البلشي يرفض حبس الصحفيين في قضايا النشر: حماية التعبير لا تعني الإفلات من المحاسبة    القومي لحقوق الإنسان يكرم مسلسل ظلم المصطبة    متحدث الصحة: نضع خطة طوارئ متكاملة خلال إجازة العيد.. جاهزية كل المستشفيات    ديستربتيك: استثمرنا 65% من محفظتنا فى شركات ناشئة.. ونستعد لإطلاق صندوق جديد خلال عامين    مطالب برلمانية للحكومة بسرعة تقديم تعديل تشريعى على قانون مخالفات البناء    القاهرة الإخبارية: أوكرانيا أعلنت خضوع 213 بلدة في سومي لعملية إخلاء فوري    تطورات مفاوضات الأهلي لضم ثنائي سيراميكا كليوباترا.. الغندور يكشف التفاصيل    نهائي الأبطال| باريس يسجل الهدف الرابع في شباك إنتر    تطور مفاجئ بشأن مستقبل عبدالله السعيد في الزمالك.. سيف زاهر يكشف    ضبط سيدتين لتصويرهما فيديوهات خادشة وبثها بمواقع التواصل الاجتماعي    الحبس والغرامة للمتهمين باقتطاع فيديوهات للإعلامية ريهام سعيد وإعادة نشرها    «سيبتك» أولى مفاجآت ألبوم حسام حبيب لصيف 2025    مدير فرع هيئة الرعاية الصحية بالإسماعيلية يستقبل وفدا من الصحة العالمية    رئيس النحالين العرب: 3 جهات رقابية تشرف على إنتاج عسل النحل المصري    وزير الصحة: تجاوزنا أزمة نقص الدواء باحتياطي 3 أشهر.. وحجم التوسع بالمستشفيات مش موجود في العالم    بحثًا عن الزمن المفقود فى غزة    مصطفى كامل وأنوشكا ونادية مصطفى وتامر عبد المنعم فى عزاء والد رئيس الأوبرا    20 صورة.. مستشار الرئيس السيسي يتفقد دير مارمينا في الإسكندرية    موعد أذان مغرب السبت 4 من ذي الحجة 2025.. وبعض الآداب عشر ذي الحجة    بعد نجاح مسابقته السنويَّة للقرآن الكريم| الأزهر يطلق «مسابقة السنَّة النبويَّة»    ماذا على الحاج إذا فعل محظورًا من محظورات الإحرام؟.. الدكتور يسري جبر يجيب    الهمص يتهم الجيش الإسرائيلي باستهداف المستشفيات بشكل ممنهج في قطاع غزة    الإخوان في فرنسا.. كيف تُؤسِّس الجماعة حياةً يوميةً إسلاميةً؟.. خطة لصبغ حياة المسلم فى مجالات بعيدة عن الشق الدينى    المجلس القومي لحقوق الإنسان يكرم أبطال مسلسل ظلم المصطبة    "أوبك+": 8 أعضاء سيرفعون إنتاج النفط في يوليو ب411 ألف برميل يوميا    محافظ القليوبية يوجه بسرعة الانتهاء من رصف وتطوير محور مصرف الحصة    ب حملة توقيعات.. «الصحفيين»: 5 توصيات ل تعديل المادة 12 من «تنظيم الصحافة والإعلام» (تفاصيل)    الكاتدرائية تستعد لرسامة وتجليس أساقفة جدد بيد البابا تواضروس| صور    قواعد تنسيق العام الجديد.. اعرف تفاصيل اختبارات القدرات    ما حكم بيع جزء من الأضحية؟    