فرج أبو العز أستغرب لموقف من يلمح بالمعارضة لحق مصر في هدم الأنفاق وإنشاء منطقة حدودية عازلة مع غزة مع أنه حق أصيل من أعمال السيادة لا ينازعنا فيه أحد مهما كانت الأعذار والدوافع. هل يعقل أن توجد منازل علي الشريط الحدودي تستخدم كمداخل ومخارج للأنفاق من الاتجاهين بمعني أن يدخل المهرب أو الإرهابي من مدخل نفق بمنزل في رفح الفلسطينية ليخرج سليما معافي من مخرج النفق بمنزل في رفح المصرية ليرتع في سيناء كما يشاء وينضم لجحافل الإرهابيين والتكفيريين لضرب أمن الوطن. السؤال الذي يفرض نفسه: لماذا تأخرت المنطقة العازلة ولماذا كان صبرنا علي الأنفاق بلا حدود رغم اقتراح هذه المنطقة منذ سنوات بعيدة من قبل خبراء عسكريين عملوا في سيناء ويعرفون دروبها ومن بينهم اللواء محمد عبد الفضيل شوشة وكان محافظا لشمال سيناء لكن للأسف الشديد ولأسباب لا نعلمها سكتنا طويلا حتي نمت الأشواك وأصبحت شبكة الأنفاق مثل بيت جحا. علينا أن نشد علي أيدي رجال الجيش والشرطة في حملتهم ضد الإرهابيين في سيناء ونقول لهم "تسلم الأيادي" مع كل نفق يهدم وكل طوبة توضع في سبيل المنطقة العازلة.. مع تعويض من تقع منازلهم في المنطقة ببناء منازل جديدة والاهتمام بمشاريع تنموية عاجلة في المنطقة تكفل الحياة الكريمة لمن يتكسبون من نشاط الأنفاق.. ويقيني أن أهالي سيناء الشرفاء لم ولن يقفوا حجر عثرة أمام هدف تطهير سيناء الغالية من الإرهابيين والأفاعي. ومن المهم هنا عدم الاكتراث بدعاوي وقف هدم الأنفاق لأنها تحمل في ظاهرها الرحمة بأشقائنا في غزة لكنها في الحقيقة تحمل العذاب والألم لمصر المحروسة.. ومن الأجدي البحث عن وسائل شرعية لسهولة عبور الأشقاء في غزة سواء بتوسيع المنافذ البرية الموجودة أو زيادتها أو التفكير في منطقة تجارة حرة تفيد الطرفين وتكون كل عملياتها تحت سمع وبصر القانون وليس من خلال أنفاق الظلام. في اعتقادي أن نجاحنا في هدم الأنفاق التي تغذي الإرهابيين وإنشاء المنطقة العازلة ستكون لبنة مهمة بل أساسية في حربنا ضد الإرهاب فهي أم المعارك وتأتي من منطلق "نكون أو لا نكون" فنحن أمام هجمة شرسة تستهدف هدم الدولة المصرية التي هي الأقدم قاطبة في التاريخ.. أمام إرهاب يلبس عباءة الدين وهو عنها براء.. إرهاب لا يعترف بالوطن بل يتعلق خياله بمفهوم الخلافة الذي لم يعد ملامسا لأرض الواقع.. إرهاب يعمل لصالح مشروع أمريكي شرير جاء من فكر شيطاني بأن يسلط المسلمين علي المسلمين لينجو هو في النهاية ويظل القوي الذي يتحكم في المصائر.. والغريب والمريب أن كل هذه الجماعات التكفيرية والإرهابية ترتكب الجرائم والقتل تحت مفهوم الجهاد بالمخالفة لأبسط قواعده وهي الجهاد ضد العدو. أي نقطة دم لمصري من رجال الجيش والشرطة لا يضاهيها ثمن لكن مهما كان الثمن الذي نتحمله ضد الإرهاب اليوم سيكون أقل بكثير من تكلفته غدا.. عاشت مصر وعاش جيشها الباسل. حرف ساخن: من وحي الأغاني "يا سلام علي رقة قلبك" مهداة لمحمود غزلان الذي يتوعد الشعب الذي يحاول وجماعته أن يحكمه بدق الأعناق والحناجر.. "أنا عايز أعيش في كوكب تاني" مهداة للمطلوب عصام العريان الذي لا يزال يهذي ويشترط عودة المعزول للمصالحة ناسيا أنهما معا أحيلا للجنايات و"موعودة ياللي عليكي الدور".