السهرات الدرامية التي يستغرق عرضها ساعتين فقط لا غير كانت من أهم المعالم التي كان يحرص عليها التليفزيون ويدرجها علي خريطة برامجه الأسبوعية.. لكن فجأة توقف إنتاج هذه السهرات بقرار من القطاع الاقتصادي بحجة أن هناك صعوبة في تسويقها للمحطات الخارجية.. والآن وفي ظل حالة الركود الاقتصادي الذي أصاب الدراما في مقتل، أصبحت الحاجة ملحة لعودة هذه السهرات من جديد باعتبارها النافذة التي تطل منها المواهب الجديدة.. تري ماذا يقول مسئولو القطاعات الإنتاجية وأهل الفن؟! يقول ممدوح يوسف رئيس قطاع الإنتاج بمدينة الإنتاج الإعلامي: إن السهرات الدرامية كانت ضمن خريطتنا الإنتاجية وكنا نوليها الكثير من الاهتمام إلي أن صدر قرار من القطاع الاقتصادي بالتوقف عن إنتاجها، لكننا علي أتم استعداد أن نستأنف العمل بها مرة أخري إذا ما طلب التليفزيون المصري، وذلك نظراً لأن تسويق السهرات علي المحطات الأخري شديد الصعوبة حيث تهتم هذه المحطات بعرض الأعمال الكبيرة إلي جانب التركية، وفي حالة اهتمام هذه القنوات بعرض سهرات درامية سنقوم بإنتاجها ذاتياً. ويقول المخرج محمد فاضل: إن مشكلة السهرات الدرامية تجارية في الأساس، لأن التليفزيون المصري توقف عن إنتاجها منذ فترة، ولأسباب واضحة كانت تتعلق بالسمعة السيئة للسهرات الدرامية اكتسبتها من خلال النصوص غير الجيدة وأيضاً فريق العمل الذي يسعي »للسبوبة« وليس للفن، لأنه من غير الطبيعي أن يتم إنتاج سهرة درامية بنجوم كبار تتكلف عدة ملايين من الجنيهات ويتم عرضها وتسويقها لعدة قنوات فضائية بمبالغ ضئيلة، لذلك لجأ التليفزيون إلي ممثلين غير أكفاء ومخرجين ونصوص غير جيدة، أما المنتج الخاص فلن يجازف بإنتاج هذه السهرات ويسعي إلي إنتاج عمل طويل أو فيلم سينمائي، ولذلك توقفت السهرات، وأنا من جانبي أطالب بأن يعاد إنتاج هذه السهرات لما لها من فوائد عديدة منها اكتشاف مواهب جديدة وتقديم أفكار مبتكرة، علي أن تراعي عدة شروط منها أن يكون السيناريو علي قدر المسئولية وأن يتم اختيار مخرج جيد يستطيع اختيار ممثلين أكفاء. ويقول المؤلف محمد السيد عيد: إن السهرات الدرامية استحوذت لفترات طويلة علي حيز كبير من إرسال التليفزيون وكانت تتساوي مع الفيلم التليفزيوني في قيمتها، إلي أن توقفت السهرات لأسباب لا يعلمها إلا مسئولي الإنتاج باتحاد الإذاعة والتليفزيون، واعتقد أن عودتها الآن يمثل إضافة للمجال الدرامي، وهذا لما لها من فوائد كبيرة.. تتطابق مع العصر الجديد، لأن عدد كبير من المشاهدين لا يحتمل أو يسمح وقته بمتابعة مسلسل كامل ويستعيض عن ذلك بمتابعة السهرات الدرامية بالإضافة إلي أنها سوف تعيد اكتشاف جيل جديد من المخرجين والمؤلفين والممثلين.