استعدادًا لعيد الأضحى| تفتيش نقاط الذبيح ومحال الجزارة بالإسماعيلية    القاهرة الإخبارية: القوات الروسية تمكنت من تحقيق اختراقات في المواقع الدفاعية الأوكرانية    وزارة الزراعة تنفي ما تردد عن بيع المبنى القديم لمستثمر خليجي    محافظ أسيوط ووزير الموارد المائية والري يتفقدان قناطر أسيوط الجديدة ومحطتها الكهرومائية    تكشف خطورتها.. «الصحة العالمية» تدعو الحكومات إلى حظر جميع نكهات منتجات التبغ    وزير الخارجية يبحث مع عضو لجنة الخدمات العسكرية ب"الشيوخ الأمريكي" سبل دعم الشراكة الاستراتيجية    مصادرة 37 مكبر صوت من التكاتك المخالفة بحملة بشوارع السنبلاوين في الدقهلية    حظك اليوم السبت 31 مايو 2025 وتوقعات الأبراج    لماذا سيرتدي إنتر القميص الثالث في نهائي دوري أبطال أوروبا؟    تفاصيل ما حدث في أول أيام امتحانات الشهادة الإعدادية بالمنوفية    بدر عبد العاطى وزير الخارجية ل"صوت الأمة": مصر تعكف مصر على بذل جهود حثيثة بالشراكة مع قطر أمريكا لوقف الحرب في غزة    "حياة كريمة" تبدأ تنفيذ المسح الميداني في المناطق المتضررة بالإسكندرية    تجربته الأولى.. جون هيتينجا مدربا ل أياكس    ماركا: رودريجو أبلغ ريال مدريد برغبته في الاستمرار    وزير التربية والتعليم يبحث مع منظمة "يونيسف" وضع خطط لتدريب المعلمين على المناهج المطورة وطرق التدريس    استخراج حجر بطارية ألعاب من مريء طفل ابتلعه أثناء اللعب.. صور    أفضل الأدعية المستجابة عند العواصف والرعد والأمطار    ماذا قالت وكالة الطاقة الذرية في تقريرها عن أنشطة إيران؟    رئيس الإنجيلية يستهل جولته الرعوية بالمنيا بتنصيب القس ريموند سمعان    مصدر كردي: وفد من الإدارة الذاتية الكردية يتجه لدمشق لبحث تطبيق اتفاق وقّعته الإدارة الذاتية مع الحكومة السورية قبل نحو 3 أشهر    "نفرح بأولادك"..إلهام شاهين توجه رسالة ل أمينة خليل بعد حفل زفافها (صور)    قبل وقفة عرفة.. «اليوم السابع» يرصد تجهيزات مشعر عرفات "فيديو"    عمرو الدجوى يقدم بلاغا للنائب العام يتهم بنات عمته بالاستيلاء على أموال الأسرة    عيد الأضحى 2025.. محافظ الغربية يؤكد توافر السلع واستعداد المستشفيات لاستقبال العيد    سحب 700 رخصة لعدم تركيب الملصق الإلكتروني خلال 24 ساعة    لمكافحة التلاعب بأسعار الخبز.. ضبط 4 طن دقيق مدعم بالمحافظات    سويلم: الأهلي تسلم الدرع في الملعب وحسم اللقب انتهى    جراديشار: شاركت في مباراة بيراميدز ولم أكن أعرف أسماء لاعبي الأهلي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اللواء سيد غنيم رفيق سلاح السيسي رئيس عمليات جهاز الاستطلاع الأسبق ل » الاخبار«
أتمني بقاء المشير قائدا للجيش لا يعرف التمثيل وخطاباته نابعة من شخصيته الحقيقية بعض »الطيبين «و»الطبالين« أساءوا اليه اگثر من اعدائه!
