غريب فكر الرئيس الأمريكي أوباما.. نظرياته عكس نظريات كل العالم.. لم يتعلم من درس العراق التي تركها بعد أن حطم جيشها وقسم شعبها ولا تزال الاغتيالات والنيران مشتعلة بها؟ واليمن تمزقت..والسودان تقسمت وليبيا لحقت بهم.. والآن جاء الدور علي سوريا؟ أوباما يسعي بكل الوسائل ان يجد من يسانده في ضرب سوريا تلك الدولة التي نزح منها نحو 4 ملايين مواطن ولجأ الي دول الجوار مليونان اخرون وجميعهم يعيشون في اسوأ الظروف وتدهور مستوي المعيشة.. وبدلا من التدخل السياسي لاحلال السلام في سوريا تحت مظلة الاممالمتحدة وبالتعاون مع الدول الكبري يصمم اوباما علي البدء وتحديد المواقع التي يطلق منها الصواريخ ليسقط من الشعب السوري من يسقط وليدمر ما تبقي من هذه الدولة.. انه يصف هذه العملية ب»شكة الدبوس« بينما تراها روسيا والصين وايران الدمار بعينة لمنطقة الشرق الاوسط خاصة في حالة ضرب مخازن الاسلحة الكيماوية. يأتي هذا الفكر الامريكي ودول العالم كله ومن بينها الولاياتالمتحدة - تحتفل باليوم العالمي للعمل الانساني وهو اليوم الذي اختارته الاممالمتحدة احياء لذكري 32 شخصا ضحوا بحياتهم عندما قام الارهاب بنسف الفندق الذي كانوا يقيمون به ومن بينهم الممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة ومتطوعة مصرية. انهم ذهبوا الي العراق لإغاثة ضحايا الحرب هناك وتقديم المساعدات لهم.. لم يكتفوا بالتبرع بالمال بل اسرعوا بالتواجد هناك حيث تخوض العراق حربا غير متكافئة مع العراق واستشعروا الخطر الذي يواجهه الاطفال والنساء.. أنهم تأكدوا ان كل ثانية يتأخرون فيها تعني المزيد من سقوط الضحايا. ان هؤلاء المتطوعين لديهم إيمان عميق بالتضحية من اجل الاخر بغض النظر عن العراق أو الدين أو اللون.. انهم حملوا علي عاتقهم مسئولية الانتقال الفوري الي مواقع الاعاصير والفيضانات والانهيارات الجليدية والحروب والصراعات الداخلية..وحيث المجاعات لتقديم الخدمات الانسانية واحياء روح العمل الجماعي.. ويسجل العام الماضي استشهاد 92 موظفا ممن يعملون بالاغاثة في الاممالمتحدة تركوا أثرا إنسانيا للبشرية في افريقيا وامريكا وهايتي والفلبين وباكستان وافغانستان. ان العاملين في مجال النشاط الانساني آمنوا بهذا الواجب الذي يقومون به بحكمة وعقلانية وايمان دون أن يأخذوا في الاعتبار مدي خطورة هذه المهمة مقابل توصيل الطعام والشراب والمأوي للضحايا.. والامر الاسواء انهم يتعرضون للاختطاف. ان الاممالمتحدة ترفع هذا العام شعار، انك تستطيع ان تكون عاملا في مجال النشاط الانساني ومساعدة المتضررين في وطنك أو خارجه وكان من احدث التبرعات هذا العام ما قدمته نجمة موسيقي البوب بيونسية التي اطلقت اغنيتها بعنوان »أنا كنت هنا« وهي تحت الناس علي القيام بأعمال الخير كبيرة كانت أو صغيرة وقد صورت شريط فيديو يتجول داخل قاعات اجتماعات الاممالمتحدة وهي تظهر فيه مرتدية ثوبا براقا ابيض وتغني داعية الي أن يترك كل انسان اثراً طيبا علي الارض واختارت القاعة التي شهدت لحظات ساخنة في تاريخ الدبلوماسية العالمية وفي الخلفية نماذج للاعمال الانسانية التي قدمها المتطوعون في الحروب والكوارث. والطريف ان البيت الابيض كرم بهذه المناسبة ما يزيد عن الف من المتطوعين ومن قضوا نحبهم في هذه الخدمة علي مدي خمسة عشر عاما وبينما تحتفل امريكا بهذا اليوم تستعد لغزو سوريا وتعتبره عملا انسانيا بدعوي قيام النظام السوري باستخدام الاسلحة الكيماوية في قتل المعارضة بدلا من اللجوء الي الحلول الانسانية كما يطالب العالم.. حقا إنها الحماقة. آخر المقال علقت صحيفة لوس انجلوس تايمز علي حديث الفريق أول عبدالفتاح السيسي للواشنطن بوست عندما تحدي واشنطن قائلا اذا ارادت امريكا قطع المساعدات عن مصر فلتقطعها ورأي ان التلويح بقطع المساعدات قد يلفت أنظار القادة في مصر لكن واشنطن ستتأثر سلبا لان هذه المساعدات لا تأتي فقط ضمن معاهدة السلام بين مصر واسرائيل ولكنها تتعلق ايضا باتفاق التعاون العسكري بين واشنطن والقاهرة في مجال مكافحة الإرهاب؟.. واخيرا أيقنت المخابرات الامريكية صدق النظرية المصرية وانعكاسات قطع المساعدات علي أمريكا نفسها.