بعد مفاوضات طويلة وطويلة جدا بين منظمة الطاقة الدولية واللجان التي شكلها مجلس الامن واخرها لجنة 5+1 من جهة وايران من جهة اخري انتهت باتفاق نجحت فيه بشأن مفاعلتها النووية وحصلت ايران فيه علي موافقة دولية بحقها في تخصيب لليويورانيوم بنسبة لاتتجاوز 20٪ وهذا بحد ذاته يعتبر نجاحا باهرا وسواء توقفت عن التوسع في نصب (اجهزة الطرد) ام تحدد بالاعداد القائمة او وضعت انشطتها النووية تحت المراقبة ام لم توضع فان ايران اكتسبت خبرة علمية ستتراكم لاحقا لتكون في النهاية قادرة علي انتاج (سلاح نووي). ومن جهة اخري سترفع عنها عقوبات فرضها مجلس الامن او دول اوربية عليها او فرضتها واشنطن لوحدها وسيمكنها الاتفاق من استعادة اموالها المحجوزه في بنوك الولاياتالمتحدة والتي تبلغ اكثر من (7 مليار) دولار وبالتالي ستعود الي الحضيرة الدولية ولتكون هذه الاتفاقيه بمثابة حسن سلوك لها وبالتاكيد ان ضمانات اكيده قد قدمت علي مائدة المفاوضات او تحتها (لاسرائيل) لتطمنها من نشاط ايران النووي وضرب القلق الخليجي والسعودي خاصة عرض الحائط ولم يراعي التشدد الفرنسي وماكان كل ذلك من اجل سواد اعين الخليجيين وانما بعد رضي (اسرائيل) علي اتفاق يزيل قلقها ولعل تصريحات (نتنياهو) في زيارته الاخيرة الي موسكو بانه لا يمانع من حل سلمي لازمة المفاعلات النووية في ايران شاهد علي ذلك وتزكية بالموافقة. العجيب في الامر ان مسيرة السنوات السابقة كانت حافلة بتصريحات وعنتريات امريكية واسرائيلية لاستخدام جميع الوسائل بما فيها الخيار العسكري وعرضت واشنطن قوتها في الخليج البحرية والجوية كما تفعل في افلامها الامريكية المبالغ فيها وتبين انها مجرد مسرحية لا واقع لها علي الارض لتنفيذ . اما لماذا جاء الاتفاق الان ولم يأت من قبل هل ان ايران غيرت في موقفها و ان تصريحات ومبالغات احمدي نجاد الذي وصل به الهوس ان يقول في اخر اجتماع حضره في الجمعية العامة للامم المتحدة: ((ان العالم عليه ان يعرف ان هنالك فقط قوتان هي قوة ايرانوالولاياتالمتحدةالامريكية)) . يبدو ان الموقف الايراني انما كان هو مجرد استعراض زادته المبالغات عن حقيقته اكثر من ما مطلوب لكي تصدق ايران نفسها وبعض الواهمين سواء داخليا او خارجيا ان ايران اصبحت فعلا قوة ندا للولايات المتحدةالامريكية. اما العرب ففي منظور امريكا: فيجب ان تزال انظمتهم عندما يحلمون بسلاح نووي وان تدمر اسلحتهم الكيمياوية لانها تهدد السلم والامن العالمي بل وتدول قضاياهم ليسلب منهم الرأي والقرار وتسيل الدماء انهارا وتعيش البلاد دمارا وخرابا وتشرد الناس وتجرب معهم كل انواع واساليب الذبح بالسيوف والكواتم والمتفجرات وتظهر مليشيات تتقاتل بينها ولاتقاتل المحتل الاجنبي بل سلاحهم ينحر الاطفال والنساء وتلغي الرابطة القومية وتسمي القوي القومية (القومجية) بل تلغي الوطنية ليحل معها حق تقرير المصير