نشر في أخبار اليوم يوم 09 - 02 - 2014

** هو أحد رفقاء سلاح المشير عبدالفتاح السيسي.. زامله وعمل تحت قيادته مرات عدة خلال ما يقرب من ثلاثين عاما هي فترة خدمته بالقوات المسلحة.. لايدعي انه الصديق المقرب من الجنرال الشاب ولكنه عرفه وعمل معه عن قرب مرّات عدة.. حديثه عنه لا يريد به نفاقا او رياء او مصلحة كما يؤكد.. تقاعد من الخدمة العسكرية بناءً علي رغبته وسافر بعيدا ليعمل خارج مصر.. قضي سنوات من حياته باحثاً في مجال الأمن والدفاع.. أهمها كانت في الكلية الملكية للعلوم بجامعة "كرانفيلد" البريطانية حيث كان مبعوثا عسكرياً الي انجلترا لدراسة إدارة الدفاع في نظام ديمقراطي وفي كلية القادة والأركان حيث كان قائداً ل "مركز المعلومات والدراسات".. وحصل علي درجة البكالوريوس في العلوم من جامعة بالوشستان بباكستان وفي العلوم العسكرية والعلوم السياسية من مصر وبريطانيا.. شغل وظيفة رئيس مكتب الاتصال والتمثيل العسكري المصري بالقيادة المركزية الأمريكية بولاية فلوريدا وعمل بوظائف دولية في مهام عمليات حفظ ودعم السلام التابعين للأمم المتحدة أهمها رئيس أركان بعثة دعم السلام التابعة للأمم المتحدة بنيبال كما عمل مراقباً دولياً علي المساعدات الإنسانية برواندا ورئيساً لفرع المعلومات بعملية الأمم المتحدة بالصحراء الغربية.. حصل علي ميدالية الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة من رئيس الجمهورية وميدالية 25 يناير وميداليات الأمم المتحدة خلال عمله في مهامها برواندا والمغرب.. هو اللواء اركان حرب سيد غنيم رئيس عمليات جهاز الاستطلاع الأسبق وأحد من شاركوا في وضع خطط التأمين وحماية المواطنين خلال ثورة 25 يناير وما تلاها من انتخابات برلمانيه ورئاسية.. جاء في زياره قصيرة لمصر حيث يعمل حالياً مستشاراً للسياسات والتخطيط الاستراتيجي بدولة الإمارات العربية.. غنيم تحدث ل "الاخبار" عن كثير من القضايا كمحلل عسكري وأمني علي المستوي الاستراتيجي شاهد وعاصر العديد من الأحداث المهمة التي مرت في تاريخ الوطن.
سألته : ما رأيك في ترشح السيسي للرئاسة ؟
- كأي مواطن صالح وضابط جيش متقاعد أحببت القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي المشير عبدالفتاح السيسي.. وكأحد الجنرالات السابقين بأجهزة إدارة المخابرات الحربية والاستطلاع أحببت وقدرت مدير إدارتي اللواء أركان حرب عبد الفتاح السيسي.. وكضابط سابق مررت بمختلف الرتب والمناصب العسكرية خدمت مرات عدة معه عن قرب أحببت وأحترمت هذا الرجل... ومن واقع حبي واحترامي له وتفهمي (الذي أزعم أنه جيداً) لشخصه وخلقه وعلمه وضميره أفضل بقاءه علي رأس خير أجناد الأرض.. لست ضد رغبة احد أو مع رغبة احد.. ولكن أري بلادي الآن تمر بمرحلة تحتاج فيها لمن يحمي أرضها وشعبها ومقدراتها أكثر ممن يدير شئونها..
لماذا تأخر برأيك في الاعلان بشكل رسمي ومؤكد عن موقفه من قرار الترشح لمنصب رئيس الجمهورية ؟
- السيسي الذي أعرفه لم يتأخر في شيء ولكن نحن المتعجلون.. تخيل لو أنه ينتوي بالفعل الترشح للرئاسة واعلنها أمس أو اليوم أو غداً ستجد فرحة وصياحا والعابا نارية وصخبا في الشوارع.. كما ستجد من يخرجون عليه ويتهمونه بانه اعلن ترشحه للرئاسة قبل ان يفتح باب الترشح أمام باقي المرشحين؟.. وسُيتهم بانه رجل يجري وراء عواطف شعبه و لا يتسم بالوعي أو العقلانية.
هناك حملات إعلاميه وإعلانيه عديدة خرجت تطالبه بالترشح للرئاسة وبعضها أعلنه رئيسا حتي قبل أن يترشح رسميا.. ما رأيك فيها ؟
- كثيرٌ من الطيبين و"الطبالين" علي السواء أساءوا اليه اكثر من اعدائه فتجدهم يهرولون سعياً وراء المشير متصورين انهم بذلك يدعمونه أو قاصدين نفاقه مما خلق حالة من الضيق والتبرم بين بعض من المواطنين خاصة الشباب الذين قاموا بثورتي يناير ويونيو وتزداد حسرتهم وهم يشاهدون هؤلاء الطيبين و"المطبلاتية" ومن بينهم صناع الفساد في الأنظمة السابقة.. و ليس كل من يريد السيسي رئيساً يريدون لمصر وله خيراً.
