تعرف على أسعار الذهب اليوم السبت 10 مايو 2025    آخر تطورات الحرب بين الهند وباكستان| بدء مواجهات عسكرية جديدة    الرئيس السيسي: أشكر بوتين على كرم الضيافة وأهنئ الشعب الروسي بعيد النصر    اليوم.. محاكمة 9 متهمين بخلية "ولاية داعش الدلتا"    اليوم.. بدء الموجة ال 26 لإزالة التعديات على أراضي الدولة    «المضارين من قانون الإيجار القديم» توضح مطالبها من القانون الجديد (تفاصيل)    أسعار الخضروات والأسماك اليوم السبت 10 مايو بسوق العبور للجملة    تكريم مجدي يعقوب ورواد الطب بنقابة الأطباء اليوم    جداول امتحانات الترم الثاني 2025 في محافظة سوهاج لجميع المراحل الدراسية    مسيرات باكستانية تحلق في سماء نيودلهي وسط تصاعد التوترات    مواعيد مباريات اليوم والقنوات الناقلة.. ظهور مرموش ومدرب الأهلي المحتمل    45 دقيقة تأخيرات القطارات على خط «طنطا - دمياط».. السبت 10 مايو 2025    «احذر الخروج في هذه الأوقات».. الأرصاد تُصدر نشرة طقس عاجلة اليوم السبت 10 مايو 2025    "جميعها حالات اختناق".. إصابة 11 جراء حريق قويسنا بالمنوفية (صور)    حبس لص المساكن بالخليفة    الصحة تكشف 7 فوائد للاهتمام بالحالة النفسية للأطفال    بعد 8 ساعات.. السيطرة على حريق شونة الكتان بشبرا ملس    نشرة التوك شو| البترول تعلق على أزمة البنزين المغشوش.. وتفاصيل جديدة في أزمة بوسي شلبي    الرئيس السيسي يعود إلى مصر بعد حضوره احتفالات عيد النصر بموسكو    طحالب خضراء تسد الفجوة بنسبة 15%| «الكلوريلا».. مستقبل إنتاج الأعلاف    كلبشت في إيده وعايزة تحضنه، مقطع الفيديو الذي تسبب في طلاق أردنية بسبب راغب علامة    مدير مدرسة السلام في واقعة الاعتداء: «الخناقة حصلت بين الناس اللي شغالين عندي وأولياء الأمور»    الشعب الجمهوري بالمنيا ينظم احتفالية كبرى لتكريم الأمهات المثاليات.. صور    برلمانية: 100 ألف ريال غرامة الذهاب للحج بدون تأشيرة    شعبة الأجهزة الكهربائية: المعلومات أحد التحديات التي تواجه صغار المصنعين    طريقة عمل الخبيزة، أكلة شعبية لذيذة وسهلة التحضير    الهند تستهدف 3 قواعد جوية باكستانية بصواريخ دقيقة    استشهاد قائد كتيبة جنين في نابلس واقتحامات تطال رام الله    هل تجوز صلاة الرجل ب"الفانلة" بسبب ارتفاع الحرارة؟.. الإفتاء توضح    الترسانة يواجه «وي» في افتتاح مباريات الجولة ال 35 بدوري المحترفين    عقب الفوز على بيراميدز.. رئيس البنك الأهلي: نريد تأمين المركز الرابع    زعيم كوريا الشمالية: مشاركتنا في الحرب الروسية الأوكرانية مبررة    «زي النهارده».. وفاة الفنانة هالة فؤاد 10 مايو 1993    ملك أحمد زاهر تشارك الجمهور صورًا مع عائلتها.. وتوجه رسالة لشقيقتها ليلى    «زي النهارده».. وفاة الأديب والمفكر مصطفى صادق الرافعي 10 مايو 1937    تكريم منى زكي كأفضل ممثلة بمهرجان المركز الكاثوليكي للسينما    «صحة القاهرة» تكثف الاستعدادات لاعتماد