محمود ياسين أكد الفنان الكبير محمود ياسين أن الدراما التليفزيونية اهتزت وبشدة منذ قيام ثورة 52 يناير.. وأصبحت تعاني إلي الآن من العجلة الاقتصادية التي صارت حركة دورانها بطيئة.. وأوضح أن المعايير الفنية أصبحت تخضع لأهواء السوق وبالتالي ضعف دور الدراما في توجيه الذوق العام.. وأشار إلي أن الدراما الدينية رغم أهميتها في تشكيل الوجدان اختفت في ظل الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها التليفزيون.. وشدد علي أن الفن كان في طريقه إلي زوال لو استمر الإخوان المسلمون في الحكم. كيف تنظر للدراما التليفزيونية الآن؟ للأسف الدراما التليفزيونية الآن تخضع للعجلة الاقتصادية التي بدورها تأثرت بشكل كبير منذ ثورة 52 يناير فصارت بطيئة ورتيبة وشهدت فساداً واضحاً، مما أثر بدوره علي الإنتاج الدرامي سواء في القطاع العام الذي يشهد تدهوراً كبيراً أو في القطاع الخاص الذي وقع تحت رحمة شركات الإعلانات والفضائيات. إذن القطاع العام يتحمل مسئوليته في تدني المستوي الدرامي؟! القطاع العام يعاني بشدة الآن، فهو الوحيد الذي يتأثر تأثراً مباشراً من اهتزازات الاقتصاد لأنه يتبع الدولة مباشرة ولهذا فهو يعاني الآن في ظل تعثر الدولة اقتصادياً، ولكنه في الوقت نفسه لا يستطيع وقف عملية الإنتاج نهائياً، فهناك عاملون واستديوهات وكاميرات لابد أن تعمل والمحصلة إنتاج ضعيف لا يمكن تسويقه، داخلياً للقنوات والمحطات المصرية، ولا خارجياً في الأسواق العربية التي أغلقت أبوابها في وجه الأعمال المصرية منذ فترة واكتفت بإنتاجها. ولكن أين الأعمال الدينية علي الخريطة الدرامية؟ العمل الديني لا يقدر علي إنتاجه سوي القطاع العام لأنه يتطلب ميزانية عالية، في الوقت الذي لا يتم تسويقه وتوزيعه بيسر، أما القطاع الخاص فيقوم بالإنتاج من أجل الربح المادي لا أكثر فهو يمتهن الإنتاج كتجارة، ولذلك حرص التليفزيون المصري علي إنتاج عمل ديني كل عام ولكن دوره غاب منذ عامين بسبب الأزمة الاقتصادية، وبالتالي غابت الأعمال الدينية. قدمت العديد من الأدوار في الأعمال الدينية.. هل تري لهذه الأعمال تأثير علي المتلقي؟ من بين الأعمال التي قدمتها مسلسل »أبو حنيفة النعمان« وهو من الأدوار التي قدمتها علي مدار تاريخي الفني، وعلي الرغم من الجهد الكبير الذي بذلته أنا وزملائي في هذا العمل إلا أن هذا التعب زال عندما لمست تأثير العمل علي المشاهدين وكيف أنه أجاب عن الكثير من المسائل الدينية وجعل الكثيرين يهتمون بمطالعة كتب أبو حنيفة وباقي الأئمة وهو ما يعد شيئاً عظيماً نسعي لتحقيقه في كل أعمالنا الفنية. ولكن لماذا غابت الأعمال الجادة من علي خريطة الدراما؟! هذا يعود إلي غياب الدولة عن الإنتاج، فبعد أن كانت تلعب الدور الأكبر في توجيه الذوق العام وقت أن كان التليفزيون بشاشاته أكبر سوق لعرض الأعمال وتسويقها، ولذلك كان لابد أن تتناسب الأعمال مع معايير التليفزيون في أي الدولة، وعندما غاب هذا الدور وحلت الفضائيات مكان التليفزيون أصبحت المعايير تخضع لأهواء السوق التي ترتبط بالعرض والطلب. وهل أثرت فترة وجود جماعة الإخوان في الحكم علي الدراما؟! بالطبع أثرت فترة وجود الإخوان علي الدراما التليفزيونية بشكل سلبي، فقد شعرنا بإحباط وتأثرنا بتهديدات بعض من يحسبون عليهم بتضييق الخناق علي الفن والفنانين، والكل يعرف أن الفن هو إبداع وحرية وإذا ما تم تهديد هذه الحرية في التعبير فهذه نهاية العملية الفنية برمتها، ولذلك كانت هناك مخاوف حقيقية زادت وتشعبت في نفوسنا بعد الهجمات الشرسة التي انطلقت نحو عدد من الفنانين والفنانات والتي كانت ستطولنا جميعاً إذا ما استمروا في الحكم أكثر من ذلك.