أولويات الرئيس
لايخفي علي احد أن مصر تعاني من أزمات كثيرة أهمها الأزمة الاقتصادية.. هل تعتقد ان السيسي لو جاء رئيسا سينجح في التعامل معها؟
- علماء الاقتصاد وخبراؤه قدموا لمصر نظريات إقتصادية كثيرة وأدلوا بافكار اقتصادية رائعة وكانت النتيجة دائما هي.. تعثر الاقتصاد المصري وتعرضه حاليا لازمة كبري.. واري انه ليس من الضروري أن يحكم مصر رجل اقتصاد ولكن وجب أن تكون من ضمن اهتماماته وسياساته بل وتكوينه حب السعي الدائم لإيجاد الموارد والعدل والأمانة في توزيعها.. المشير السيسي لم يكن يوماً خبيراً اقتصادياً أو حتي دارساً لعلم الاقتصاد بشكل حصري ولكنه كان قائداً.. خلال خدمته في المناصب القيادية بالقوات المسلحة.. كان دائماً مبتكراً وخلاقاً في إيجاد الموارد لوحدته وعادلاً في توزيعها علي أفرادها تحت قيادته.. أهم أولوياته خلال خدمته في المناصب القيادية كانت دائماً الفرد المقاتل واتذكر العقيد أركان حرب عبدالفتاح السيسي وهو كان يثير إعجابنا حيث كان يقوم بخلق السُبُل للإكتفاء الذاتي لوحدته رغم مواردها المحدودة.. لدرجة أنني وغيري عام 8991 كنا نصف كتيبة المشاة التي كان يتولي قيادتها بأنها (فندق 5 نجوم) وذلك من شدة اهتمامه بحالة أفرادها ومعيشتهم حتي يؤدي كل فرد مهمته بروح معنوية عالية.. وكذلك كان يفعل بقدر ما يستطيع خلال قيادته للواء مشاة وفرقة مشاة وأثناء قيادته للمنطقة الشمالية العسكرية.. أما الطفرة التي أصثها عندما كان مديراً للمخابرات الحربية والاستطلاع فحدث ولا حرج.. فقد كان عادلاً ويفاجئ مرءوسيه بما لا يتوقعونه أو اعتادوا عليه من قبل.. وهذا معني ما قلته بأنه كان مبتكراً وخلاقاً في إيجاد الموارد لوحدته وعادلاً في توزيعها علي أفرادها.. ومن لا يصدق عليه أن يسأل.. ورغم ذلك ما زلت عند رأيي في بقائه علي رأس خير جنود الأرض وإن وَجَب أن نعطي لكل ذي حقٍ حقَه .
هناك من يعتقد ان المشير يمتلك عصا موسي وسيحل جميع مشاكل المصريين ؟ فهل تري انه يمتلكها ؟
- لا أدري لماذا دائماً نُصِر علي تأليه شخصاً والمبالغة في مزاياه ونضع فيه كل الآمال والأحلام... رغم أنه فعلاً عظيم ولا يحتاج لمن يؤلهه؟!!.. ولماذا نُصِر علي شيطنة شخص والمبالغة في مساوئه وعيوبه ونلقي عليه حسرتنا وخيبة امالنا... رغم أنه فعلاً وضيع ولا يحتاج لمن يشيطنه ؟! وببساطة أننا في الحالة الأولي لا نريد أن نعمل ونبحث عمن يحقق لنا المعجزات.. وفي الحالة الثانية نريد أن نندب حظنا حالة فشلنا ونبحث عمن نحمله المسئولية، ويجب علينا التحكم في مشاعرنا والاعتدال في حكمنا علي الأمور وأن نركز جهودنا في معرفة وتنفيذ واجباتنا وتحديد دورنا تجاه الوطن وليس أن نركز في تأليه شخص وشيطنة آخر.. وعلي كل مواطن ان يتفهم دوره وواجبه جيداً ولا يتخيل أن الرئيس يحمل عصا سحرية يحقق بها احلام الشعب ومشاكله من أول تأخر اتوبيس المدرسة وحتي صنع القنبلة النووية.. وإلا سنجد أن أول قاتل لأحلام الشعب هو الشعب نفسه.