وحداتها الطبية من «GAHAR»    عباسى يقود "فتاة الآرل" على أنغام السيمفونى بالأوبرا    تعرف على منافس منتخب مصر في ربع نهائي كأس أمم أفريقيا للشباب    «بنسبة 90%».. إبراهيم فايق يكشف مدرب الأهلي الجديد    رايو فاليكانو يحقق فوزا ثمينا أمام لاس بالماس بالدوري الإسباني    ستاندرد آند بورز تُبقي على التصنيف الائتماني لإسرائيل مع نظرة مستقبلية سلبية    حدث في منتصف الليل| ننشر تفاصيل لقاء الرئيس السيسي ونظيره الروسي.. والعمل تعلن عن وظائف جديدة    بسبب عقب سيجارة.. نفوق 110 رأس أغنام في حريق حظيرة ومزرعة بالمنيا    يسرا عن أزمة بوسي شلبي: «لحد آخر يوم في عمره كانت زوجته على سُنة الله ورسوله»    انطلاق مهرجان المسرح العالمي «دورة الأساتذة» بمعهد الفنون المسرحية| فيديو    جامعة القاهرة تكرّم رئيس المحكمة الدستورية العليا تقديرًا لمسيرته القضائية    أمين الفتوى: طواف الوداع سنة.. والحج صحيح دون فدية لمن تركه لعذر (فيديو)    عمرو أديب بعد هزيمة بيراميدز: البنك الأهلي أحسن بنك في مصر.. والزمالك ظالم وليس مظلومًا    هيثم فاروق يكشف عيب خطير في نجم الزمالك.. ويؤكد: «الأهداف الأخيرة بسببه»    البترول: تلقينا 681 شكوى ليست جميعها مرتبطة بالبنزين.. وسنعلن النتائج بشفافية    متابعة للأداء وتوجيهات تطويرية جديدة.. النائب العام يلتقي أعضاء وموظفي نيابة استئناف المنصورة    «لماذا الجبن مع البطيخ؟».. «العلم» يكشف سر هذا الثنائي المدهش لعشاقه    ما حكم من ترك طواف الوداع في الحج؟.. أمين الفتوى يوضح (فيديو)    خطيب الجامع الأزهر: الحديث بغير علم في أمور الدين تجرُؤ واستخفاف يقود للفتنة    هل يجوز الحج عن الوالدين؟ الإفتاء تُجيب    ضبط تشكيل عصابي انتحلوا صفة لسرقة المواطنين بعين شمس    البابا لاون الرابع عشر في قداس احتفالي: "رنموا للرب ترنيمة جديدة لأنه صنع العجائب"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عزازي علي عزازي القيادي بجبهة الإنقاذ:
الإخوان يعيشون مرحلة انتحار سياسي واجتماعي أساءوا إلي فگرة الرئيس المدني المنتخب.. والعالم يعرف أن تظاهراتهم غير سلمية
نشر في أخبار اليوم يوم 11 - 08 - 2013

انتحار سياسي واجتماعي.. كانت هذه هي البداية في حوار »الأخبار« مع عزازي علي عزازي عضو جبهة الإنقاذ واصفاً مايقوم به الإخوان المسلمون في اعتصامي رابعة العدوية وميدان النهضة.. وعلي الرغم من هذا الوصف الدقيق لحالة الإخوان فإن السياسي البارز أكد بشدة حرص جبهة الإنقاذ والتيار الشعبي علي إعادة اندماج شباب الإخوان في المجتمع من ناحية وفي المشروع السياسي من ناحية أخري ولكن بشروط هذا المشروع الجديد.
وقال عزازي إن العالم كله يعلم أن تظاهرات الإخوان ليست سلمية، خاصةً ونحن نشاهد قادتهم يحرضون علي العنف ليل نهار من خلال القنوات المتواطئة معهم، مؤكداً أن الولايات المتحدة والغرب يريدون إعادة استخدام الفزاعة الإسلامية مرة أخري..
