إنها رسالة لنا جميعا!!! العقل يبكي قبل العين من اجلهم... العقل يبكي بعد ان قتله الفكر من اجل مقتل الامن في عقر داره... اين الامن اذن؟.. أليس هناك من كلاب بوليسية.. الحد الادني من كشف السيارات المفخخة؟ اين الدفاع المستميت من اجل رجال الامن الكادحين حراسة من اجلنا؟ هل الطعن من الداخل؟ لاول مرة أعجب بالذكاء في الارهابيين انها رسالة منهم لنا بانهم وصلوا للامن فلا امن ولا مانع اطلاقا امام الارهاب من ان يصل الي اعلي مكان في الدولة انها رسالة شديدة الوضوح ولا تفسير لها الا ان الارهاب انتصر علي الامن في عقر داره.. انها رسالة تقول لنا لا تناموا ولا امن لكم ولا امان.. انها كارثة بكل المقاييس ولا تسهون عنها وتأملوها جيدا لقد نجح الارهاب في تسويق نفسه جيدا ونجحت مديرية أمن المنصورة في تعرية نفسها امنيا بهذه الكارثة والتي نجحت فيها ايضا ان تقول لنا جميعا وليس لاهل المنصورة انكم عراة امام الارهاب وانكم اسقط في يدكم او خضعتم لطعنة من الداخل وهذه وحدها تعرية للامن... يا ألف خسارة علي الشباب الذين ضاعوا ويا لحزن الامهات الثكالي والزوجات الارامل والاولاد اليتامي!!! وكم من يتامي وثكالي وارامل من الارهاب لقد اصبح عددهم يفوق أرامل حرب فلسطين وحرب اكتوبر وحرب 76..! احسبوها تجدون ان لدينا كل يوم شهداء بالكوم وارامل ويتامي... انها حرب انتصر فيها الارهاب بلا جدال بعد تعرية الامن في مقتل رجال امن المنصورة!! لم يعد هناك نزهة جميلة في »شجرة الدر« او علي البحر الصغير او فوق كوبري طلخا اصبحت مثلا اعلي لانتصار الارهاب!! طلبتني سيدة فاضلة من المنصورة- شفتي يا ماما نعم!!- الارهاب وصل للامن!! الارهاب نزع الغطاء من علينا.. اصبحنا بلا غطاء وكيف لا وقد وصلوا الي مديرية الأمن؟ ان الحادث الارهابي الذي أودي بحياة 51 شهيدا من أبر ابنائنا ليس الا درسا للدولة التي لم تستطع ان تحمي نفسها فعلينا ان نحني انفسنا وفكروا معي في طريقة!! فكروا معي كيف نحني انفسنا؟ بعد ان عجز الامن ان يحمي نفسه! أستعد للسفر الي الاقصر ان شاء الله.. والاقصر بالنسبة لي العودة الي الجذور.. وجذورنا بالنسبة لنا هي الشعور بالعجز تماما والشعور بالفخر بما لم نشيده فقط كما »تتعايق القرعة بشعر بنت اختها« ولكننا هنا نفخر بالمرأة المصرية بما فعلته حتشبسوت مرورا بكليوباترا وصولا الي هدي شعراوي.. أستعد للسفر الي البلد الذي احببته من اول نظرة منذ عام 75 وكلما زرته شاهدت الجديد من القديم والذي يجعلني أشعر بانه في الامكان ان نثبت اننا احفاد هؤلاء البنائين العظام والاقصر هي القبلة الدائمة علي جبين مصر ليس بتاريخها فقط ولكن بحاضرها ايضا.. اهلها العظام وكل من جلسوا علي مقعد الحكم فيها بداية من اهلها مرورا بالعظيم محافظها السابق الدكتور سمير فرج وصولا الي محافظها الحالي اللواء طارق سعد الدين فكل منهم جعل منها تاجا علي هامة مصر ليس بتاريخها فقط ولكن بحاضرها الثقافي بمركزها الثقافي الذي يعمل بطاقة وزارة ثقافة والذي يلتقط المثقفين العابرين ليقدموا الندوات والحوارات مع جمهور الاقصر الشديد الوعي والذي ترجع اهميته الي مد جسور الثقافة بين القديم والحديث للنخبة والعامة من اهل المدينة. والاقصر بالنسبة لي مركز احيائي لامومتي علي مر السنين فكلما سافرت قابلت ابناً من ابناء أخبار الاطفال الذين نشرت صورهم عندي وهم صغار وكبروا واولادي الاعزاء الذين يفرحون بي وافرح بهم أمين عبدالخالق ومحمد عباس واللذين هما من اهل الاقصر الذين تمتد جسورهم الي الأجداد في علو الهمة والخلق العظم.. واهل الاقصر أحس فيهم عبق التاريخ بحبهم للفنون وحبهم للآثار ليس حب الابن لجده ولكنه حب يشوبه الاعتزاز والاحساس بالانتماء. رعي الله الاقصر وظلت لنا سقفا تاريخيا عظيما.