احد ان عزل محمد مرسي كان بسبب ان جماعته وحزبه هما اللذان كانا يحركانه. اذن فكل التجارب التي كان فيها رئيس مصر رئيسا لحزبه او منتميا لحزبه «فاشلة» وانتهت اما باغتيال او ثورة، ورؤساء مصر الثلاثة واحد في المقبرة شهيدا، واثنان في السجن متهمان. ولان كل المؤشرات والمواقف والاحداث، والمزاج المصري العام يؤدي الي ان السيسي سيكون رئيسا لمصر- ان شاء الله- فانني اتمني الا يستجيب لنصيحة احد بان يؤسس حزبا، ليكون له سندا سياسيا، في الحكومة وفي البرلمان بعد انتخابه. رئيس مصر لابد ان يكون ظهيره السياسي هو الشعب، وان تحركه الارادة الشعبية، وان يعتمد في قراراته ليس علي التقارير الحزبية بل علي التحامه بالجماهير، وان يلمس معناه الناس لا ان يقرأ عنهم في الصحف! نريد رئيسا يستحقه المصريون بعد ثورتين.. زهقنا من السياسيين.