وإلي تفاصيل الحوار:
محاولة خلق حالة من الشلل في الدولة هدفها الحصول علي أي مگسب سياسي
لا أحد في الشارع يقبل الخروج الآمن لقيادات الإخوان
حريصون علي إعادة اندماج شباب الجماعة في المشروع السياسي الجديد
مرشح واحد لجبهة الإنقاذ في الانتخابات الرئاسية
مصر ليس بها عسگر.. وإنما جيش عظيم ومؤسسة عريقة تحمي الأمن القومي
كيف تري المستقبل السياسي في ظل الانقسام الحاد في الشارع المصري وإصرار الإخوان علي رفض ثورة 30 يونيو؟
الإخوان يعيشون مرحلة انتحار سياسي واجتماعي وهذا يبدو في سلوكهم شديد الانفعال، شديد الترهيب شديد الإرهاب وهم لا يستهدفون إرهابا بالمعني المجازي عن طريق خلق حالة من الشلل في الدولة، ولكنهم يمارسون هذا في الحقيقة للحصول علي أي مكسب سياسي يعيد إليهم الاعتبار مرة أخري بعد السقوط المروع لمشروع الإخوان المسلمين ومشروع الحكم الذي قاده مكتب الإرشاد ومندوبه الدائم في الرئاسة محمد مرسي؛ وتقديري أنهم يمارسون كل هذا القتل والترهيب والتعذيب والسحل كي يوصلوا رسالة للنظام في مصر وللشعب بأنهم قادرون علي هز الاستقرار، وهذه الرسالة أعتقد أنها فشلت؛ والرسالة الأخري للغرب حتي لا يعترفوا بسهولة بالشرعية الجديدة في مصر.. وهم في كل الحالات يمارسون ذلك لزيادة أوراق التفاوض في هذه المرحلة مع الدولة، ويستهدفون من وراء ذلك عدم الملاحقة الأمنية لقياداتهم، إضافة إلي الإفراج عن القيادات المحبوسة احتياطيا علي ذمة التحقيق.. وبالنسبة للقيادات المحبوسة المتهمين بالعنف والممارسين له، فلا يوجد أحد في الشارع السياسي ولا المجتمع المصري يقبل أن يخرج هؤلاء دون عقاب، لكننا في السياسة والأوساط الشعبية نرغب وحريصون علي إعادة اندماج شباب الإخوان في المجتمع من ناحية وفي المشروع السياسي من ناحية أخري بشروط هذا المشروع السياسي الجديد في إطار القانون والدستور الذي لم يكتب بعد.
ليست سلمية
ولكن الإخوان يشتكون من ممارسات عنيفة تواجه مظاهراتهم السلمية.. ما تعليقك؟
العالم كله يعلم أن تظاهراتهم ليست سلمية وهذا معلوم بالصوت والصورة فنحن أمام جرائم ترتكب كل يوم، وأمامنا تحصينات وأجولة من الرمال وأسلحة تدخل وتخرج في صورة سيئة لايمكن الادعاء معها بأن التظاهرات سلمية، ونحن نناشد قادتهم كل يوم في القنوات المتواطئة معهم يحرضون علي العنف، ويسبون الجيش المصري، يعتبرون أن شرعية مرسي دونها الدم كما يقولون، يحرضون الشباب علي الاستشهاد في سبيل الكرسي بهذا الشكل العجيب والغريب الذي لم يحدث في العالم لكن الغرب وأمريكا يريدون إعادة استخدام الفزاعة الاسلامية مرة أخري كما كان يحدث في العهود السابقة، فالحكومات الغربية حريصة علي الاعتراف بالشرعية الجديدة ولا تستطيع أن تتاجر بهذه الشرعية وتريد في الوقت نفسه أن تحافظ علي وجود إخواني في المعادلة السياسية، ونحن لا نرفض وجود الإخوان في المعادلة السياسية، لكننا نرفض خلط السياسة بالدين، ونرفض أيضاً كل من يستخدم العنف أو يدعو إليه في حدود الدستور والقانون، والرأي العام الغربي وبالذات الرأي الرسمي والمسئولين ينبغي ألا يجرنا إلي إهمال وتجاهل الرأي العام المصري الذي خرج خروجاً غير مسبوق في التاريخ الإنساني لكي يقولوا للإخوان: لا، ولكي يعزلوا هذا الرئيس، ولكي يقفوا ضد نظامه الفاسد من ناحية والذي يمثل خطراً علي الأمن القومي من ناحية أخري.
إذن هل تؤيد فض الاعتصامات والتظاهرات الإخوانية بالقوة؟
كنت أؤيد ذلك في المرحلة الأولي سريعا بعد 26 يوليو أي بعد يوم التفويض، ولم أكن أؤيد فض الاعتصام بالقوة فقط، إنما بالقانون أيضاً، وكنا نتمني في ذلك الوقت ألّا تُسال دماء كثيرة لأن الكل مصريون، والكل مواطنون.. لكن أداء وسلوك الجماعة التحريضي والممارسات العنيفة التي يمارسونها منذ 30 يونيو إلي اليوم من قتل وتعذيب وسحل تؤكد أنهم راغبون في استدراج السلطة واستدراج الجيش، وتقديم ضحايا بطريقة عمدية لكي يقيموا مناحة أمام العالم بأنهم يُقتلون ويُضربون، وهذا ما وعي إليه الجيش كما وعت إليه الشرطة ووعت إليه القيادة المصرية الآن، ولجأت إلي الحل السياسي وليس الحل الأمني.
