د. محمود عطىة ما السر وراء قدرة الإنسان علي احتمال الحياة بكل ما فيها من مآس لا تنتهي ومشقات لا تحتمل في كثير من الأحيان.. حتي انك تجد من تملكتهم سكرات الموت وفقدوا الأمل في النجاة متشبثين بالحياة حاولت كثيرا تفهم قدرة البشر الجهنمية التي تدفعهم للاستمرار في الحياة بل والسعادة بها.. لم أجد غير الأمل هبة السماء لنا.. هدية الله لنا لاحتمال الحياة. والأسطورة اليونانية القديمة تؤكد لنا ذلك.. فتروي ان "زيوس"رب الأرباب غضب علي"بروميثيوس"لأنه سرق النار وأعطاها للبشر.. فأعد رب الأرباب صندوقا من الذهب به اللآليء والجواهر ثم بعث "باندورا" المرأة فائقة الجمال بالصندوق لتعطيه لبروميثيوس" .. وحين فتح "بروميثيوس" الصندوق خرجت منه الشرور والأوبئة والأمراض التي لم يعرفها البشر من قبل.. فقام سريعا بإغلاق الصندوق حتي يجنب البشر بقية الشرور.. ثم عاد بعد فترة إلي "باندورا" فوجدها قد ذبلت وضاع جمالها وتسرب اليأس إليها وراحت تفكر في الانتحار لأنها لم تعد تحتمل الحياة بشرورها.. أدرك "بروميثيوس" بطريقة ما بعد ذلك انه عندما أغلق الصندوق كان بداخله "الأمل" .. فعاد سريعا وفتح الصندوق علي مصراعيه .. فانطلق الأمل يغرد بين البشر.. وعادت "باندورا" الجميلة ورجعت ابتسامتها وقدرتها علي تحمل الحياة..! رغم بساطة الأسطورة اليونانية القديمة.. إلا انها تؤكد أن الأمل هو هدية السماء للعباد وسط كل تلك الشرور والأمراض.. ولا شك ان الحياة تبدو بلا أمل مستحيلة وكئيبة.. قل لي كيف نستطيع تحمل كل تلك الحياة بغير الأمل؟!. القدرة علي مواجهة شدائد الحياة لا يبررها غير الأمل في غد أفضل في يوم ننعم فيه بالسعادة.. الأمل هو المبرر المنطقي الوحيد الذي يدفعنا للعيش ورفض الانتحار ويعطينا القدرة علي احتمال الحياة..!