صانع الوعي في أمته أشبه بالنبي، والهداة الحقيقيون الذين يطردون الزيف والكذب والتضليل عن الباب وضمائر مجتمعاتهم، تقارب ادوارهم رسالة المبعوثين والمصلحين الذين اضاءوا مسار الانسانية وزينوا جبين البشرية علي كل الاعصر وتوالي العهود. ولان القلم هو الاداة الاعرق والوسيلة الاقدم لنقل الحقائق، وتسجيل المعارف والعلوم، وتوثيق الاحداث والاراء والافكار، وكان علي مدي قرون متعاقبة وظل طويلا هو الجسر بين الاذهان والحقائق، وآله تقييد العلوم، ولايزال حتي الان يؤدي نفس الدور عند بعض المتصدين لمهنة الكتابة، وشيء من البريق يكلله رغم سطوة الوسائل المستحدثه، والتقنيات المستجدة، ورغم استغناء البعض عنه وتحولهم الي غيره من الوسائل العصرية، ولكن القلم يئن في ايدي بعض الادعياء الذين سودوا آلاف الصفحات بالخرافات والاكاذيب، وفيما يشبه السيل المدمر من الكتب الوضيعة الاشكال والموضوعات والاهداف، فليس المهم عند هؤلاء أن تؤلف كتابا لتصنع وعيا حقيقيا، يزهق الزيف، ويحق الحق، ولكن الهدف هو المكسب السريع، المنحط.. حيث يؤلف هؤلاء وعيونهم علي جيوب القراء، لا علي عقولهم وضمائرهم، وليس عليك سوي التجول في الشوارع، وملاحظة المعروض من ذلك الغثاء علي الارصفة، ستجد عجبا، فهذا المدعي المؤلف المزيف يخصص كتابا بأكمله عن اسرار مقتل عملاق من عمالقة النغم، رغم معرفة الجميع بأنه لم يقتل وذاك يؤلف كتابا طويلا عريضا لفضح الراقصة فلانه، والاخر يكتب عن سقطات العاهرة علانة، ولا أجد امام تلك الظاهرة، سوي نرديد قوله تعالي "فأما الزبد فيذهب جفاء، وأماما ينفع الناس فيمكث في الأرض".