فايز فرح بينما كنت أقلب في قنوات التليفزيون شاهدت قناة جديدة اسمها فلول، ولا أعرف معني هذا الاسم أو هدفه. المهم شاهدت بعض مواد القناة من أغنيات هابطة وكاريكاتير خارج عن اللياقة والآداب. وبين الحين والآخر شاهدت البطل القومي المشير عبدالفتاح السيسي يطل علينا ببعض أقواله المهمة وكلماته الساحرة في حب واحترام مصر والمصريين، وتعجبت من وجوده في هذه القناة غير الملتزمة بالآداب أو العادات والتقاليد، والمتتبع لهذه القناة يجدها تمجد في الجيش وفي ثورتي 25 يناير و30 يونيو، إذن هي قومية مناصرة للنظام، ولماذا هذا الخروج عن الآداب واختيار الألفاظ الخارجة المحرجة والتي أشعر بالعيب عندما يراها أولادي أو أحفادي أو شعبي كله؟! من أغنيات هذه القناة: أيوه احنا عبيد البيادة «الأحذية» ونحب الجيش حب عبادة. تعجبت من هذه الكلمات فقد قمنا بثورتين من أجل الحرية فكيف نكون عبيد أحذية الجيش.. ثم نحن نعبد الله الواحد الأحد، أما الجيش فنحن نحبه لأنه يتكون من أبنائنا. كلمات أغنيات هذه القناة كلها خارجة خالية من القيم الأخلاقية الأصيلة لشعب مصر، فقد تعلمنا احترام الآخر مهما أساء إلينا، لا أن نسبه ونشتمه بالشتائم التي نسمعها من العامة ونقول له: أبوك وأمك.. للأسف هناك أغنية للرئيس أوباما تقول له ذلك! وأفظع من ذلك ألفاظ وإيماءات جنسية تخضع لفعل العيب تتغني بها مطربة هذه القناة وراقصتها السيدة سما المصري، والواقع ان كاتب هذه السطور لا يعرف هذه السيدة ولم يسمع عنها قبل ذلك، وهي تؤلف كل أغنيات هذه القناة وترقص عليها علي ألحان أغنيات قديمة معروفة مثل حارة السقايين والطشت قال لي، الأقصر بلدنا..إلخ. هذه القناة تثير الدهشة واسئلة كثيرة: من المسئول عنها ومن الذي يمولها ومن الذي سمح لها بالعمل؟! أسئلة تفرض نفسها ولا من مجيب، السيدة سما المصري هي التي تواجه الجميع، وقد اتهمها الجميع بالخروج عن اللياقة والأخلاق العامة والألفاظ النابية والايحاءات الجنسية وهي ترفض هذا كله بالطبع لكن أي متابع للقناة يتأكد بسرعة من كل هذا. هي تريد أن تغني لمصرنا العزيزة ووطننا الكبير معها علي واحدة ونص! وننسي الأغنيات الوطنية العظيمة التي نتغني بها علي لسان كوكب الشرق أم كلثوم: مصر تتحدث عن نفسها.. وعلي باب مصر، وطوف وشوف، ومع وديع الصافي: عظيمة يا مصر، ومع نجاح سلام: يا أغلي اسم في الوجود، وغيرها. هذا العبث الإعلامي يذاع يوميا دون أن يرصده أحد أو يحاول تهذيبه ومنعه من الوصول إلي الناس. ان من أهداف الإعلام الأولي نشر القيم الأخلاقية واحترام إنسانية الجميع، وتكوين الرأي العام المستنير، وهذه القناة ضد كل هذا فكيف نسمح لها بالعمل؟! وأسأل الزميلة الدكتورة درية شرف الدين وزيرة الإعلام: هل شاهدت هذه القناة؟ ولماذا تسمحين لها بالعمل أو انها خارج منظومة الإعلام المصري؟ وهل لي أن أطالب المسئولين جميعا كل في موقعه بان يوقفوا هذا العبث الإعلامي اليومي إنقاذا لشبابنا وشعبنا من الفوضي الإعلامية والخروج عن قيمنا وعاداتنا الثمينة الجميلة، فمصر العظيمة العريقة هي التي علمت العالم الأخلاق والحضارة والضمير وهو الحارس علي الأخلاق، وحرام -والله- حرام ان يصل إعلامنا إلي هذا المستنقع الرديء المظلم.