وتتوالي المفاجآت في مباريات كأس العالم المقامة حاليا في جنوب افريقيا بسقوط الكبار وخروجهم من الادوار الاولي للبطولة.. وكان من ابرز الكبار الذين خرجوا مبكرا من المونديال فرنسا التي حصلت علي البطولة عام 8991 حين نظمتها علي ارضها وضم فريقها مجموعة من كبار النجوم امثال زيدان وهنري وتيرام وغيرهم الذين حفروا اسماءهم في سجل مشاهير نجوم كرة القدم العالميين.. كما خرجت ايطاليا ايضا من الدور الاول بعد ان كانت بطل العالم عام 0991 بنجومها الكبار امثال روسو وبادجيو وغيرهم.. وشهد مونديال جوهانسبرج انخفاض مستوي الفرق الكبري واختفاء النجوم البارزين في العديد من الفرق وخاصة الفرق الاوروبية مثل فرنسا وايطاليا وانجلترا والبرازيل والارجنتين.. وكانت الجزائر هي البلد العربي الوحيد الذي وصل إلي المونديال وكانت بتمثيلها للكرة العربية وسط الكبار تتحمل مسئولية كبري للظهور بالصورة المشرفة للعالم العربي في واحد من اهم الميادين واكثرها شهرة في عالم اليوم وهي كرة القدم.. وعلي الرغم من خروج الجزائر من الدور الاول إلا ان الفريق الجزائري بما يضمه من نخبة متميزة من اللاعبين استطاع مواجهة الفرق الكبري وكان اداؤه رائعا خاصة امام انجلترا حيث اقتنص نقطة التعادل مع الفريق الانجليزي واستطاع ان يحافظ علي شباكه وكان علي وشك الفوز ليعوض خسارته في مباراته الاولي مع سلوفينيا والتي انتهت بهزيمته بهدف للاشيء.. وامام المنتخب الامريكي كان الامل يحدونا بفوز فريق الجزائر ولو بهدف واحد ليتأهل إلي دور ال 61 وظل الفريق صامدا ولاحت امام لاعبيه فرص للتهديف والفوز بهذه المباراة إلا ان الرياح اتت بمالا تشتهيه السفن وسجل المنتخب الامريكي هدفا في الوقت القاتل قبل نهاية المباراة.. وتوالي سقوط الكبار في المونديال الواحد تلو الاخر وتوقع الخبراء ان يكون النهائي في هذه البطولة بين الارجنتين والبرازيل وكلاهما فاز باللقب عدة مرات ويضم نخبة من نجوم العالم المتميزين.. ومع متابعة تداعيات خروج الفرق الكبيرة من الدور الاول واثر ذلك علي مستقبل الفرق الكبري في المرحلة القادمة نجد ان لحظة الحساب علي هذا الخروج تتفاوت من دولة لاخري ففي فرنسا كانت قمة الغضب لخروج الفريق المعروف باسم »الديوك« نظرا لما سجله نجومه القدامي من امجاد في عالم كرة القدم فجاء قرار الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بحرمان اللاعبين من اية مكافآت والتقي بنجم فرنسا تيري هنري ليعرف منه حقيقة ما جري للفريق واسباب خلافات اللاعبين مع المدرب مما ادي لامتناع عدد من اللاعبين عن التدريب استعدادا للمباراة الاخيرة والتي انهزم فيها المنتخب الفرنسي من جنوب افريقيا. واذا كانت هذه التداعيات المتلاحقة لخروج الفرق الكبيرة من الدور الاول تثير الانتباه فانه لابد من الاشارة إلي المشاركات العربية في بطولة كأس العالم والتي لم تشهد صعود اي فريق عربي أو افريقي إلي الادوار المتقدمة وكان خروج الجميع من الدور الاول أو علي الاكثر في الدور الثاني فهل هذا يعني وجود خلل في منظومة الكرة العربية يجعل من الصعب علي اي فريق عربي أو افريقي ان يحجز لنفسه مكانا متقدما وسط الكبار ليؤكد مكانة الكرة العربية وسط هذه الفرق العالمية. ولعل هذه الدروس تكون مفيدة للمرحلة القادمة لتستعد الفرق العربية من الان للصعود إلي تصفيات كأس العالم القادمة وتكون مشاركة حقيقية ومؤثرة وسط الكبار حتي لا يكون السقوط شاملا للكبار والصغار.