بعض الجهات الغربية تري انه اذا أُنتخِب السيسي رئيساً للجمهوريه فهو أمر يعني ان ما قامت به القوات المسلحة في 30 يونيو هو إنقلاب عسكري من اجل الطمع في السلطة؟
- اذا كان تعيين الفريق السيسي بناءً علي رغبة الشعب.. فيجب علي الجميع احترام رغبة الشعب.. أما بالنسبة لفكرة الانقلاب طمعاً في السلطة والاستيلاء علي مقدرات الوطن اتذكر موقفا حدث في رمضان عام 1990 حينها وجهت للسيسي سؤالاً وكان برتبة رائد وقلت له "أفندم.. هل تختلف الشهادة في سبيل الله عن الشهادة في سبيل الوطن؟" فرد قائلاً "لن نزايد علي علماء الدين فالشهادة درجات ولها صور عدة وأفضلها ما كانت بسعيك وأخلصها ما كانت في سبيل الله فكيف تكون في سبيل الوطن وتتعارض مع كونها في سبيل الله الذي أمرنا أن نفدي وطننا بأرواحنا؟!! أما لو كان الموت من أجل الاستيلاء علي وطنك دون باقي شعبك.. أبقي خللي الوطن ينفعك يوم القيامة".
لا يعرف التمثيل
خطابات السيسي واسلوبه في التحدث الي الجماهير البعض يصفه بانه عاطفي وراح اخرون يتهمونه في خطاباته ب "التمثيل" وان هذه ليست شخصيته الحقيقية.. ما مدي صحة ذلك من معرفتك القريبة له؟
اتذكر خلال عامي 2002 - 2003 عندما كنت برتبة مقدم أركان حرب وأعمل رئيساً لاستطلاع فرقة مشاة بالإسماعيلية وكان المشير السيسي وقتها برتبة عقيد ثم عميد أركان حرب ويعمل قائداً للواء مشاة بنفس الفرقة فكان يتحدث إلي ضباطه وجنوده وحتي زملائه بنفس الأسلوب لدرجة أن بعض الذين لا يعرفونه جيداً اعتقدوا بالفعل أنه عاطفي جداً وقد يكون مبالغاً في مشاعره ولا يأتي كلامه من شخصيته الحقيقية.. ومنهم زميلي وصديقي المقدم أركان حرب خالد البططي الذي كان يشغل وظيفة رئيس إشارة الفرقة آنذاك.. وكنت أبتسم عندما اسمع ذلك منهم وأحياناً أوضح لهم طبيعة شخصيته.. ومنذ أيام فاجأني اللواء خالد البططي قائلاً "فاكر يا سيد لما كنا في الإسماعيلية وكنت باستغرب من أسلوب كلامه وباعتبره كغيري عاطفي بزيادة وانت كنت بتوضحلنا إن ده طبعه؟ أهو أنا دلوقت اللي بأقوم بما كنت تفعله وباشرح للناس أد أيه هو بيحب ضباطه وجنوده ويحترم زملاءه وبيتعمد ألا يكون فظاً غليظ القلب معهم".
وبالعكس تماماً.. السيسي شخصية غير منفرة بالمرة.. هذا طبعه أثناء تحدثه مع الجميع سواء في مؤتمر أو لقاء رسمي أو حتي في أي حديث ودي.. فهو يحب زملاءه وضباطه وجنوده ولا يحب أن يكون فظاً حتي مع من يوجه اليه الاساءه.
ما اهم المواقف التي التصقت بذاكرتك حول هذا الرجل طوال خدمتك معه ؟
- اذكر أنه في نهاية أي لقاء عندما كان يسأله احد الذين خدموا معه "تأمر بأي حاجة يا فندم؟ فكانت إجاباته المعتادة "ما تبخلش علينا بالدعاء" أو "دعواتك لنا" وكان يدعو كثيرا لأي منا "ربنا يجبُرَك" أو "ربنا يراضيك".. وترحيبه الأكثر قولاً "منور الدنيا" .
وجدته يتقاضي أجرة إلزامية من كل ضابط أو جندي يوصله في طريقه بسيارته الميري "الجيب" وهي "سمعنا سبحان الله والحمدلله والله أكبر ولا إله إلا الله عشر مرات لكل واحدة.. وكان مضمونا ان تجده بمكانين، الأول في مقر عمله والثاني هو المسجد.. كان إذا اتصل بك أو إذا رد علي اتصالك من منزله أو مكتبه تجد صوت تلاوة القرآن الكريم لا يفارقه.
