مصر هذا البلد العريق وأعجوبة الدنيا والزمان، طمع فيها كل الغزاة، مصر هي بوتقة تنصهر فيها الثقافات وهي دُرة الدنيا بشعبها العظيم، منذ فجر الانسانية، ومازالت تُعجب الناس من ارجاء العالم حتي الآن. »مصر« التي يظلمها الان نفر من ابنائها الفاسدين المارقين، الغرباء والعاقين لها، لقد مدت مصر يدها الي الانسانية بشعلة المعرفة ومصباح العلم حين كانت البشرية تحبو في طفولتها. مصر التي ابهرت العالم في ثورتها 03/6 عندما خرج الشعب ليلبي النداء، نزل الي الميادين في هذا اليوم الذي تزينت فيه مصر بشعبها كاللؤلؤ بقلب العاصمة في اروع مشهد لاروع ثورة في العالم، كانت مصر تلبس ثوبا جديدا مطرزا بأبنائها، وكأن المصريين اطلعوا علي الغيب، باحساسهم بقرب خطر ما..! لذلك كان خروجهم وكأنهم يخبرون وينذرون بالامور المستقبلية، وكأنهم استرقوا السمع، ولم يتبعهم شهاب ثاقب، لانها ارادة الله لهذا الشعب ومن سمة المصريين منذ اقدم العصور حيث تنبأوا بطوفان نوح عليه السلام، فهذا دليل علي تدينه وصلته بالله عز وجل وتكريمه لهذا البلد بذكره في كل الكتب المقدسة، ان نفسية هذا الشعب اصدق مما توصلت اليه بعض الدراسات النفسية والاجتماعية، فمازالت تحركه القيم والمُثل العليا في اطار من النظام الاخلاقي الذي حكم حركته في الزمان والمكان، فهم عبروا بمشاعرهم بشكل تلقائي يغلب فيه حب الوطن وليس الحقد والغل والكراهية. لقد تم استكمال ثوب مصر الجميل بدستورها الجديد المرصع بالجواهر والماس والعدالة الاجتماعية والحرية والكرامة، شكرا لكل من شارك بالجهد وسهر الليالي بكتابة دستورنا الجديد، الذي يصون حرياتنا ويفتح امامنا طريق المستقبل ويحمي الوطن من كل ما يهدده او يهدد وحدتنا الوطنية، ويحقق لنا المساواة بين الحقوق والواجبات دون اي تمييز، بهذا الدستور يبدأ بإذن الله بناء الدولة الديمقراطية الحديثة »وتسلم الايادي« »نعم« بكل لغات العالم للدستور، اما عن الذين يحاولون اخافة الشعب المصري، فهم اغبياء لم يعرفوا الشعب المصري، انه يظهر في وقت الشدائد قويا متماسكا ومتغولا في العراقة، ولقد ظهر معدنه في حادث الدقهلية بكل قوة واقتدار واحترام للمسئولية، تحية للشعب العظيم.