لا يحتاج الأمر إلي كثير من الجهد أو العناء كي ندرك أن الهدف الرئيسي الذي تسعي إليه المجموعة أو الزمرة الحاكمة والمتحكمة في جماعة الإخوان الآن، هو إثارة أكبر قدر من القلاقل وعدم الاستقرار في الشارع المصري بطول وعرض البلاد، بما يعطل الجهود المبذولة حالياً من جانب الحكومة للاستقرار والانطلاق قدماً في تنفيذ خارطة المستقبل، التي التزمت الدولة بتنفيذها استجابة لإرادة الشعب وتحقيقاً لتطلعاته المشروعة بعد الثلاثين من يونيو والثالث من يوليو. وأحسب أنه أصبح واضحاً لكل المهتمين والمتابعين للشأن العام الإصرار الشديد من جانب هذه المجموعة أو الزمرة، علي الدفع بالفلول المتبقية من جماعة الإخوان والمتحالفين معها، للقيام بمسيرات أو مظاهرات، تحت مسميات شتي، في القاهرة والمحافظات مرة أو مرتين أو عدة مرات في الأسبوع الواحد، وممارسة أكبر قدر من الإزعاج والترويع والقلاقل، بحيث تظل الدولة في حالة استنفار دائم، بما لا يسمح بالهدوء وتوفير المناخ اللازم للعمل والإنتاج وعودة الحياة إلي طبيعتها. ورغم حالات الفشل المتكررة من جانب هذه الزمرة وتلك الفلول في تحقيق عمليات الحشد الجماهيري المساند لأهدافهم المعلنة، وهو ما يعكس حالة الضعف التي أصابت التنظيم في الآونة الأخيرة بعد انكشاف حقيقة مآربهم وأهدافهم، أمام الكثرة الغالبة من المواطنين، الذين روعهم ارتباط الجماعة بعمليات العنف وجرائم الدم والتخريب والإرهاب التي انتشرت في مصر بصفة عامة وسيناء علي وجه الخصوص. رغم هذا الفشل، إلا أن الإصرار علي الاستمرار في إثارة القلاقل ونشر عدم الاستقرار، هو السلوك الواضح والغالب علي الجماعة وزمرتها الحاكمة، بما يعكس استمرار حالة الاهتزاز والصدمة التي أصابت قادة الجماعة وفلولها الباقية، نتيجة زلزال الثلاثين من يونيو والثالث من يوليو، وتوابعهما التي أطاحت بأحلام الجماعة في السيطرة علي مصر وشعبها إلي أبد الآبدين، وهو ما أفقدهم الصواب والاتزان، ودفع بهم إلي هاوية ممارسة العنف والإرهاب غير مدركين إن هذا هو طريق النهاية لهم في مصر.