كل يوم تقريبا.. في برامج التوك شو علي الفضائيات نستمع إلي قول: "معنا مداخلة من الناشط السياسي المعروف فلان الفلاني".. فهل هذه مهنة تمتهن أم وصف لوظيفة في القطاع العام أو الخاص غير مكتشفة بعد؟.. أم هي شهادة دراسية تمنحها الجامعات.. ولا هي خدمة تطوعية؟.. إنها خدمة جبرية قسرية فرضتها علينا الثورات التي خضناها علي مدي سنوات ثلاث.. الفاروق عمر بن الخطاب الذي فرق بين الحق والباطل قال: إني لأري الرجل فيعجبني.. فأسأل عن حرفته.. فإن قالوا ليس له حرفة سقط من عيني.. فلو عرض هؤلاء النشطاء علي سيدنا عمر وسألهم نفس السؤال يا تري كم واحدا منهم سيحالفه الحظ بالنجاح؟.. هذا الكم الهائل منهم.. نشطاء سياسيون.. اقتصاديون.. اجتماعيون.. أين كانوا قبل الربيع وكيف ظهروا بعد طول اختباء؟!.. هؤلاء النشطاء تحوّلوا من فرادي إلي جماعات.. ثم إلي ائتلافات.. لهم متحدث رسمي وناطق إعلامي.. ناشط بحقوق الإنسان.. ناشط ديمقراطي.. ناشط في الحريات العامة.. وكل شيء يمكن اخضاعه إلي السياسة.. وليس بعيدا أن يطالبوا البرلمان بإقرار مشاريع في مختلف هذه المجالات وإقامة نقابة دفاعا عن حقوقهم المسلوبة.. لتفرض من بعد ذلك آراءهم علي العباد ولو بالعصا.. بضاعتهم كلام مرسل.. وأحاديثهم سرد القصص.. ووسائلهم الإتهامات وأهدافهم التشويش.. وواقع الأمر أن هؤلاء لا مهنة لهم.. فمن أين يأتيهم المال الوفير الذي يهطل عليهم كالمطر؟!.. بصراحة أرتاب كثيرا في كل من يصف نفسه ب "ناشط سياسي"..!