هل تتوقع حلًا سياسيًا سريعًا للخروج من هذا المأزق؟
بالتأكيد وقلبي علي الشباب المستدرج فهم الضحية ويتم التغرير بهم في رابعة العدوية.
هتاف ابتزازي
هل لدينا ضمانات قوية لعدم تكرار جملة " يسقط حكم العسكر" مرة أخري؟
كبرت كلمة تخرج من أفواه من يقولون ذلك، فمصر ليس بها عسكر وإنما جيش عظيم ومؤسسة عريقة هي التي تحمي مصر وأمنها القومي وشعبها وتحمي هذه الشرعية الشعبية طوال عمرها، وجيشنا ليس جيش مرتزقة ولكنه جيش حضاري واكب نشأة الدولة وعقيدته السياسية أنه دائما مع الشعب وخيارات الشعب، فهذا الخطاب لايليق إلا بمن يطلقه، وهو من ناحية أخري هتاف سياسي ابتزازي يريد أن يحقق بعض المكاسب ولو علي جثة القيم المصرية الراسخة والثابتة.
هل تري أن مصر تحمل خصوصية بحيث لا يصلح لها إلّا حاكم ذو خلفية عسكرية؟
بالطبع لا، فمصر عريقة في ديمقراطيتها، عريقة كدولة، وأخطر ما فعله الإخوان أنهم أساءوا إلي فكرة الرئيس المنتخب عبر الصناديق، ولو أن هذه التجربة مرت بطريقة إيجابية لحققت من خلالها أحلام وطموحات الناس وحققت العدل الاجتماعي، ما كان حدث ما حدث.. والحل العسكري حدث لأن الناس يئست من حكومة مرسي ويئست أيضًا من ضعف المعارضة وعجزها، فكان لابد أن تلجأ إلي الطرف الأقوي في المعادلة المصرية والوطنية وهو الجيش، لكن هذا لايعني أننا مُقبلون علي حكم عسكري، ولا يعني أيضًا أن مصر راغبة أن يحكمها رئيس ذو خلفية عسكرية، لكن أيضا من حق صاحب الخلفية العسكرية أن ينزل الانتخابات مثلما هذا من حق صاحب أي خلفية أخري، سواء دينية أو ليبرالية؛ والخلفية العسكرية تشرف صاحبها، وإن كان هذا لا يعني أننا أمام حكم عسكري علي الإطلاق، فعبد الناصر صاحب أكبر مشروع قومي في التاريخ المصري كان عسكريًا ولم تكن هذه القضية مطروحة علي الإطلاق أننا أمام حكم عسكري، وكذلك ديجول في فرنسا.. وكذلك هناك تجارب فارقة لحكم العسكريين الذين كانوا يحملون مشروعات لدفع أممهم إلي الأمام، وهناك نماذج أخري ديمقراطية مثل تجربة هتلر انتهت إلي كوارث.. إذن العبرة في المشروع الوطني الذي يحوذ ثقة الناس واحترامهم ورضاهم.
تيار التنوع
هل تري أن التيار الشعبي هو النموذج الأقوي والأقدر علي وراثة مكانة التيار الإسلامي في الشارع السياسي؟
أتمني ذلك، والتيار الشعبي وفلسفته قائمان علي أنه تيار التنوع المصري الذي يعكس روح وتنوع الجسد المصري منذ 25 يناير حتي اليوم، ويضم مشارب إسلامية ومسيحية ويسارية وليبرالية ووطنية عامة وقومية ناصرية.. وعندما فكرنا في التيار الشعبي فكرنا في تيار يضم ألوان الطيف المصري في إطار مشروع يُعلي من قيمة العدالة الاجتماعية بالأساس والبعد القومي من ناحية أخري.
كيف تقرأ مشهد الهجوم الإعلامي علي د. محمد البرادعي وهل تتفق مع خطواته السياسية الأخيرة؟
د.البرادعي صار جزءاً من السلطة التنفيذية الآن ومن حق الناس أن تنتقده مادام موجوداً في دائرة الحكم، وأعتقد أنه نفسه لايجد أي غضاضة في نقده، فعندما كان في صفوف المعارضة كان يتعرض للنقد مع جبهة الإنقاذ ككل، فالآن هو أوجب للنقد؛ وقد تعودت النخبة علي صوت النقد العالي ورفض أي صياغات لاتتفق مع رؤية النظر الشعبية، ومن هنا قد أختلف مع د.البرادعي لكن هذا لايعني أننا ضده أو أننا خصومه.
