لفت نظري التصريح القوي الذي أطلقه الوزير نبيل فهمي عن استقلالية القرار المصري الآن بعد ارتباط مع أمريكا لأكثر من 03 سنة.. صحيح أنه لم يفسر المدة بالضبط ولم يربطها برئيس معين.. بل جعلها ممتدة بطول تاريخ يشمل الرئيس حسني مبارك والرئيس مرسي أو بمعني أدق نظامي مبارك وجماعة الإخوان.. أما الآن فالقرار مصري الأصل والهوية والهوي. هذا التصريح في عالم السياسة له معني كبير.. وله أيضا ردود فعل سلبية وأخري ايجابية.. لكن صاحب التصريح ليس رجلا بسيطا أو هينا.. فقد عمل في الخارجية منذ صغره.. وتمرس في بلاطها.. وكان والده رحمه الله من أشجع وزراء الخارجية الذين تولوا المسئولية في عهد الرئيس الراحل أنور السادات. وإذا كان نبيل فهمي قد درس في أمريكا منذ صغره أيضا.. وتولي أعلي المناصب رئيسا للجامعة الأمريكية بالقاهرة.. فإنه شغل أيضا لأكثر من دورتين منصب السفير المصري لدي أمريكا.. أي هو الممثل الأعلي لبلده في أمريكا. إذن هو قريب من مراكز صنع القرار الأمريكي.. ومن دوائر الحكم هناك.. وأيضا من دوائر جماعات الضغط »اللوبي«.. ويعرف جيدا التفكير الأمريكي سواء من الشعب أو من الحكام.. كما يعرف مصر جيدا.. ويعرف شعبها.. ويجلس مع جميع الفئات.. لهذا هو يقدر الدولة والشعب.. ويري الأمل من حيث لا يراه الآخرون.. فالقرار المصري وإن تأرجح في السنوات الأخيرة إلا انه يعود بقوة ويفرض نفسه علي الجميع. واستقلالية القرار تعني الكثير بالنسبة لنا.. تعني أننا رجعنا إلي رشدنا.. وتعني أننا نملك إرادتنا.. وأننا لن نكون من ذيول أمريكا.. ليست المسألة مرتبطة بالمعونة.. »طز وألف طز في المعونة«.. إنما نحن الآن أحرار.. نملك إرادتنا.. نملك قرارنا.. لأننا نملك قوتنا.. وهذا يحتاج منا إلي العمل والإنتاج.. الكل من جميع أنحاء العام يمد يده إلينا.. أهلا وسهلا.. لكن ما نسعي إليه أن نأكل من أيدينا أي من إنتاجنا.. نحن بلد الخير.. وقد مَن الله علينا بالكثير من الثروات والخيرات التي تملأ أرض مصر الطيبة علينا أن نستفيد منها.. وأن نأكل من عرق الجبين.. وليس من المساعدات.. ومن يقف مع مصر وقفة الصديق فأهلا به ومرحبا. أما أن نأكل من المساعدات.. ونبحث عن المعونة الملعونة سواء من أمريكا أو غيرها.. فهذا ضد استقلالية القرار! دعاء : »اللهم إني أعوذ بك من الفقر إلا إليك.. ومن الذل إلا لك.. ومن الخوف إلا منك.. أعوذ بك أن أقول زوراً أو أغشي فجوراً أو أكون بك مغروراً.. وأعوذ بك من شماتة الأعداء وعضال الداء وخيبة الرجاء«.. آمين.. يارب العالمين