مضت 95 عاما منذ تخرجه من كلية الهندسة... مهندسا شابا في سن الاحلام.. ولكن لعل طموحاته غلبت احلامه.. وهذه المقالة قد لا تتسع اطلاقا لاعمال سيد البنائين في مصر الحديثة المهندس حسب الله الكفراوي ولكن سوف أحاول فقط أن أطل علي ما قدم لبلاده، انه ليس مهندسا عاديا ولكنه جيش جرار من المهندسين، بدأ مهندس ري ثم مهندساً بالسد العالي واستطاع ان ينفذ مشروعات الكهرباء وخطوط الجهد العالي من السد العالي حتي سوهاج ثم تواصل في خريطة مصر من سوهاج حتي الاسكندرية مرورا بالقاهرة!!! بعد اكتوبر 73 رأس جهاز تعمير مدن القناة عام 1975 ثم ادي دينه لمحافظته دمياط محافظا لها عام 1976 وصال وجال في مدنها وقراها!! وحقق احلام الدمايطة وما ادراك ما احلامهم الرائعة دوما. لقد وضع اي رئيس للدولة واي رئيس وزراء عينه علي المهندس حسب الله الكفراوي فاختاره السادات بعيني جواهرجي وزيرا للاسكان والمرافق والتعمير واستصلاح الاراضي واسس مع السادات هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة عام 1977 في هذه الاثناء لم تبخل عليه الدولة بالاوسمة فحصل علي وسام الاستحقاق من الطبقة الاولي من مصر وسلمه له الرئيس عبدالناصر وحتي الاتحاد السوفيتي وقتها لم يبخل علي الكفراوي وقدره وسلمه وسام الاستحقاق خوروشوف مع الرئيس عبدالناصر، أوسمة كثيرة وتقديرات عظيمة لا استطيع ان احصيها. حينما تولي التعمير واستصلاح الاراضي ارسي في مصر صناعة الطوب الطفلي بدلا من تجريف الاراضي الزراعية للطوب الاحمر. عينه كانت علي القرية المصرية بتصنيع محطات المياه المدمجة ومحطات الصرف المدمجة بالمصانع الحربية لصالح كل القري المصرية. اصر علي استصدار قانون المجتمعات العمرانية والتخطيط الدولي رغم المقاومين في ذلك الوقت. كان اول من وضع مخطط تنفيذ محور قناة السويس لمنطقة صناعية حرة. كانت بصمته الاولي في تعمير سيناء والبحر الاحمر وحول بحيرة السد العالي والوادي الجديد ثم هذا التعمير الضخم وهذه الطاقة الهائلة من القري السياحية في الساحل الشمالي ليس بناء فقط ولكن توصيل طرق وكهرباء ومياه الي موقع عالمي لمصر بوجوده نائبا لرئيس المنظمة العالمية للمدن الكبري «متروبوليس»، «الاسم اليوناني». ولانه منحاز للفقراء والفلاحين فقد وضع مخططا لاستصلاح الاراضي مع مراعاة الفقر المائي والتكلفة. إطلاله لنا علي البحر الابيض بذكاء الكفراوي وحبه للوطن بانشاء موانيء دمياط والعريش والطور ورصيف اليخوت بمارينا لجذب سياحة اليخوت من شمال المتوسط. عارض بذكاء ودراسة مشروعات كانت لها فرقعة اعلامية اولها توشكي والتي تؤثر علي مياه الساحل الشمالي. ثانيا: ترعة السلام التي تنقل المياه الملوثة من سهل الطينة المنخفض والمالح جدا من مياه البحر وتلوث بحيرة البردويل الي سيناء ماراً من كوبري السلام علي قناة السويس الذي يمكن إسقاطه بإصبع ديناميت بدلا من نفق جنوب بورسعيد لربط سيناء بالسكة الحديد والطريق الدولي الشمالي. لقد اصابني الارهاق الذهني لمجرد تتبع اعماله فما بالك بسيد البنائين الكفراوي الذي يجلس بين محبيه واصدقائه سعيدا بكل ما فعل.. الكفراوي كثير جدا يا جماعة والمقالة قاربت علي الانتهاء ومازالت الاعمال تملأ آفاق مصر.. رعاه الله وجزاه عنا كل خير.. وكفاية اننا نستمتع بمياه السد العالي دوما.