وفي اللقاءات العامة ووجبات الطعام يتعمد الجلوس بين عامة الجنود والصف ضباط المتطوعين وطلبة الكليات العسكرية والضباط وليس مع أقدم رتب فيهم أو مع قادتهم كما هو معتاد.
أنا لا أقصد بمقارنتي هذه إلا توضيح سمات شخصية لرجل عرفته كما عرفه غيري لسنوات طوال سواء خدم معه عن قرب أو سمع عنه.. ولم يغير من طباعه أو مبادئه حتي توليه قيادة القوات المسلحة بل أري أنه ازداد رقياً وجودة ونقاء.. هذا هو عبدالفتاح السيسي الذي يخرج الاخوان ليرددوا عنه انه القاتل الخائن المنافق الكذاب الخ.. واتساءل هل كان السيسي يخطط للاستيلاء علي سلطة او يمهد للقتل والخيانة والنفاق طوال سنوات خدمته بالقوات المسلحة.. الاجابة لكل من يعرفه عن قرب بالقطع هي النفي .
اذا ترشح المشير للرئاسة من تعتقد انه سيتولي وزارة الدفاع ومنصب رئيس الاركان ؟
- للقوات المسلحة المصرية قوانين ولوائح وأسس ومعايير وضوابط في تعيين الوظائف القيادية والإشرافية بشكل عام والوظائف القيادية والإشرافية العليا بشكل خاص.. وهي أدري بمهامها .
ما رؤيتك لرئيس مصر القادم ؟
- رئيس مصر القادم سيكون "شكل رماية".. وهو مصطلح يعرفه العسكريون جيداً.. بمعني انه سيكون هدفا صريحا لكل المقذوفات بداية من اصغرها واحقرها ونهاية باضخمها وأقواها تأثيراً.. ومن ثم يجب ألا نضحي بطوق النجاة الوحيد، فمصر في حاجة إلي مساندتنا جميعا بمعاونة المشير السيسي في الحرب علي الارهاب لحماية مقدرات الدولة وتماسكها، لأننا بالفعل في حالة حرب لصنع الدولة ويجب ألا ننسي ما تلوح به إسرائيل من آن لآخر.. أما المشير فشعبيته وحب الناس له كافيان لدعمه في أي شئ آخر فيما بعد .
ما رأيك فيما يتردد حول نية الفريقين سامي عنان واحمد شفيق بالترشح لرئاسة الجمهورية؟
- الفريق شفيق يحسب موقفه جيداً، وقد قضي عاماً ونصف العام يراقب المشهد السياسي عن كثب من الخارج وهو يعلم تماماً صعوبة الظروف الحالية وعدم الاستقرار السياسي بالبلاد.. أراه قد حسم موقفه مبكراً بإعلانه عدم الترشح أمام السيسي لشعبيته.. ولكن لا تتعجب عندما أقول انه لو لم يكن السيسي موجوداً فإن شفيق كان سيفكر أكثر من مرة قبل ترشيح نفسه... فهو يدرك جيداً ما الذي سيتعرض له الرئيس القادم للبلاد.. وهذا ليس جبنا منه ولكنه قد يكون فطنة وتحسبا .
أما عن الفريق عنان فإن إظهاره نية ترشحه للرئاسة مبكراً في هذه الظروف يعد أمراً غريباً تعجب له شعب مصر والعسكريون علي السواء والذي قد يشير بما تردد نحو اعتباره مرشح الإخوان الذي دفعت به الولايات المتحدة كورقة أخيرة .ففكرت أمريكا في إعادة سيرتها الأولي في فبراير 2011 حينما كما تردد وقتها بقوة أنها حاولت إقناع المشير طنطاوي بالدفع بسامي عنان لرئاسة البلاد وإنقاذ الموقف ولكن طنطاوي كان متحسباً لما تكنه أمريكا في ذلك ورفض .
الحزم والصرامة
كيف تري تخطيط الإخوان دولياً لإدارة أزمة إسقاطهم ؟
- أري أنهم بنوا تخطيطهم دولياً ليكون من خلال خمسة عناصر أساسية وهي إطالة الأزمة.. ومحاولة اغتيال السيسي كرمز وطني.. والعمل علي تدخل منظمة حماس سياسياً وعسكرياً.. وعزل سيناء والسيطرة عليها.. وإجهاد البورصة المصرية كمؤشر لاقتصادها.
