" عودة مرسي أو الحرب الأهلية ".. هكذا كان العنوان الرئيسي لحوار محمد الدماطي محامي الرئيس المعزول محمد مرسي مع جريدة الشروق قبل يومين. أعتقد أن هذا العنوان فقط يكفي لمحاكمة المحامي بعدة تهم أهمها التحريض علي العنف وتهديد الأمن القومي.. ثم أي حرب أهلية التي يدعو اليها ويهددنا بها.. ولماذا تقع تلك الحرب الان ومصر علي مر عصورها منذ الفراعنة مرت بأمور أصعب مما نحن فيه الان ولم يحدث مرة واحدة اقتتال بين أهلها - وأكرر أهلها - الا أذا كان المعزول ومن يصرون علي تهديدنا بتلك الحرب خارج نسيج الوطن.. وصوت نشاذ وسط سيموفنية الشعب التي تتعدد فيها الالات وتختلف النغمات والمقامات لكنها في النهاية تتحد فنيا عازفة أنشودة في حب مصر. ولم يكن هذا فقط ما يستوجب محاكمة المحامي.. لكن هناك الكثير من السموم التي حاول دسها في الحوار.. منها التحريض الخفي والظاهر لضباط الجيش لجمع متظاهرين والخروج علي الحكم.. لن نعاتب المحامي علي تقليله من ثورة الشعب في 30 يونيو والتي كانت متوقعة بعد وصول الاخوان للحكم والأخطاء الفادحة التي ارتكبوها والتي لا تقل عن جرائم المخلوع مبارك وحاشيته الفاسدة.. للسيد الدماطي الحق كمحام في تقديم الدفوع عن موكله.. لكن هل من حقه أن يتحدي أكبر تجمع في التاريخ شاء أو أبي ويطالب بعودة مرسي للحكم لمدة " ساعة او ساعتين " كما قال ليشكل حكومة تخلفه.. او يطالب بعودة مجلس الشوري الفاقد أصلا للشرعية بحكم عدد من انتخبوه.. واعادة دستور الاخوان الذي رسخ لسيطرتهم علي الوطن وتحطيم ثوابته لصالح المرشد وجماعته وتنظيمه الدولي.. الا يدرك أنصار الاخوان ان عودة مرسي ومجلسه الملاكي ودستور جماعته أصبح دربا من الخيال وحكايات الاجداد ليلا مع الاحفاد.. هل سيواصلون غيبوبتهم ليجدوا أنفسهم خارج حسابات الزمن والتاريخ وخارج منظومة مصر التي ننتظرها؟!! ومن محامي المعزول الي المتحدث الرسمي للرئاسة.. انه السفير ايهاب بدوي الذي خرج علينا ليبشرنا بخروج قانون التظاهر للنور ويشرح نصوصه.. كان لابد ان تدرك الرئاسة ان جدلا واسعا دار حول القانون.. والكثيرون من الجماهير سمعوا به خلال هذا الجدل لكن لم يقرأوه أو يتمعنوا فيه.. فكان من المفترض أن تختار الرئاسة الشخص المناسب لاقناع الجمهور حتي ولو نفسيا بالقانون.. لكن سيادة السفير بدا وكأنه يذيع نعيا أو مصيبة كبري حلت بمصر.. بدا وكأنه " قرفان " من كل شئ ياعم هي ناقصة.. أنك سليل مدرسة الدبلوماسية المصرية العريقة ..وأبسط قواعد ومبادئ الدبلوماسية أن تبتسم في وجه الاخرين حتي وأن كانوا أعداءك أو لا تطيق رؤيتهم.. هل أصبحنا كشعب وإعلام أكثر بغضا لدي سيادة السفير حتي من الأعداء ليظهر بتلك الطلة التي لا مرحبا بها علي الاطلاق. ارجوك يا سيادة السفير أن تعيد مشاهدة المؤتمر وتري موقفك من نفسك.. وهل ستحتمل أن تكمل المؤتمر أم تسارع بتحطيم التليفزيون وليس فقط غلقه؟