الاستاذ : محمد بركات لا يحتاج الأمر إلي كثير من الجهد الفكري أو التحليلي بأي حال من الأحوال، كي ندرك أن الممارسات العدوانية والأعمال الإرهابية التي تقوم بها فلول الجماعة الإجرامية والعصابات المتحالفة معها، لن تتوقف في القريب العاجل ولن تكون لها نهاية في المستقبل المنظور، بناء علي الرغبة الطوعية للقائمين عليها والمسئولين عنها. ومن الواضح لكل المتابعين والمهتمين بالشأن العام وتطوراته الأخيرة، أن القائمين علي أمر الجماعة الآن قد اختاروا العنف والإرهاب طريقاً وحيداً للسلوك والتعامل علي الساحة الداخلية، بعد الصدمة الهائلة والخلل والاهتزاز الكبير الذي أصابهم في زلزال الثلاثين من يونيو والثالث من يوليو العام الماضي. ومن المؤكد أن حجم الصدمة وقدر الخلل كانا من الضخامة والفداحة، إلي القدر الذي يفوق طاقة الرؤوس الكبيرة والمسئولة عن إدارة شئون الجماعة علي الاحتمال، بما أدي إلي فقدها للقدرة علي الرؤية الصحيحة للأمور وقراءة الواقعية لطبيعة الأحداث، بحيث لم تستطع استيعاب الموقف أو احتماله، فكان أن اختارت طريق الهلاك والانتحار. وإذا ما أردنا التأمل والتدقيق فيما تقوم به فلول الجماعة والمتحالفين معها علي الضلال، من عنف وترويع وتدمير وقتل وتفجير وجميع أعمال وممارسات الإرهاب وجرائمه، ضد الشعب المصري بجميع طوائفه وجميع أبنائه سواء من المدنيين أو رجال القوات المسلحة والشرطة، لوجدنا أنها تأتي جميعاً نتيجة الخلل الذي أصابهم، وما نجم عنه من غياب كامل للعقل والحكمة، وتغييب تام لجميع مشاعر الانتماء للوطن والحرص علي سلامته وأمنه واستقراره. ليس هذا فقط بل لقد أدي ذلك الخلل الذي أصابهم إلي سيطرة روح الكراهية.. والانتقام والشر عليهم، فراحوا يصبون جام عضبهم وإرهابهم علي الدولة المصرية وجميع المصريين، الذين رفضوا استمرار حكمهم الفاشل وتمردوا عليهم وعزلوهم من مواقع السلطة وكرسي الرئاسة، فحق عليهم العقاب والدمار والقتل والتخريب. وفي ظل هذا الجنون الذي نشاهد وقائعه الإجرامية من جانب فلول الجماعة وأعوانها، بات واضحاً أن طريق الندامة الإرهابي الذي اختارته الجماعة لعقاب مصر وشعبها لن يتوقف إلا بالقضاء التام عليهم، واقتلاع بؤرهم وجذورهم من أرض مصر وتطهير البلاد منهم.