وضح الآن سبب حزم وصرامة السيسي في الموقف المصري من الإخوان... كما وضح الآن أن فلول الإخوان يعلمون انكشاف مخططهم.. ولهذا يصرون علي استمرار حشد معتصميهم وشحنهم معنوياً لتجهيزهم للموت مُضحين بهم جميعاً في سبيل إنقاذ ما تبقي لهم.
كنت رئيسا لعمليات جهاز الاستطلاع خلال ثورة 25 يناير.. كيف تعاملتم مع الموقف الامني خلال تلك الفترة ؟
- في يوليو 2010 وفور حصولي علي درجة زمالة كلية الحرب العليا من أكاديمية ناصر العليا عُينت رئيساً لعمليات جهاز الاستطلاع بإدارة المخابرات الحربية والاستطلاع وكان تركيزنا علي التطوير بجميع مشتملاته .وعند اندلاع ثورة 25 يناير كانت قوات الحرس الجمهوري المكلفة بتأمين رئاسة الجمهورية هي أول قوة تم دفعها لتأمين الأهداف الحيوية والمواطنين في ميدان التحرير .. قبل نهاية اليوم كانت عناصر جهاز الاستطلاع المشاركة في خطة تأمين الشرعية الدستورية في الشوارع والتي هي مفروض أن تكون بالتعاون مع الشرطة المدنية.. وبمجرد حدوث موقعة الجمل يوم الأربعاء 2 فبراير تم دفع جميع العناصر لتأمين وحماية المواطنين في الشوارع في مناطق مدينة نصر وألماظة والقاهرة الجديدة وقطاعات الأمن المركزي بالهايكستب .
وكنت مسئولاً عن التخطيط لتنظيم واستخدام عناصر الاستطلاع لتأمين وحماية المواطنين والأهداف الحيوية بنطاقات المسئولية.. والمشاركة في التخطيط والتنسيق لاستخدام العناصر المكلفة بتأمين الأهداف الحيوية وحماية المواطنين بالمنطقة المركزية العسكرية بالتعاون مع عناصر الجهات الأخري .
ما أصعب ما واجهكم خلال تلك الفترة؟
لا تتخيل حجم المصاعب التي قابلتنا اثناء تنفيذ المهام خاصة مع بداية الأحداث وأهمها قيامنا بدورنا وبدور الشرطة المدنية أثناء تنفيذ خطط حماية الشرعية الدستورية بمراحلها كما قمنا بدفع الكمائن الثابتة ودوريات البحث عن البؤر الإجرامية..
ومن أصعب ما قابلنا أيضا أننا عندما كنا نقوم بالقبض علي بلطجية أو لصوص لا تتخيل فرحة الأهالي بالقبض علي هؤلاء المجرمين حيث تزداد ثقتهم فينا ويشعرون بالأمان.. وكنا نسلمهم للنيابة العسكرية تبدأ الهتافات في الشوارع بعدم قانونية محاكمة المقبوض عليهم عسكرياً فيتم تحويلهم للنيابة العامة فيقوم أهالي المجرمين بمحاصرة النيابة العامة وتهديدهم.. فيُطلق سراح المجرمين علي الفور ليعودوا مرة أخري الي حيث كانوا فيعود الذُعر لنفوس المواطنين ليفقدوا ثقتهم في القوات المسلحة لنقبض علي المجرمين مرة أخري ونسلمهم للنيابة العامة لتفرج عنهم مرة أخري وهكذا. ظلم الجيش كثيرا بعد نزوله الي الشارع
من خلال دراساتك الأمنية داخل مصر وبالخارج كيف تري تعامل الولايات المتحدة واوروبا مع الوضع في مصر والشرق الاوسط؟
في أوائل التسعينات ومنذ أول ظهور لمصطلح "النظام العالمي الجديد" والذي يطلق عليه باللغة الإنجليزية "New World Order" كنت مندهشاً لموقف الولايات المتحدة وأوروبا السياسي والعسكري خلال الصراع الطائفي والعرقي في منطقة البلقان.. فكان مناهضاً لصربيا ومسانداً للبوسنة والهرسك من خلال عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة والتدخل العسكري لقوات التحالف وأفلام هوليوود باهظة التكاليف الداعمة لهذا الموقف بالتأثير علي الرأي العام العالمي لصالحه.. وكأي إنسان عادي تفهمت موقفهم علي أنه دعماً لأهالي البوسنة المظلومين امام المذابح الصربية التي كانت واقعا مريرا أمامنا .