أي الأنظمة الحاكمة الأفضل سياسياً لمصر خلال المرحلة المقبلة خاصة بعدما شاهدنا مساوئ النظام الرئاسي؟
دائماً أنصح الدستوريين ورموز الحركة الوطنية بالمزج ما بين مزايا النظام الرئاسي ومزايا النظام الجمهوري، بحيث لا يتحول رئيس الجمهورية إلي رئيس شرف ليس له أي صلاحيات، وكذلك ألا يتحول إلي ديكتاتور مستبد يأخذ من الصلاحيات ما يجعله فرعوناً جديدا، فهناك مزايا للنظام البرلماني تنعش الحياة البرلمانية والحزبية وتقلص من صلاحيات الرئيس وتعطي للبرلمان وللتداول السلمي للسلطة فرصة أوسع للتغيير، فنحن دائماً مع الجمع بين النظامين بحيث لا يتغول رئيس الجمهورية بصلاحيات مطلقة ولا يتحول أيضاً إلي خيال مآتة.
الدستور- انتخابات البرلمان- الانتخابات الرئاسية.. كيف تري ترتيب هذه الأولويات في المرحلة المقبلة؟
هذا موجود في خارطة الطريق، فلا يمكن أن نبدأ خطوات التحول الديمقراطي دون وجود دستور نحتكم إليه في كل المراحل التي تلي ذلك، خاصة أن المشكلة بعد ثورة يناير أننا لم نبدأ بالدستور، وحدث فيه ماحدث، وتمت صياغته بطريقة لا تعبر عن جموع الشعب.. ولذلك نسعي لتصحيح كل الأخطاء التي حدثت بعد يناير وأولها أن الدستور أولًا ثم الانتخابات الرئاسية ثم البرلمان.
ما رأيك فيمن ينادي بانتخاب لجنة صياغة الدستور حتي لانقع في الأخطاء السابقة؟
هناك بعض الدول بالفعل تقوم بانتخاب أعضاء لجنة صياغة الدستور، ولكن لأننا خضنا في موضوع الدستور أكثر مما ينبغي ودخلنا في معارك ومحاصصات سياسية ومارس حزب الأغلبية الإخواني والأحزاب ذات المرجعية الإسلامية قدراً كبيراً من الإقصاء والاستبعاد بحيث جاء الدستور في النهاية يمثل طرفاً واحداً، فنحن حريصون علي أن تمثل لجنة الخمسين ألوان الطيف السياسي والاجتماعي في مصر ولا تتجاوز أحداً، وعليها أن تُنجز دستوراً يحقق حالة من الرضا والتوافق المجتمعي، وأعتقد أن هذه اللجنة قادرة في حال تشكيلها بطريقة عادلة، علي تحقيق طموح المصريين في دستور يرضي الجميع.
خيار وحيد
هناك من يري أن الإسلاميين يعانون من حالة إقصاء سياسي كيف تري ذلك؟
الإسلاميون هم من أقصوا أنفسهم، ولو حاول العالم كله بما فيه المعارضة أن يُسئ إلي الإسلاميين مثلما أساءوا إلي أنفسهم لما استطاعوا، بمنهجهم الإقصائي فيما يرونه صحيحاً بممارسة العنف.. والتحولات التي حدثت بعد ثورة يناير ستضعهم أمام خيار وحيد وهو مراجعة أنفسهم حتي يقبلهم المجتمع مرة أخري.
وكيف تري المستقبل السياسي للتيار الإسلامي في مصر؟
أتحدث من مُنطلق ليبرالي أو مايسميه الغرب حياد البياض، عن أن مشروع الوطنية المصرية لابد أن يكون الإسلام الحضاري هو العمود الفقري الذي يستقبل كل عناصر الهوية المصرية، المشروع الإسلامي جزء من الهوية لايمكن إقصاؤه، فإذن هناك فرق بين الحديث عن إقصاء الإسلام الحضاري والحديث عن المحسوبين علي التيار الإسلامي، فالمسألة رهن بهؤلاء إذا أرادوا أن يُصلحوا من أنفسهم ومراجعة مواقفهم وآرائهم، أي أنهم من سيحددون مكانتهم في المرحلة القادمة.
