في إطار النظرة الفاحصة والمدققة في الأهداف الحقيقية للحرب الإرهابية الشرسة التي تتعرض لها البلاد حاليا وطوال الشهور الماضية، يستلفت الانتباه بشدة تصاعد وتيرتها وتعدد الأطراف والجنسيات والجبهات المشاركة والمتورطة فيها والداعمة لها، وهو ما يخرج بها من الدائرة المحلية إلي دوائر أخري إقليمية ودولية، تساهم في التخطيط والإعداد والتنفيذ أيضا. وتأتي هذه الظاهرة التي تحولت إلي حقيقة علي أرض الواقع، لتثبت بما لا يدع مجالا للشك الارتباط الوثيق بين جماعة الإخوان وعصابات الإرهاب الدولي، والجماعات التكفيرية في تنظيم القاعدة والسلفية الجهادية وغيرها،..، ولتثبت في ذات الوقت أن ما تتعرض له مصر ليس مجرد جرائم إرهابية محلية الهدف فقط، بل هو جزء من مخطط أكبر وأشمل، وأن له أبعاداً أخري أخطر وأعمق. وليس سراً أن التصور الذي كان غالبا لدي عموم المواطنين في بداية أحداث العنف، هو أنها رد فعل غاضب وعدواني ومنفلت من جماعة الإخوان، بعد الصدمة التي أصابتهم نتيجة زلزال الثلاثين من يونيو، الذي أطاح بهم خارج السلطة وأبعدهم عن كرسي الحكم وموقع الرئاسة، وأن هذه الحالة لن تستمر طويلا، وسوف تنتهي خلال مدة وجيزة. وكان التصور الغالب لدينا جميعا، انهم فور انحسار حالة الغضب وزوالها، سيراجعون أنفسهم ويعترفون بخطئهم وسوء إدارتهم للبلاد وفشلهم في حكمها، ثم يعتذرون للشعب، ويعودون مرة أخري للانضمام للإجماع العام والمسيرة الوطنية بوصفهم جزءا من الشعب وفصيلا مهما من فصائل المجتمع،..، ولكن ذلك لم يحدث للأسف. نعم لم يحدث ذلك، بل وجدناهم يبدأون في ممارسة العنف بجميع أشكاله وألوانه، يعتدون علي المنشآت والممتلكات العامة والخاصة، ويروعون المواطنين، ويشعلون النار في الجامعات، وينشرون الفوضي، ويهددون الأمن والاستقرار والسلم الاجتماعي، ويرتكبون جميع الجرائم، ويشنون حربا إرهابية شرسة ضد الدولة والشعب، بالتعاون مع كل قوي الشر الكارهة لمصر إقليميا ودوليا. كنا نتصور انهم سرعان ما يثوبون إلي رشدهم، ويفيئون إلي رحمة الله،...، فإذا بهم يتحالفون مع الشيطان ضد وطنهم وشعبهم، وإذا بهم جزء من مخطط له أبعاد أخطر وأعمق مما كنا نتصور. «وللحديث بقية»