غدأّ تحتفل الأسرة المصرية بعيد ست الحبايب هذا اليوم الذي يعبر فيه الأبناء والأحفاد عن فرحتهم وحبهم لهذه المخلوقة الملائكية تلك الأم التي ضحت كثيرا من أجل كيان أسرتها وبذلت العطاء لتقدم للوطن شبابا متفوقا أخلاقيا وعلميا وصحيا وواجهت كل صعاب مشوار الحياة بابتسامة راضية ونفس قانعة مهما شهدت من قسوة الأيام وقلة الحيلة وضيق الحال ولايفرق بين أم وأخري إذا كانت ميسورة الحال أو فقيرة الاحتياجات ولا تعترف الأم بأن دورها يحتاج الي مساندة خارجية مادامت تستطيع أن تقف علي قدميها منذ أن تستيقظ في الصباح الباكر حتي تنام كآخر فرد في العائلة وهي متعبة ولكنها دائما تحمل ابتسامة الرضا في قرارة نفسها تشعر أنها قدمت الواجب المطلوب منها علي أكمل وجه ..والأمهات يشتركن جميعا في هذا الحب الإلهي الذي تمنحه كلن منهن لفلذات أكبادها فهي التي تعد الطعام وتوفر الملبس النظيف والجو الصحي الملائم للمذاكرة وتقضي معظم وقتها في عالمها الخاص داخل مطبخها لتعد لزوجها وصغارها أو كبارها علي حد سواء أشهي الوجبات علي أن تمنحهم الصحة والعافية وقد يقسو القدر علي الأم وتشتد عليها الحياة فتفقد رفيق حياتها لتجد نفسها وحيدة أمام الأيام بلا معين وبلا سند معنوي أو مالي فلا تتقاعس أو تهمل رسالتها بل تخرج للعمل كأم معيلة تصارع وتقف بجوار أولادها حتي يكملوا تعليمهم ويتخرج منهم شباب المستقبل القادر علي العمل ولا يستقر لها جفن قبل أن تراهم سعداء في بيوت الزوجية وتشعر أن حياتها اكتملت عندما تفتح ذراعيها لتحتضن أحفادها.. بالطبع تترك هذه الحياة الشاقة آثارها الصحية علي الأم لتقع فريسة للمرض وقد يسعدها الزمن بأن نجد الإخلاص من أولادها أو يلعب القدر لعبته القاسية لتجد نفسها بمفردها في بيتها بلا سؤال منهم أو قد ينتهي بها الحال في دار للمسنين ..نعم كانت فكرة عظيمة تلك التي دعا إليها العظيمان مصطفي وعلي أمين بالاحتفال بيوم الأم لعله يكون مناسبة لنتذكر جميعا أفضال ست الحبايب علينا ونسعي اليها ونقبل يديها ونقدم لها الهدايا ونقضي معها ساعات تكون كافية لغسل تلك الأحزان التي تسيطر عليها أثناء غيابنا عنها وعن أحضانها ولا أحد يمكن أن يتصور كم تكون فرحة الأم عندما تجد أولادها وأحفادها يطرقون بابها جاءوا جميعا ليعيدوا لبيتها الفرحة ولنفسها الفخر أنها قدمت لمصر هؤلاء الشباب وتتذكر معهم الجوانب الجميلة وحتي الظروف الصعبة التي عاشت فيها من أجلهم ..وفي هذا اليوم قد يكون الابن بعيدا أو تمنعه الظروف عن هذا الاحتفال فما أجمل أن يري مكالمة تليفونية لسماع صوت ست الحبايب أو يرسل باقة من الورد اليها أو حتي هدية رقيقة يحملها أولاده الي جدتهم ولكن مرفوض تماما أن يمر يوم ست الحبايب دون أن يتم هذا التواصل الانساني مهما كانت الظروف وإلا سيعلم الابن خطيئته عندما ترحل أمه ووقتها سيبكي كثيرا لأنه في عيد الأم لن يجد من تستحق أن يقبل يديها