هل يملك التيار الشعبي خطة مستقبلية للانتخابات الرئاسية والبرلمانية؟
بالنسبة للانتخابات الرئاسية فنحن طرف في جبهة شعبية واسعة تمثلها جبهة الإنقاذ وثمة اتفاق بين كل أطراف هذه الجبهة، ولن يكون هناك مرشحان وإنما سيتم الاتفاق علي مرشح واحد، والتيار الشعبي ملتزم بالمرشح الذي تتفق عليه هذه القوي؛ وكذلك هناك اتفاق قديم بالنسبة للانتخابات البرلمانية، وستكون هناك قوائم موحدة للقوي السياسية أو في الحد الأدني سيكون هناك تنسيق بحيث لا يتصارع اثنان ينبغي أن يوجد أحدهما أو كلاهما في البرلمان.
هل من الوارد أن تتغلب المصلحة الشخصية علي العامة داخل جبهة الإنقاذ؟
كل تاريخ الجبهة اتفاق، كانت هناك حوادث داخل الجبهة، لكن كل ما يصدر من بيانات ومؤتمرات إنما يعبر عن القاسم المشترك بين أفرادها، وما زلنا علي اتفاق أيضاً حول موضوع الدستور، وأرسلنا بالفعل عددا من المقترحات، وهناك موقف من انتخابات الرئاسة والانتخابات البرلمانية، الخلافات واردة ويتم حلها بالتفاهم والتنسيق.
هل تتوقع أن نري وجوهاً جديدة في الانتخابات الرئاسية في ترشيحات الجبهة؟
هذا من طبيعة الأمور، وهناك رموز لا أريد أن أقول قديمة ولكنها أعربت عن عدم رغبتها في النزول ورموز أُخري موجودة إذا تم الاتفاق عليها ستطرح نفسها، ووجوه كانت خارج دوائر الترشيح ربما ترشح نفسها في الانتخابات القادمة.. والعبرة أن يتم الاتفاق عليها كي لا تتوزع الأصوات بين هذا وذاك ونفاجأ بنتيجة كالتي فوجئنا بها في الانتخابات الماضية.
إذا استقال الفريق السيسي من منصبه وترشح للرئاسة كيف تري فرصته في هذه الانتخابات؟
سوف أنتظر ما يطرحه من برنامج ومن مشروع وإذا توافقت مع البرنامج سأعطيه صوتي، سأعطي صوتي للسيسي إذا جاء مشروعه متوافقاً مع الشعب المصري وأحلامه وطموحاته في هذه المرحلة.
حكومة كفاءات
كيف تري أداء حكومة د.الببلاوي حتي الآن؟
لأول مرة يكون لدينا حكومة تضم كفاءات نوعية وهذا ليس رأيي فقط ولكنه رأي قطاع واسع من النخبة أنهم لم يشعروا بعد بالنقلة التي ينبغي أن تحدث مع هذه الوزارة، وللشعور بهذه النقلة لابد من وضع العدالة الاجتماعية والخدمات للبسطاء وهم الأغلبية في الأولوية، وإلي الآن لم يحدث هذا.
هل من المتوقع تكرار الأخطاء السابقة للاخوان ؟
لا أحد يُقارن نفسه بالاخوان المسلمين، فهؤلاء كانوا يعملون من أجل الجماعة ومن أجل تنظيم دولي وليس من أجل الوطن، والتوليس باسم الدين أما التيار الشعبي فينطلق من خطة تعتمد علي العدالة الاجتماعية وتوزيع موارد الدولة بحيث يتمتع الفقير بثروة البلد ويمارس حقه في الوصول للسلطة، ولدينا الآن شعب عظيم أصبح حكماً علي أي سلطة، وهو قادر علي أن يصوب وينتقد ويُعارض ويخلع أي نظام لا يتوافق مع إرادته.
أمن اسرائيل
كيف تفسر الموقف المتردد أمريكا والغرب؟
هؤلاء يبحثون دائماً عن مصالحهم الشخصية التي توافقت مع الإخوان المسلمين وأهم بند في هذه المصالح الاستراتيجية هو الحفاظ علي أمن إسرائيل، وبقاء مصر في دائرة التبعية للولايات المتحدة بالاتفاقات والمعاهدات والمعونات، وكان الإخوان أكثر من قدم هذه الضمانات لأمريكا والغرب، وكان طبيعياً أن تُصاب هذه الاستراتيجية بالارتباك بعد ثورة الشعب علي حكم الإخوان، وبوصلة المصلحة عادة لا تستقر، ولذلك هم حريصون علي التعامل مع مصر في المرحلة الجديدة من ناحية وبقاء الإخوان في المعادلة من ناحية أُخري.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.