يبدو أن بشائر الدراما الدينية بدأت فى الظهور على السطح وسار المنتجون والفنانون والمخرجون يتجهون نحو ما يفرضه الواقع السياسى، ولهذا فلا مانع من تقديم مسلسلات دينية بكثرة وطرحها بقوة على خريطة الدراما الرمضانية. فالتجهيزات ل 2012 بدأت مبكراً رغم استمرار الأزمة وعدم الاستقرار فضلاً عن حالة الحذر الشديد والخوف من عملية التسويق لتلك المسلسلات، ورغم ذلك فإن العديد من شركات الانتاج والفنانين أعلنوا استعدادهم لدخول السوق ولكن أغلب الأعمال مازالت مجرد حبرعلى ورق، وكانت المسلسلات الدينية في السنوات الماضية خارج نطاق الخدمة وسقطت من ذاكرة الدراما المصرية!، والسؤال هل ينجح المنتجون فى تسويق المسلسل الدينى هذا العام فى ظل سيطرة التيار الدينى على البرلمان. ومن أبرز الأعمال الدرامية الدينية التي يتم التحضير لها مسلسل "الامام الغزالى" وهو من تأليف محمد السيد عيد وانتاج قطاع الانتاج بالتليفزيون وإخراج إبراهيم الشوادى وبطولة محمد رياض ونرمين الفقي ومحمود الجندي وأحمد توفيق وأحمد بدير وميرنا وليد التى تجسد دور سعدة التى يتم أسرها وتقديمها للإمام الغزالي وتنشأ بينهم حالة من الود وتتزوجه. وجاء اختيار محمد رياض لهذا الدور لاتقانة اللغة العربية وسنه المناسب حيث كان ترشيحه بعد اعتذار كمال ابو رية عن تجسيده لهذا الدور؛ وسيظهر محمد رياض ب"باروكة" خلال دوره سيقدم كل الفئات العمرية للبطل بداية من العشرينات، ويتناول المسلسل شخصية الإمام الراحل الشيخ ابو حامد الغزالى أعظم مفكري أهل السنة ويسرد فى شكل درامى تفاصيل حياته ونشأته وأفكاره وكتبه ورحلته العلمية التنويرية ومن المقرر عرضه علي شاشة التليفزيون في رمضان المقبل . يذكر أن العمل توقف لأكثر من مرة للظروف الإنتاجية التى تعاني منها شركة صوت القاهرة وعدم توافر سيولة مالية كافية وتحول إلى قطاع الإنتاج وسوف يتم تصوير بعض المشاهد بمدينة الإنتاج الإعلامي وبعض المناطق بالمحافظات ذات الطابع البدوي مثل مرسى مطروح والوادي الجديد والأماكن التى عاش فيها الغزالى بالدول العربية. كذلك هناك مسلسل "أسماء بنت ابى بكر" من انتاج قطاع الانتاج؛ ومسلسل الشيماء للمؤلف محيى الدين مرعى والذى واجه تعثرات كثيرة خاصة رفض الفنانة صابرين القيام بدور البطولة وترشيح السورية قمر خلف بدلا منها لتلعب دور الشيماء؛ ثم جاء ترشيح هند صبرى وايضا اعتذار مجدى كامل عن دوره واستبداله بالفنان باسم ياخور، يُذكر أن المسلسل تأجل عامين على التوالى بسبب عدم توافر رأس المال خاصة أن العمل سيتكلف مبالغ باهظة. وعن مسلسله يقول المؤلف محمد السيد عيد "الإمام الغزالى" أتوقع له النجاح وسيحظى بالاهتمام لكونه يواكب الأحداث التى تمر بها مصر؛ فقد عانى كثيرا من إهمال سنوات طويلة نتيجة مشاكل انتاجية عديدة"؛ وأكد عيد أن الأعمال الدينية دائما ما تواجه عراقيل لانتاجها؛ كما رفض مايتردد من أنه يغازل الإسلاميين والتيار الدينى من خلال المسلسل لأن العمل مطروح على الساحة منذ سنوات؛ متسائلا:"وما العيب فى تقديم أعمال جادة وقيمة حتى لو كان فى هذا التوقيت الحرج؛ فنحن مجتمع يهوى ربط الأمور ببعضها البعض وتفسيرها على هوانا". أما عادل ثابت رئيس قطاع الانتاج فيقول: إن النجاح لن يأتي من مجرد ان العمل دينى؛ لان هناك العشرات من الاعمال الفنية تناولت موضوعات دينية ولكنها لم تنجح؛ واعرب عن أمله في أن يكون العام الجديد عام استقرار لمصر بعد مرحلة من القلق أدت الى تعطل الانتاج الفنى؛ واصفا اياه بأنه يمر بكبوة كبيرة بعد تزايد حالة القلق بين الجهات الانتاجية وحالة من الاضطرابات التى شهدتها السوق العربية وخصوصا التسويق، وقال ثابت:"المسلسل الديني له مكانة كبيرة خاصة في شهر رمضان لأنه يحقق دائما نسبة مشاهدة عالية ونحن مطالبون كجهات إنتاجية بتقديم أكثر من مسلسل ديني وتاريخي، وعلى أتم استعداد هذا العام لإنتاج أعمال دينية". من جهته أكد المؤلف أيمن عبد الرحمن أن سبب تراجع كتابة المسلسلات الدينية وبالتالى اختفائها هى "الجشع" والبحث عن المادة خاصة في القنوات التليفزيونية والفضائيات التي تبحث عن المسلسلات التي تحتوي على مشاهد العرى والرقص والمخدرات لتحقيق زيادة نسبة إعلانات، ودائما ما يعتذر أغلب نجوم التمثيل عن عدم المشاركة في المسلسلات الدينية بسبب انخفاض الميزانية مقارنة بميزانية الأعمال الدرامية الأخرى؛ فضلا عن أنها تعرض في أوقات غير مناسبة وبالتالي لا تحقق نسبة مشاهدة عالية وتصبح أعمالا غير مطلوبة؛ والمؤلفون يستسهلون كتابة الأعمال الدرامية أو الكوميدية عكس الأعمال الدينية والتاريخية التي تحتاج إلى بحث وتوثيق معلومات لذلك علينا الفترة القادمة الاهتمام بالعمل الديني ووضعه في مكانة لائقة وعرضه في وقت متميز.