ولكني اليوم وبعد ما يقرب من ربع قرن ومن خلال تسلسل الأحداث تكشف أمامي المخطط الأمريكي الأوروبي في منطقة الشرق الأوسط وبؤر الصراع العقائدي والعرقي في العالم عندما علمنا أن رئيس البوسنة والهرسك حديثاً وكذلك رئيس الوزراء التركي وقيادات منظمة حماس وغيرهم يرفعون أيديهم بعلامة "رابعة".. فوضحت لي الصورة تماماً وتأكدت كيف كنا وما زلنا وسوف نبقي أدوات في أيدي الغرب يحققون بنا مصالحهم ويسلحوننا لكي نقتل بها بعضنا البعض.. في الوقت الذي نجد فيه أن الشئ الوحيد الذي تفعله تلك الأيادي وبإرادة أصحابها هو فرد الأصابع ملوحين بعلامة "رابعة".
نظرية المؤامرة
هل انت مع نظريات المؤامرة ؟
- كرجل عسكري مستقيم ومنضبط لم أضع يوماً فكرة "المؤامرة" في حساباتي، ولكن بعد إطلاعي دولياً أكتشفت أنني علي خطأ تام، فهناك دول لديها مؤسسات متخصصة في تخطيط المؤامرات لإسقاط دول وحكومات بعينها وبما يحقق أهدافها.. ألا ترانا واقعين في براثن مؤامرة كبري نحن أدواتها وعقيدتنا سلاحها.. أكيد مر عليك المشروع الأمريكي الشيطاني "الشرق الأوسط الكبير" والذي شمل (19) دولة، وامتد من إيران شرقاً إلي المملكة المغربية وموريتانيا غرباً متضمناً تركيا شمالاً والسودان والصومال وحتي جيبوتي جنوباً، والذي خُطط له منذ عام 2002 وحتي عام 2004، والذي استهدف علي المدي القريب تحقيق الهيمنة الأمريكية الإسرائيلية علي تلك المنطقة فتصبح إسرائيل الوكيل الوحيد لأمريكا في المنطقة وجعل تركيا عموداً فقرياً تقوم بدور محوري يحقق أهدافها، مما يعطي أمريكا الفرصة للسيطرة علي المنطقة بثرواتها وأسواقها وشعوبها.
كيف سيتعامل الغرب معنا بعد افشال مخطط الشرق الاوسط الكبير وهل سيسمح بنجاح تجربة السيسي اذا ما فاز في انتخابات الرئاسة خاصة انه افسد عليهم مخططهم الشرق الاوسط الكبير من خلال الاسلام السياسي وجماعة الاخوان؟
- سقوط حكم الإخوان كان صفعة قوية علي وجه أمريكا بيد القوات المسلحة المصرية بقيادة السيسي.. ولم يهدأ لأمريكا بالاً فقد أشعرتها الصفعة مرارة الإهانة التي لم تتذوقها من قبل فقامت بالضغط علي القوات المسلحة المصرية بكل الطرق داعمة لفلول الإخوان وذلك بخروج الإخوان عشرات المرات بالمئات واحياناً بالآلاف مطالبين بعودة مرسي مع تغيير خطابهم وهتافاتهم ولم يعد المعزول وبقي في محبسه منتظراً الفرج.. ثم لجأ الإخوان للعنف كما استنجدوا بحلفائهم من فصائل فلسطينية وسورية ليضرموا نار الإرهاب في سيناء بتنفيذ عمليات إرهابية وما زالت مستمرة ضد القوات المكلفة بتأمين البلاد وأسقطوا شهداء مع محاولة إحداث انشقاقات بين صفوفها ولم يسفر ذلك عن شئ سوي زيادة صلابة وتماسك قوات الجيش والشرطة وإصرارهم علي سحق الإرهاب تماماً.. وتزامن مع ذلك قيام الإخوان بتنظيم اعتصامات ميداني "رابعة" و"النهضة" والذي بدا نهاية المطاف وعودة حلم الإخوان ومؤيديهم ولكن حلمهم تحول لكابوس وانتهي في ساعات الفض وكأنه لم يكن.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.