وحسب الطريقة الديمقراطيه الحديثة فتتفتت الاوطان علي اسس عرقية ودينية وطائفية لم ينزل الله بها من سلطان واذا ماراد ابناءها المخلصون لتصحيح الواقع والطموح باقامة اقطار موحدة وقوية تجمع ابناءهم رابطة الوطن الواحد والشعب الواحد فهم مشاكسون بل تهرع احزاب وجهات من خلال منابرها المعروفة لنعت هؤلاء المخلصين بانهم (عملاء !!! امريكا واسرائيل !!!) لتظهر في قواميس اللغة السياسية مفردات ومفاهيم تاخذ معناها الجديد في عهد الديمقراطيه الغربية الجديدة فيسمي من يناضل من اجل الحرية الحقيقية والغاء الظلم ارهابيا ومن يعيد الامور الي نصابها ويريد لشعبه الحرية بانه خاين او انقلابي !!! اقرأوا واستعرضوا المفردات التي ترفع الان بربكم ... هل سمعتم شعوبا تهتف ضد قواتها المسلحة الوطنية... هل سمعتم بلدانا تحل جيوشها لتشكل بدلها مليشيات وعصابات اغلب ملاكاتها اميه (لاتقرا ولاتكتب وتمنح رتبا وشارات ) بدون وجه حق وتشتت الجيوش الوطنية وتحل في الوطن العربي ويبقي جيش الدفاع الاسرائيلي قويا مسلحا باحدث الاسلحه وتلغي وتنهي جيوشا عربية بدون ان تطلق اسرائيل (اطلاقه واحده ) لكي تشغلها وتهزمها من جهة وتبقي ايران بقواتها العسكرية وبكل صنوفها واسلحتها لتنهي المعادله الصحيحة المشروعة بينها وبين جيرانها العرب بل لتمتد اذرعها ومن خلال مايسمي (بفيلق القدس) ومليشياتها في لبنان وسوريا والعراق واليمن والبحرين لتقرر لايران دورا اقليميا مفروضة بقوة السلاح فلم يعد يوصف نظامها انه (النظام المشاكس ) ويسمح لها بزرع خلايا لنشر مفاهيم مذهبية وطائفية مدعومة بقوة السلاح في كل اقطار الوطن العربي ليكون مرتكزا لسياستها التوسعية في الغرب العربي بل تكافا اكثر من ذلك لتكون طرفا يحجز له مقعدا في المؤتمرات الدولية هي وتركيا لتقرير مصير العراق وسوريا ولبنان بل يصل الامر ان يكون لها حضور في اروقة الجامع العربي ويسبق هذا الحضور نشاط اعلامي مكثف وباللغه العربية موجها للعرب فان لها مايتجاوز (04) محطة فضائيه تبث سمومها وتخريفاتها وتجذيفها علي علي قيم العقيدة الدينيه وعلي مقامات الرسول (صلي الله عليه وسلم) واهل بيته واصحابه الكرام. بل لتعود الي حاضره مشرقنا العربية الارادتان السلطانية العثمانية والايرامهرية الفارسية لترسم تحالفات وادوار تاريخية جديدة في المنطقة ترعي فيها مصالح القوي الدولية والاقليمية ذات الشان الا العرب ومصالحهم وليذهب الوهم العربي بالحليف الاستراتيجي (الولاياتالمتحدةالامريكية) الذي ربطنا مستقبلنا به دون ايه مناقشة او اعتبار لمصلحتنا الحقيقية لنطرد من منصة تقرير مصيرنا كما طردنا بعد الحرب العالمية الاولي عندما قرر (سايكس بيكو) مصيرنا ونقسم ونشتت دونما اي اعتبار لمطوحتنا واحلامنا بقيام امة عربية كما وعدنا حلفاؤنا (بريطانيا وفرنسا) وهذه شأن كل امه لاتحترم نفسها او تقيم لنفسها اعتبارا عند الاخرين.